[الطازج 20]

الأخوة الأعزاء
مساء الخير

برفقة أحد زملاء العمل كنا خلال الأيام العشرة الماضية خارج المملكة ، وكان الناقل لنا هي الخطوط التركية ، وكانت اسطنبول هي محطة القدوم والوصول لنا ، وإثناء ركوبنا الطائرة من أسطنبول ، وبالتحديد عند عتبة باب الطائرة لحظ زميلي المحترف الهلالي رادوي في مقدمة المقاعد ( الدرجة الأولى ) والتي هي مدخل ركاب الطائرة جميعًأ ، تقدم زميلي بالسلام عليه ومصافحته ، وقمت أنا كذلك ، وبادرنا هو كذلك بالتحية مبتسمًا ، لأننا جميعًا هلاليي الميول والهوية .

كانت هذه المقابلة بعد سويعات قليله من نهاية مبارة المنتخب الأخيرة ، والتي لم نتمكن من مشاهدتها لعدم توفر القنوات الناقلة لنا في الفندق ، واكتفينا بمشاهدة مبارة تركيا والبوسنة ، والتي توافق في الوقت تقريبا مباراة المنتخب ، وقد علمنا من نتيجة المبارة بواسطة الهاتف من الزملاء بالمملكة .

ركبنا الطائرة ونحن متفاجئون من هذه الصدفة الجميلة ، كان رادوي كما يعلم الجميع ، فرغ قبل أيام من مشاركة منتخب بلادة من مباراة ضمن تصفيات كأس العالم ، ولا أعلم مع أي فريق ، على العموم كان رادوي يرتدي قميص منتخب ( إيطاليا ) وهو روماني الجنسية ، على الأراضي التركية ، متوجة للأراضي السعودية ، فسبحان مغير الأحوال .

أخذ الجميع مواقعهم داخل الطائرة ، ووصلنا بحمد الله إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض ، وكنا تواقين لرؤية رادي داخل صالة القدوم ، وبالتحديد عند نقطة استلام العفش ، وبالفعل ، تقابلنا في هذا الموقع ، ونحن لا نريد التلصق به لإننا وأياه كنا متعبين من الرحلة ، واكتفينا بالمشاهدة والمراقبة من بعيد .

كان في أستقبال رادوي يظهر لي أنه من مندوبي النادي ، وهو سائق من الجنسية الهندية ، كان بينهما حديث وأبتسامات ، تغير رأيي فقلت أنه ربما هذا الشخص سائقة الشخصي المعين من قبل إدارة النادي ، للقيام بمهمة تنقالات رادوي داخل مدينة الرياض .

كان برفقتها شخص ثالث ، ويظهر لي أنه من منسوبي المطار وبالتحديد من موظفي المطار ، ربما من الجمارك أو جهة أخرى ، كان متطفل معهما ، ويحاول الدخول عليهما في الحديث وأخذ الصور ...

الطامة الكبرى ، ما شاهدته من قبل موظفي الجمارك السعوديين ، حينما أخذ الجميع حقائبة ووضعها في العربات المتحركة ، وأثناء الوقوف في طابور التفتيش الإلكتروني ، ترك موظف الجمارك عمله الهام والرئيسي ، وأخذ في محادثة رادوي ، واقتلاع أبتسامات وضحكات معه بالقوة ، اختتم مهزلته بتصويرة بكاميرا جواله الشخصي ، وترك الجميع خلفهما في حالة ذهول .

موظف رسمي حكومي ، يتقلد منصب ومكان حساس ، أنشغل بأعمال جانبية ، من وجهة نظري أنها تسيب وعدم مبالاه ، تعكس لدى رادوي مدى بساطة وتفاهة بعض الناس .

نسيت أن أقول أن أول من غادر الطائرة هم ركاب الدرجة الأولى ، وبالتالي سمح لنا نحن ركاب الدرجة السياحية بالمغادرة بعدهم ، وكنت تقريبا في مؤخرة الطائرة ، وعندما وصلت لمقعد رادوي قبل بوابة الطائرة ، رأيت الجزء الصغير الخاص ( بالبوردنق ) المعروف ببطاقة صعود الطائرة ، والتي تظهر أسم الراكب ورقم الرحلة ، ورقم المقعد وغيرها من المعلومات الخاصة بالراكب ، وهممت أن آخذها وأدرجها في نهاية هذه المقالة لتكون شاهد حقيقي لهذا الوصف المختصر .

ولكن ترددت لقربي من مخرج الطائرة والذي يتواجد فيه بعض مضيفي الطائرة لتوديع الركاب .

هذا أبرز ما لفت نظري ، ورسخ في ذاكرتي .

وللجميع خالص الود

الطازج 20