[أخبار الصحف]

زاوية/ هاءات ثلاث
هكذا نريد أن نكون
فهد الروقي



لم تكن مباراة الهلال والشباب مباراة دورية عابرة حتى وإن جمعت المتصدر ووصيفه، بل كانت ملحمة تحمل الكثير من الملامح والعبر وهي بحق (نموذج) للمستوى الفني الذي نطمح إليه والذي من خلاله صنف دورينا على أنه الأول عربيا والثاني آسيويا والسادس عشر عالميا حتى وإن غضب بعض المرجفين الذين من أجل إنكار لقب (نادي القرن) نسفوا بجهل كثيراً من المنجزات التي ما زلنا نفتخر بها فيما هم (حائرون) وخائرون ولكن ليس على طريقة الرفاق.

لقد كانت موقعة (ثنائي العاصمة) الأقوى فنيا واجهة مشرقة مورست فيها كل فنون كرة القدم، فمن حضور جماهيري كثيف ومتفاعل تفنن في أداء "الأمواج الزرقاء" إلى مباراة هجومية مفتوحة حوت كل مهارات المستديرة الصغيرة من لمحات فنية فردية إلى هجمات ذات نهج تكتيكي غاية في الإتقان والجودة، مرورا بصواريخ عابرة للقارات وممزقة في بعض ملامحها للشباك.

كانت المباراة نموذجاً في المستوى الفني ونموذجاً في الأخلاق الرياضية سواء قبل البدء وأثنائه وبعده، فقد جاءت تصاريح الرئيسين عبد الرحمن بن مساعد وخالد البلطان مثالية في لغتها ومضمونها وهكذا صلحت بقية التصاريح، فهما بمثابة القلب للجسد إذا صلح صلح الجسد كله وإذا فسد فسد الجسد كله.

هي مباراة تشبه إلى حد بعيد ما نشاهده في دوري أبطال أوروبا خصوصا على مستوى سرعة الإيقاع وتنفيذ الهجمات، ولقد أدهشني التطور اللافت في مستوى راجمة الصواريخ (نيفيز)، وما زلت عند رأيي بأن هذا اللاعب سيكون من أعظم المحترفين الذين مروا على الكرة المحلية.

أما هذا المساء فإننا نطمح بمشاهدة (ديربي) آخر نتمنى ألا يقل عن المباراة الأنموذج

هاء رابعة

يا ليل الصب متى غده ؟
اقيام الساعة موعده
رقد السمار فأرقه
أسف للبين يردده



زاوية / فـي الصـميـم
إنها كرة الكبار
علي الزهراني



حاول الهلال كثيرا،ً سجل هدفا وأتبعه بالثاني لكنه في نهاية المطاف خرج بنقطة وحافظ على الصدارة من أمام وصيف “لا يرحم”.

ـ الهلال كان نجماً في الشوط الأول والشباب الذي لازلت مراهناً عليه تميز بنجومية الثاني أما نحن من أمكنة الحياد فقد تشبعنا بكرة قدم سعودية الطعم والمذاق والنكهة.

ـ ليلة الرياض الباردة تحولت إلى ما يشبه لهيب الجمر الحارق حماس.. إثارة.. أهداف والأروع بين حماس النجوم وإثارة اللقاء أن التحكيم كان مع نيفيز وكماتشو نجماً لامعاً لم يضطهد “القانون” ولم يجامل طرفا بل حمل “صافرة” عادلة أجمعنا على روعتها مثلما هم أقطاب تلك السهرة النجدية كذلك.

ـ الدوري السعودي المحترف صعب والإثارة فيه قائمة ومن يرمي بتوقعاته نحو البطل ولمن تذهب فهو بهذا التوقع وفي هذا التوقيت يمتهن المغامرة.

ـ نعم هناك فوارق تميل لصالح هلال شبيه الريح منها الإداري ومنها الفني ومنها الجماهيري لكن هذه الفوارق لا يمكن لها “تجريد” فريق كفريق الشباب لا من المنافسة ولا من بلوغ رهان اللقب والظفر به ففي معطيات ما رأيته ليلة الأمس الأول من الليث يزيدني قناعة على قناعة بأن السباق نحو الدوري مستمر ولن تتوقف عجلته إلى آخر أسبوع من عمر هذه المسابقة التي لو لم تكن قوية ومثيرة ورقم المنافسين عليها أكثر من اسم لما أصبحت من ضمن قائمة الستة عشر عالمياً.

ـ عموماً مبروك للهلال صدارته ومبروك للشباب منافسته وقبل هذا وذاك مبروك لجماهير الكرة السعودية من الخليج إلى المحيط ولكل من يعشق جماليتها لأن الذي تعايشنا معه ليلة الخميس يكفي بصيغة التأكيد على أن هذه الرياضة “عالمية” تبدع وتتألق ولا مجال لنضوبها ونضوب نجوميتها.

ـ وإذا كانت موقعة الرياض قوية ومثيرة وانتهت بعناق الأحباب فالأمل كل الأمل في أن تقدم لنا موقعة جدة هذا المساء وجهاً آخر لكرة مثالية خالية من الشوائب جميلة المنظر وروعة المقصد.

ـ فالأهلي والاتحاد يمثلان قمة الكبار وعندما يحضر الكبار فالميدان سيلتهب بأقدام رائعة تعزف لحن الكرة الأصيل ويستمتع الجمهور أما الفوز والخسارة فالنسبة متساوية ربما ينال الأول مبتغاه وربما يعوض الثاني أحزانه وهذا باختصار ما سيدفع باللقاء ليكون رائعاً كما تعودنا وتعوده معنا التاريخ.

ـ ختاماً على الهلاليين الجمهور قبل الإدارة الصبر على البرازيلي نيفيز فهذا المحترف لازال يمتلك الكثير..

وسلامتكم.



وللمـزيد من الأخبــار والمــواد الأخـرى :: اضغـط هنــا ::