[روح الـهـلال]

الهلال موبايلي ... مفهوم جديد للشراكة

عائض الحربي

خطا نادي الهلال وشريكه الاستراتيجي "موبايلي" خطوة متقدمة في تفعيل شراكتهما النموذجية على كل الأصعدة، بل لا أبالغ أن الشريكيين الكبيرين بدآ يسجلان أولويات يغبطهما الجميع عليها.
في طريقهما نحو التميز التقت الطرفان في ظل غياب الكثيرين عن جانب إنساني مهم يتمثل في مشاركة الأيتام والفقراء معانتهم، ونقلهم من لظى المعاناة التي يكابدونها إلى العيش عيشة هنيئة للبقاء أفراداً فاعلين منتجين في مجتمع يفتح ذراعيه لكل فرد فعال. كثيرة هي المبادرات الإنسانية التي يزفها هذا الشهر الكريم لكن مبادرة الهلال موبايلي جاءت لتعيد تشكيل وظيفة النادي والقطاع الخاص تجاه المجتمع بكل فئاته.
يبدو أننا مقبلون على طفرة نوعية في رؤية الأندية تجاه مجتمعها، فبعد النظرة القاصرة التي استمرت طويلاً وعشعشت في أفكار مسيري الأندية لفترات طويلة والمتمثلة في أن النادي لا ينظر إلا إلى دائرة ضيقة جداً لا تتعدى محيط النادي، بدأ النور يظهر من آخر النفق المظلم بهذه المبادرة غير المسبوقة.
إن اقتطاع جزء من المداخيل المالية التي يحصل عليها النادي من جراء بيع تذاكر مبارياته يعد في نظر القاصرة رؤيتهم على أنه تفريط في مكتسبات مالية تساعد النادي في ظل اعتماد النادي على مدخولات لا تكاد توازي ما يصرفه تجاه تسيير نشاطاته، لكن بادرة الهلال موبايلي وإطلاق برنامج الهلال موبايلي الإنساني رمى بهذه النظرة إلى الوراء، وبدأ يشكل حضورا جديدا للأندية وشركائها، فالتواصل مع المجتمع ومشاركة الفقراء واليتامى همومهم يأتي في مقدمة اهتمام الشريكين الاستراتيجيين، وهدفهما هو قبل كل شيء مرضاة لله عز وجل ثم تطبيق مقولة الرسول صلى الله عليه وسلم "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا".
جاءت كلمة رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد في حفلة التدشين صادقة وهو يطلب من جمهور ناديه حضور مباريات ناديه لإشراكهم في الثواب، كما أن مطالبته للأندية الأخرى المشاركة في مثل هذه المبادرات تندرج ضمن حرصه على أن الجميع يجب أن يشارك في مثل هذه المشاريع وليس حكراً على ناديه، في كل مرة يثبت الأميرعبدالرحمن بن مساعد أن الوسط الرياضي يحتاج لمثل هذه الأفكار والمبادرات الفعالة. وسيسجل له التاريخ هذه المبادرة.
وبدوره لم يبتعد الرئيس التنفيذي لموبايلي المهندس خالد الكاف عن هذا النهج بعد أن أكد أن اقتراح الأمير عبدالرحمن العام الماضي والقاضي بتخصيص ما نسبته 25 في المائة من دخل المباريات لجمعيتي انسان والبر تم دراسته بترو ودراية وتم البدء في تنفيذه، معلناً أن المستقبل سيحمل الكثير من المشاريع التي توطد العلاقة بين موبايلي وفئات المجتمع المحتاجة.
شكراً للهلال ... شكراً موبايلي على هذه الأسبقية والأمل بأن تحذو باقي الأندية الجماهيرية والشركات الأخرى حذو الكبيرين (الهلال وموبايلي) للتسابق على فعل الخير ومساعدة المحتاجين والمعوزين.