[القيصر99]

زاوية / فـي الصـميـم

شبيه الريح يكسب

علي الزهراني

- الإثنين 14 سبتمبر 2009

تعودنا وتعود معنا القارئ دائما على الأحكام المسبقة، بل إن أقلامنا قبل ألسنتنا ترفض المكوث قليلا لمعرفة ما إذا كانت هذه الصفقة ناجحة أم العكس.
ـ نحكم على لاعب بالفشل والنجاح من خلال مباراة، ونصدر قناعاتنا للقارئ كبضاعة معلبة لا تسمن بقدر ما تصبح مع مرور الوقت فاسدة.
ـ من عام إلى مناسبة إلى عمق حدث نستعجل الحكم ولا نقبل بأهمية الوقت.. إلى درجة بات القارئ والمتابع الحصيف أكثر ألما لمشاهد كتابية نحن فيها ندور في متاهات ليس لها بداية ولا أتصور أن يكون لها نهاية، متاهات غاب فيها المنطق وتبدل ولكن بديله تخبط وعشوائية وقناعات أصحابها مفلسون.
ـ ولو أخذنا مثالا على المقدمة فالمثال أراه في تلك الصفقة الاحترافية التي كسب من خلالها أمير الهلال وشاعر الوطن الأمير عبد الرحمن بن مساعد، فيما نحن أمام هذا المكسب خاسرون، وأقول خاسرون لأننا وبصوت واحد أجمعنا على أن ذاك السويدي مقلب، فجاء الرد قاسيا وقسوة الرد هي من جعلتنا اليوم نعيد حساباتنا.. لاسيما تلك الحسابات المعنية بتقييم الأجانب وفرز الصالح من الطالح.
ـ قلت رأيي سريعا فخسرت الجولة، وقال معي كثيرون فتحولت كل آرائهم إلى سلة المهملات، فيما كسبت رؤية شبيه الريح.. تلك الرؤية التي تجاهلت فلسفة الحكم المسبق وتجاهلت أنصارها واكتفت بتطبيق نظرية الوقت كفيل بكشف الغث من السمين.
ـ هذا الموسم لم يكن ويلهامسون مقلباً شربه الهلال، ولانجما خسره الهلال بقدر ما تحول إلى آخر له من الأثر والتأثير ما كان سببا في إبهار الجمهور.. إن كان هذا الجمهور هلاليا أم كان من تلك الجماهير التي هي على الحياد.. لكنها بالطبع تعشق الزعيم في ميادين كرة القدم.
ـ صفقة ويلهامسون صفقة تجاوزت المألوف وخرجت عنه إلى أن أضحت درسا مؤثرا في مضامينه. قرأت شهادة منصفة لوعي الرياضي والأمير والإنسان والشاعر عبد الرحمن بن مساعد، بل شهادة منصفة لفكره الذي في نهاية المطاف قدم للهلال ولنا ولكرة القدم المحترفة نجما أوروبيا من طراز فريد قلما يتكرر.. لاسيما في البلدان العربية التي يمثل فيها ويلهامسون ومن هم على شاكلته ظاهرة الاستثناء النادرة.
ـ ماذا لو تنازل الأمير عبد الرحمن عن قناعته وأنصت لهواة الحكم المتسرع ولم يمنح (ويلي) كامل فرصته؟
ـ الجواب واضح، فالهلال ربما سيكون هو المتضرر، لكن لأنه رجل الحكمة والهدوء والعقلانية والفهم الفريد قرر وراهن وتحدى إلى أن جاءت البداية جميلة، وإلى أن تأتي النهايات الهلالية الأجمل أقول كم هو الهلال محظوظ برئيسه ونجومه وإدارته.
ـ الهلال محظوظ بمثل هؤلاء الكبار الذين لا يألون جهدا في إسعاد جماهيرهم حتى لو كلفت هذه السعادة كل الوقت وكل الجهد وكل الملايين.. وسلامتكم.