[الفتى الذهبي-11]

هنا قفوا



أصبح الحضور الى ملعب الملز مغامرة كبرى وتضحية بالنفس أحياناً لا ينقصها إلا كتابة الوصية وتوديع الأهل.


مهازل... فضائح... ضرب مبرح وبالعصي الكهربائية... سباب وشتائم ولعن... واقتياد بالقوة للحجز... هذا يا سادة ليس على أحد الحواجز في الضفة والقطاع بل في ملعب الملز.
متى كان الذهاب للمتعة عقاباً جماعياً؟ ومتى كان الناس بلا كرامة ليعاقبوا وبقسوة على رغبتهم في مجرد فرجة مدفوعة الثمن؟
ليس هذا من وحي خيال مراهق بل هو واقع وثقته الصور وفي كل المواقع.
والأعذار في هذه الفوضى والعبث أو هى من بيت العنكبوت لو كانوا يعلمون أولها وقت الصلاة... الآن فقط عرفوا فضل الصلاة الوسطى على ما عداها فخشوا أن يتركوها فيحبط عملهم الذي يبدو أنه حبط فعلاً، اذ لم تؤد ولم يسلموا من سوء التصرف.
فما بال مباريات المساء لا يحدث فيها ذلك والبوابات تفتح من الساعة (6) ويحين وقت صلاة العشاء وهي مشرعة، ومن أراد الدخول دخل ومن أراد الصلاة صلى؟!
الآن الكرة في ملعب مَن... إدارة الملعب أم لجنة المسابقات؟ ومن تجب محاسبتهم منهم؟ فيا لجنة المسابقات أعطونا مبرراً واحداً لإقامة جولة واحدة من الدوري في هذا التوقيت ثم العودة للمساء، لا شيء، اضحك كثيراً - وشر البلية ما يضحك - على التوقيت والاختيار لجولة واحدة في بلد صحراوي لا برد فيه ولا زمهرير ولا جليد ولا أمطار وإن كانوا لا يعرفون كيف السبيل لذلك فليتواصلوا مع الأرصاد الجوية لتخبرهم عن حال الطقس وتوقعات نزول الجليد من عدمها، ثم إن الهلال طلب تعديل الوقت ورفض طلبه بشكل غريب لأنهم ارتابوا في ذلك (الهلال مشكوك فيه على طول).
فيما في أوروبا لا نكاد نرى خطوط الملعب في دوري أبطال أوروبا من بياض الثلج ومع ذلك تقام المباريات في مواعيدها المسائية ولم نسمع بوفاة احد من البرد.
وثاني الأعذار الواهية في ما حدث في مهزلة الخميس نفاد التذاكر (هكذا يقولون) وإغلاق شبابيك بيعها أمام الراغبين في الدخول ثم بيعها في السوق السوداء بأسعار خيالية وصلت إلى 150 ريالاً لتذاكر الدرجة الثانية! وصار منظر التدافع حولها مظهراً غير حضاري كأنهم يتسولون وهو يدفعون مع ما يلاقون من سوء تعامل (وشين نفس).
السؤال العريض: لمَ يحدث ذلك في ملعب الملز وفي مباريات الهلال تحديداً؟ ولم يتعامل الأمن بتلك القسوة، ويطلب من الجماهير رؤية المباراة في بيوتهم، فهي أحسن لهم وقد قالوها.
أفضل دوري وأفضل رعاية.. ووقوده من الجماهير تضرب وتهان لتمنع من الدخول... كيف ذلك؟




السبت, 26 ديسيمبر 2009

جريدة الحياة

منيرة القحطاني