[مواجه]

بسم الله الرحمن الرحيم

يفتقد اعلامنا للاعلامي المحاور اللذي يدير دفة الحوار كما تقتضيه اجابات الضيف .. لا ان يتلوا عليه الاسئلة المعدة مسبقا .. في الاسبوع الماضي اطلعت على حوار مطول مع ياسر القحطاني اللذي تحدث عن نقاط عديدة بعضها تكفي لأن تكون هي مجمل الحوار فيما لو كان المحاور احترافيا بشكل اكبر ..
و حقيقة منذ طالعت لقاءه المشار اليه وانا انوي ان اكتب عنه ولكن حساسية الوقت دفعتني لتأجيل ذلك ..

ياسر قبل أن يكون لاعبا هو شخص مثقف و ذكي .. يتمكن من اقناعك حينما يتحدث .. و بقدرة هائلة يظهر عكس ما بداخله من توتر و قلق .. و غضب ..!! و لكنه اثناء المباريات لا يتمكن من ابعاد توتره و قلقه و غضبه .. فهو يرتبك حين يستلم كره في مكان خطر .. و يتردد في اتخاذ القرار .. و حينما يسدد يقذف كراته بكل قوه دون تركيز في اشارة واضحة لغضبه من امر ما وان هناك رهبة تصيبه فجأة .

و حينما يظهر ياسر في هذا الوقت ليتحدث عن نفسه مدافعا و رافضا اي حديث حول اختلاف ياسر الحالي عن السابق .. فهو بذلك يكون بعيدا جدا عن مساعدة نفسه .. بل أنه نسف كل الخطوات الكبيرة التي خطاها نحو العودة لما كان عليه .. و وقف عند خط البداية ولسنا متأكدين ان كان سيبدأ خطواته تلك من جديد ام سيقف طويلا دون حراك ..!!

الكثير من محبي ياسر ابرزوا قدراته في هذا الموسم على افادة الفريق من خلال مساهمته في صنع عددا من الاهداف سواء بالتمرير او بالتحرك دون كرة .. و هذا امر رائع منهم و من ياسر نفسه .. ولكنه غير كاف ..
المعني بالقرار فات عليه اتخاذ عددا من الخطوات لمساعدة ياسر بتأهيله معنويا في اوقات مبكرة من الموسم ..
و ما يقوم به ياسر من دور كبير في خدمة الفريق غير كاف من لاعب يملك امكانيات ياسر .. فنحن نعلم من هو القناص ..
و على الرغم من يقيني بأن عدد محبي ياسر و المدافعين عنه من جماهير فريقه يتفوق على الجانب الآخر .. الا انني اخشى مع الوقت ان يقل العدد هنا و يزيد هناك ..

تسجيل الاهداف توفيق من الله و ايضا اضاعتها هي عدم توفيق من الله .. ولكن سوء التصرف هو عدم تمكن من اللاعب .. او عدم استعداد اللاعب بشكل مقبول ..

و يغضبني كثيرا الحديث اللذي يتناقله عدد من المشجعين بأن ياسر مصاب بعين لا سمح الله .. و سؤالي هو هل العين تمنع ياسر فقط من ان يسجل و تسمح له ان يركض بنشاط و حيوية ؟!
ياسر مصاب فقط بعدم تركيز .. فهو مشتت ذهنيا و يستنفذ كثيرا من طاقاته في ابقاء نجوميته كما كانت من خلال احاديثه و تعامله مع الاخرين .. و يبخل كثيرا بتخصيص جزء من استعداده و تركيزه للمباريات .. او لم يتمكن من ذلك ..!!

قد يواجه هذا الحديث معارضة من البعض .. ولكني متأكد أن البعض ايضا سيؤيد أن ياسر ليس في ازمه .. هو صنعها و هو من سيتجاوزها .. ولكن على ياسر ان لا يتجاهلها لأن ذلك سيبقي الحال على ماهو عليه .

ياسر ليس مطالبا باهداف خرافية او ان يسجل تواجدا دائما في اللقاءات الكبيرة خاصة مع المنافسين التقليدين .. بل يمكنه فعل ذلك دون أن يسجل .. كذلك كان يفعل الاسطورة سامي الجابر ..
سامي سبق ان مر بمراحل عدم توفيق و لم يسجل اهداف لوقت طويل ولكنه لم يقف عند ذلك لعب لاجل الفريق و بات يمرر و يصنع اهداف ولكنه بات يسجل الكثير منها حين يتطلب منه الموقف ذلك .. لأنه لم يتأزم ولم تضعف عزيمته.

بل ان ياسر فعل ذلك حقا في هذا الموسم .. و عليه ان يستمر و يواصل .. فطالما ان الفريق ينتصر و يشارك بفعالية في ذلك فهو يؤدي دورا كبيرا .. ولكن حينما نقول انه ليس كافيا من ياسر لاننا نعلم ماذا يملك ياسر ..
وليس ياسر من يرمي نفسه ارضا حين يواجه مدافعا محاولا الحصول على خطأ او ضربة جزاء .. ولا يفعل ذلك سوى المهاجم المفلس .. و ياسر بعيد تماما عن الافلاس والحمدالله فما زال يتحرك بذكاء و يتمركز بذكاء .. ولكن عليه ان يتسلح بعزيمة لا تقهر في اسكات منتقديه اللذين اكد ياسر انهم يزعجونه و ينالون منه ..
نجومية ياسر لم تصنعها الاحاديث الاعلامية ولا شخصيته, نجومية ياسر صنعتها امكانياته .. و عليه أن يقلل من تركيزه خارج الملعب و يوفر جزء كاف من ذلك للمباريات ..

اعداد اللاعب للمباريات لا يتطلب فقط اعداده لياقيا .. ولكن اعداده ايضا معنويا لابقاءه في محيط عطاءه المتعارف عليه و لدفعه لتقديم الافضل دوما ..
صناعة نجم مهمة عظيمة يشترك بها عدد من الاشخاص اللذين لا ينساهم هذا النجم طيلة حياته .. كذلك هي مهمة الحفاظ على نجوميته .. بل ان الاخيرة هي علم قائم بحد ذاته و سأنقل بعض من حديث احد المختصين في ذلك وهو الدكتور عبدالهادي مصباح استشاري المناعة والتحاليل الطبية وزميل الأكاديمية الأميركية للمناعة

فهو يقول ( يحتاج الرياضي لإعداد نفسي وبدني حتى يتألق ويستمر، لكننا للأسف لا نرعى رياضيينا ونعتمد على مواهبهم الخاصة والصدفة لتحقيق الربح والأهداف).

(وهناك الآن تخصص يسمى «علم النفس الرياضي»، الذي يعد في الدول المتقدمة من أساسيات صناعة الأبطال والمحافظة على مستواهم ورفع قدراتهم التنافسية. ويقوم هذا العلم على إعدادهم نفسيا قبل وأثناء وبعد المنافسة، من أجل الحصول على أفضل أداء. ومن خلال هذا العلم يتم تمرين البطل وتدريبه على كيفية مواجهة القلق والتوتر والانفعال، مهما كانت الضغوط النفسية التي يواجهها، لأن التوتر والانفعال يساعدان على إفراز هرمونات، مثل الأدرينالين والجلوكوكورتيكويدس وغيرها، تؤثر في القوة والقدرة البدنية، كذلك في التناغم العصبي العضلى، لتكون النتيجة أداءً سلبياً لا يعبر عن القدرة الحقيقية للمتسابق. لكن من خلال التمرين على وسائل معينة مثل التأمل، واليوغا، التخيل، الاسترجاع الحيوي وتمرينات ضبط النفس، يستطيع البطل أن يتحكم في جهازه العصبي اللاإرادي فيخفف من قلقه وتوتره، ويحسن من أدائه من أجل الوصول إلى القمة).

ياسر جماهير فريقك لا تزال تهتف باسمك في كل لقاء .. هي ايضا تسعى لمساعدتك .. فافعل ذلك .. و ساعد نفسك .. نجوميتك و قدراتك الهائلة و عطاءاتك التي تفتخر بها او حتى المؤثرات والصعوبات التي تعرضت لهاهي من الماضي اللذي لم تعد تملكه .. تملك فقط حاضرك و مستقبلك .. و دع حاضرك يقودك لمستقبل يرضيك