[الرايق الازرق]

*..إيريك غريتيس مدرب الهلال ..ومن خلال حواره التلفزيوني الذي نقلته الصحيفة الفرنسية "ستاد2" ..نستطيع أن نستنسخ ما يسكنه من إنطباعات ..حقيقية معاناتية ..أو جزافية ..أو فيها دفاع عن الذات الأوروبية..

*..ولنصنف أولا..ماأسماه بالاختلافات والتي قد يجوز أن نحولها لخانة المعاناة ..

-وصف التحاقه بالهلال مغامرة.. (هكذا يفكر المدرب الأوروبي عندما يدرب فريقا غير أوروبي ..من خارج قارته خصوصا اذا كان يمتلك رصيدا من النجاحات ..)..ولكنه عاد ليؤكد أنها المغامرة التي ظل يبحث عنها ..بمعنى أنه كان يبحث عن تدريب آخر يستفز قدراته وإبداعاته المهنية..

-خرج بمعاناة أسماها عدم ارتياحه للتواصل مع اللاعبين لأنه يستعين في ذلك بمترجم ..ولأنه يلح أن تصل خطاباته وبلسانه ووجدانه للاعبين فقد أبدى رغبة ملحة في تعلم اللغة العربية للتواصل مباشرة مع اللاعبين..

..وعرج بهذا الأمر إلى أنه ليس للمرة الأولى التي يواجه فيها مثله ففي تركيا (الأوروبية) صادفته نفس الإشكالية..

- المعاناة (الإختلاف الآخر)..أنه لايعلم ما يقال عنه في الاعلام..مثلما يحدث في فرنسا..لكنه خفف من هذا الغياب وقال : "لكن أحدا لم ينقل لي شيئا سلبيا حتى الآن ".

- إختلاف آخر مهني طبعيعي أكده غريتيس ..هو المناخ والمباريات تجري في الثامنة ليلا وهو توقيت متأخر قياسا بفرنسا..زائد حرارة الجو المرتفعة..

- ثم طبعا اختلاف العادات الاجتماعية..اليومية ..على مستوى الأكل والصلوات الخمس ..الخ ..

* الإعترافات الأخرى..يمكن أن نرصد شقها الأول على أنها احترافية..

- يقول غريتيس .."هنا لديهم كفاءات ..لكن هم بحاجة للعمل على تطويرها من أجل بلوغ البطولات العالمية والمنافسة عليها"..وأكد أن هذا مايسعى اليه حاليا مع لاعبي الهلال..وهو اعتراف ألغى ضمنيا المنافسة المحلية..والعربية والآسيوية..أي أن إمكانات الهلال أكبر من هذه ولكن هذه الامكانات والكفاءات لو تطورت وهو ما يسعى إليه ستخرج للمنافسة القوية العالية على العالمية..

- أما دغدغة الذات عند غريتيس فإنها انطلقت بالدفاع عن نفسه أمام محيط مرسيليا والمناخ الفرنسي والأوروبي عندما زج بنفسه في مقارنة لم يطلبها منه أحد بين الهلال وبين مرسيليا..قال..

"لاأشعر بوجود فارق بين مرسيليا والهلال لكون الأخير من أكبر الأندية في القارة الآسيوية..فكلاهما يتمتع بنفس القوة في بلديهما ..مذكرا أن الهلال بطل محلي على الدوام ..ومؤكدا أنه حصد بطولات آسيوية عدة واختير مؤخرا نادي القرن في آسيا..لذلك فهو لايشعر بفارق كبير بين الهلال ومرسيليا..

- ..وكأن غريتيس يرمي نفسه بالورود أمام الفرنسيين عندما يقول مجازا..غادرت مرسيليا الفريق الفرنسي الأوروبي الكبير..ولكنني ذهبت لتدريب فريق مثله في التاريخ والقوة والحضور..وهو اعتراف يتناقض مع شهادته بأن حضوره للهلال كان المغامرة التي ظل يبحث عنها ..!!

- ..ما قاله غريتيس في حواره يؤكد أنه جاء خائفا ولم يعد كذلك..جاء لايعرف شيئا عن الهلال ولا البلد..ولا آسيا ..ثم تعرف على أمور..أبهرته..(مثل وجود كفاءات)..(مثل المناخ واختلاف الثقافات والعادات الإجتماعية)..لأن كل هذه أمور عادية لأي رجل عادي في العصر الحالي يؤمن أن العالم أصبح قرية صغيرة ..فلا يعقل أن يمر في ذهن الفرنسيين أن مناخ المملكة يشبه جو سويسرا..برد ومطر وثلج ..ولا مقارنة في العرق والثقافة والعادات..ولم يكن الفرنسيون في حاجة لأن يقول لهم غريتيس ذلك .. حتى رياضيا أصبح العالم يعرف بعضه ويعرف ماهي الكرة العربية والآسيوية والافريقية واللاتينية..

- ..لذلك كان حديث غريتيس نوعا من الإنبهار..أراد ترجمته..فجاءت ركيكة..ابتدائية.....

*..ولكن صدقوني ..هذه هي عقلية الغرب ..دوما تنظر للأشياء من خلال منظومتها فقط.. وأي مدرب أوروبي يأتي..إلا وتسكنه أحكام (وهمية) جاهزة ..مسبقة يقفون بعدها على حقيقة الأشياء ويعترفون بجهلهم إياها..


**********************

* آخـــــــر الومضـــــات




- الهلال..قيمة ..وقامة ..وقمة..


- كلمات من كتيب الزعيم (طبع عام 2000 م)عنوانه:


- الزعيم الفريق الذي يكسب كأسا كل يوم ومشجعا كل ساعة..

http://www.gooolonline.com/articles.php?ID=607&do=view