[الهلالي عبود]

بمناسبة فوز الزعيم بالدوري .. كان نتاجه المثمر هذا العنوان البسيط ..

أَزْرَقْكْ مِنْ سُمُو ~~ وَأبْيِضِكْ مِنْ تَعَآآل

أن تكون تلكـ القياسات في الإبداع على هامة الكبار .. فحتما سيكون للقوس باري لها لا يجارى .. عندما تهل مناسبات الصعاب .. ومواسم البذور التي ينتظر النذر على أحشائها .. فحتمًا ترتكز الآمال .. بأن ينبت الله من كل زوج بهيج في قادم الأيام .. هلال كان كذلكـ في بداية المشوار .. فريق اعتاد بتقادم الأيام .. أن يكون له في كل ميدان صولة .. وعبر كل أرض .. وفي أسفل كل سماء .. تجد الجولات التي تُفرح .. بحق ارتكازات قائمة .. وأركان راسية .. وطموحات تختزل الزمن .. الهلال كالعادة أسطورة تنشد سماع الفرح .. وبوارق تهل على محبيها السرور .. الزعيم حينما يغيث الأرض بأمطار جنونه .. وهذيان أنغامه .. فحينها تقف الأرض هامدة .. لا تقوى على النهوض .. الهلال بهذهـ الكيفيات التي تستهوي كل من يهيم بجنون الكرة .. فسيكون حتمًا بحجم تطلعات من ينتظر مراكب الإمتاع التي ترويه .. في مجمل ما كان في تاريخ البطل الأعلى .. فدائمًا ما يصبح صدى الإحساس بوجودهـ طاغي .. أن تكون القوى المتراكمة حاضرة ومنتشرة .. فحتمًا حينها الكبير الذي يرتوي القمة مطرحًا له دائمًا سيكون باديًا .. إن الصبر على حجم العمل .. وطول البال مع ترقب الثمر .. حتمًا لا يكون في نهاية المطاف إلا حسم يجعل المحبين في حالة من الرضا الكامل .. أن تكون في صف الهلال كمشجع .. أن ترى الهلال بعين الرضا .. فتلك مفازة لمن يشجعه بأنه على موعد مع معانقة الكؤوس بجميع محتواها .. سواءً كانت الكبيرة منها أو الصغيرة .. ربما تكون العثرات في اللمم .. لكنه في الكبائر لا يتخلى عنها بسهولة .. يا قومي حينما تتزين البلاد بكل مفاتنها .. فهي لدينا كثيرة .. لكن أحد هذهـ العرائس التي تحملها هي من تثبت لها التفوق .. تحيطها بكل حب .. وتحضنها بكل حنان .. ليست هي مفضلة على قريناتها .. ولكن عملها الدؤوب .. وتفوقها الدائم .. وبلاءها الحسن .. وصنيعها الممتاز .. هو من يجعل لها الأفضلية .. بالضبط الهلال كالعروس الفاتنة .. تثير النظر .. تلفت الانتباهـ .. عطاؤهـا غزير .. فرحها كثير .. أن تكون بتلك الصفات .. أن يتحول النادي إلى بركان ثائر وسط قوى لا تقل عنه شأنًا .. فتلك لفرحة لا مثيل لها .. الهلال في كل تفاصيل هذا الموسم .. ابتدأ بتدرج في اللعب .. و استوى على سوقه مع توالي الجولات .. نظرة .. فبسمة .. فموعد .. فلقاء .. هذا هو نادي القرن الذي امتزج بعنوان المتعة التي لا تضاهى .. بداية اللاعبين الذي وقعوا امتيازاتهم على أرض الميدان .. تبتدأ من حارس القرن الآسيوي ... الأخطبوط الذي يجد نفسه في كل الأزمان بكل شموخ .. يقف على خشبات ثلاث هو ملكٌ لها .. فيذوذ ببسالة .. ويصد بثقة الكبير الذي لم تنجب الأرض الصحراوية مثله في مركز حساسٍ لا يقبل أنصاف الفرص .. الدفاع ربمًا صخرته القادمة .. صاحب البشرة السمراء .. القائد الفعلي للدفاع .. أسامة هوساوي .. يجد المتابع للأزرق أن مكامن القوى المتطلبة في المدافع تتواجد بكبرياء في هذا المدافع .. و على منواله لي يونغ .. في الظهير الأيمن .. الذي وُجد لديه الحل في الرواق الأيمن وكذلكـ عبدالله الزوري الجانب الآخر .. نجمُ أثبت في ظرف مدة قصيرة عن امكانياته الكبيرة .. وإن صاحبتها بعض الهفوات .. لكن لا يقلل من إمكانيات هذا الواعد .. بالإضافة لماجد المرشدي .. الرجل الثقة في مكانه الثابت .. أن تجيء إلى منطقة الوسط .. فحتمًا لرادوي جبهة دفاعية لا تبارى .. وللشلهوب لمسة ناعمة تكلل بانسياق نحو الهدف .. ولويلي قوة ضاربة في الباك الأيمن .. ومثله نيفيز في الجهة المقابلة .. وفي الهجوم لياسر القحطاني حتى مع انخفاض مستواهـ .. له لمساته وتحركاته بالذات بدون كرة .. كل هذا الوصف مصبه واحد .. جماعية .. وروح فريق .. وانسياب في اللعب .. ومرونة أمام المرمى .. كل ذلكـ يتأتى عبر أقدام وكأنها أصبحت مجموعة أرواحٍ في جسدٍ واحد .. مرد هذهـ المجهودات لكيان شامخ .. كيان بلغ في بطولاته التي تنهمر كالسيل .. التسعة وأربعون .. ولا تتوقف على هذا الرقم بل في المسيرة بقية بالطبع .. الذي يشارُ له من جماليات جديدة على الشأن الكروي السعودي .. هذا التكامل الذي شُوهد في الفريق ككتلة واحدة بدون استثناء لجهاز عن آخر هو الذي يصنع الإنجاز .. بداية من هرم الرئاسة الكبير شبيه الريح .. الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي اتخذ من المثالية والصدق والحقيقة .. هي عنوان فترته الرئاسية التي سيقضيها .. فكان عمله احترافيًا بقيادته ومن معه من الإدارة .. كجهازٍ كامل .. بالإضافة إلى الطاقم الفني بقيادة الداهية إيريك جيريتس .. الذي يُرجى حينما تقدم الأندية على التعاقد فإنها بالطبع ستتهافت على التعاقد مع مدرب بحجم إمكانياته المذهلة .. التي آتت أكل مجهوداته .. ولمساته .. منذ بداية الموسم .. جيريتس صنع مفهومًا لم يُعتد من قِبل أنديتنا جميعًا .. الانضباط الاحترافي الكامل .. لا من ناحية التمارين الصباحية منها بالذات .. ما مجمله بهذا الكلام الذي يأتي كتعبير عن شعور الفرح .. هلال في كل أجياله شامخ .. في كل أطوارهـ مبدع .. في كل أطوراهـ نموذجٌ يحتذى به .. الهلال جاذبية لها سرها .. ومحيط خصب لمكمن النجاح الذي يتحقق على أفضل المستويات .. حقيقة الميدان ارتأت أن تتوج الهلال باللقب .. وصورة البطل الذي يعانق منصات التتويج .. دائمًا ما تتجلى بوضوح وقت الصعاب .. وأثناء الشدائد .. الهلال كفريق يُشارُ له بالسيادة دائمًا .. تتجلى له ملكوت الكرة ومن عليها في أكبر قارات الأرض .. وما كان منه .. من عرق يُبذل .. وجهد مضاعف ينثر .. فبالتأكيد لن يخيب ظنه ومن معه من الجماهير التي يطغى وجودها في كل مكان .. إن فريقٌ تقف خلفه الجماهير التي توجد في كل بقعة .. وتحترق في الوجود أينما حل .. هي بالتأكيد جماهير لها شأن رهيب .. الأجمل أن لها فريقًا لا يخيب رجاؤها دائمًا .. ولكن كان لها الصبر أيضًا حينما تحل بالفريق التعثرات .. اللهم لكـ الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى .. هذا هو باختصار حال الجماهير المتيمة التي تعبر عن حالها في كل الأحوال .. في الفرح وغيرهـ .. ولكن له الحمد سبحانه أن جعل الفرح هو المحطة التي يقف عندها هؤلاء العشاق .. الهلال كنز ثمين .. وبهاء مهيمن .. ولؤلؤة مكنونة .. ينظر لها بمهابة بحجم السماء .. صفوة النجوم حضروا ومروا في كل جيل .. أتوا وقدموا وأمتعوا .. بذلوا في سبيل الكيان .. وغيرهم من الرؤساء والإداريين كان لهم نفس النصيب .. الأجمل حين التحدث عن كل هؤلاء بقدر ما قدموهـ من عمل يستحق على الشكر .. إلا أن الأجمل .. أن الزعيم يبقى بمن كان بارقًا بوجودهـ البهي .. الهلال بحق قصة لا تنتهي مع الأمجاد ..