[مسّتريح البال]

بسم الله الرحمن الرحيم





ما بين هلال الأمس وهلال اليوم


عاد الهلال وعادت الحياة للرياض على الأقل بالنسبة لنا كزعماء , فالرياض بلا هلالها كالليلة الظلماء حينما يفتقد البدر .

ومع أول لحظة حطت فيها الرحلة معانقة مطار الملك خالد , حتى عادت بي الذاكرة للوراء عاما ً كاملا ً وبالتحديد إلى معسكر الزعيم في إيطاليا استعدادا ً للموسم الماضي ( لا أعاده الله من موسم ) .

كانت الاستعدادات تسير على قدم وساق , معسكر على أعلى مستوى , تجهيزات تبهر كل من اطلع عليها , متابعة مستمرة من سمو الإنسان عبد الرحمن بن مساعد , ومن نائبه , والأكثر من ذلك من شرفييه الأوفياء .

مباريات استعدادية على مستوى كبير من الانتقائية بما يكفل التدرج في التجهيز لموسم حافل ينبئ بقدوم عاصفة عنوانها الزرقة تكتسح الأخضر واليابس .

أجزم أن من شاهد الهلال ذات مساء بدون نجومه الدوليين وهو يشاطر الإنتر تلك المواجهة الاستعدادية لأيقن بأن الهلال لا يفصله عن تحقيق بطولات الموسم أغلبها إن لم يكن جميعها , إلا بدء منافسات الموسم .

عاد الهلال حينها إلى معقله ونحن يحدونا الأمل بتحقيق ما يواكب تلك الاستعدادات كأقل تقدير , إن لم يكن أشياء أكثر , ولكن كانت المصائب تتوالى على الزعيم ورجاله , كان أولها مع صبيحة أول أيام العيد بإيقاف البرنس الليبي الذي يعتبر من الركائز الأساسية وعنصر مهم في خطة المدرب كوزمين , تبعتها صفعة أخرى كانت منتقاة بعناية لتصيب الهلال في مقتل غداة تتويج الهلال بكأس سمو ولي العهد , ما كدنا نفيق منها إلا على صفعة أخرى موجهة بإحكام هي الأخرى على أحد أهم اللاعبين في الفريق ياسر القحطاني , كانت كذلك مخطط لها بعناية , وغيرها الكثير , لو وجّهت لفريق آخر لصارع على الهبوط إن لم يكن بالفعل قد هبط إلى الدرجة الأولى .

أقول تذكرت كل ذلك وأنا أرى الرحلة المقلة لزعيمنا وقد حطت في مطار الملك خالد , وكلي أمل أنا وجميع الهلاليين أن يكون موسم مشرّف بعيدا ً عن بؤرة العفن الذي يخلفها حقد المنافسين عادة ً, بتواطؤ من جهات أخرى رسمية وغير رسمية كشفتها لنا مواقف سابقة لا داعي للاسترسال فيها .



شرف زوربا , ومنافسي الزعيم , وفريق الحكومة المدلل !!



بعد قراءة سريعة في الموسم الماضي , خطر في بالي نقطة عبارة عن حوار بسيط وردت في رواية اسمها ( زوربا ) للروائي اليوناني نيكوس كازنتزاكس قد قرأتها منذ زمن ليس ببعيد , كان ذلك الحوار بين بطل الرواية زوربا ورفيق دربه في الرواية ورئيسة في العمل .

" كان رئيسه يوجه له السؤال التالي :
- كم مرة تزوجت، يا زوربا؟
انتفض زوربا ثم حكّ عنقه بعصبية. و فكر لحظة. و أخيراً قال:
- كم مرة؟!
ثم استرسل قائلا ً : بشرف ، مرة واحدة، مرة واحدة لا أكثر. و بشرف قليل مرتين , بلا شرف ألفاً، ألفين، ثلاثة آلاف مرة. أوه كيف تريد أن أقوم بالحساب ؟ "

لو عدنا للموسمين الماضيين ( كوجه ٍ للاستدلال فقط بغض النظر عن مواسم سابقة تحمل الكثير من الشواهد التي يشيب منها الرأس ) الموسم الأخير في فترة رئاسة سمو الأمير محمد بن فيصل , والموسم الأول من فترة رئاسة سمو الأمير عبد الرحمن بن مساعد , نجد أن الهلال شارك في ثمان بطولات محلية كغيرة من فرق الدوري الممتاز السعودي ( دوري المحترفين ) , حاز على ثلاث من تلك البطولات بجدارة وخرج من الخمس المتبقية بشرف , بينما واصل بقية المنافسين بلا شرف !!

* كأس الأمير فيصل بن فهد الموسم قبل الماضي : لعب الهلال بأولمبييه بعد أن تم ضغط مباريات نصف كأس ولي العهد ونهائي كأس الأمير فيصل , وجعلها في أسبوع واحد , لتكن المحصلة خسارة المباراة النهائية أمام النصر بهدف لهدفين كان النصف الأخير من الشوط الثاني شهد أكبر توقف وإهدار للوقت في تاريخ الكرة !! لم يحدث مثلها ولا في الدوري الهندي !! بسبب إصابات مصطنعه وتمثيل على حكم المبارة , حتى أعلن الحكم نهايتها بفوز غير شريف للنصر .

* كأس خادم الحرمين للأبطال في نسخته الأولى : كان سيناريو محكم في مباراة الهلال والوحدة من طرف لا يخفى على الجميع , تمثل بدس بعض الجماهير داخل الجمهور الهلالي والوحداوي , يبدأ الفيلم بعد التأكد من فوز الهلال وتقدمه بهدفين بقذف العلب الفارغة على لاعبي الهلال وجمهوره وخاصة التائب , ليتم تبادل قذف العلب الفارغة كعقولهم ! بين المدرجين , في سابقة لم تحدث أن حصلت من جمهور الوحدة الشريف , ليعلن القرار الفوري الذي أعد قبل المباراة بنقل مباراة الهلال إلى أرض الإتحاد وإيقاف التائب , تمهيدا ً لزف الإتحاد إلى النهائي .

* كأس الأمير فيصل بن فهد الموسم الماضي : الهلال والشباب والشاهد هذه المرة الجروان على أحداثها , ركلات جزاء غير محتسبة للهلال , طرد مستحق لثلاثة من لاعبي الشباب لم يعلن عنها , استفزاز للاعبي الهلال من الحكم , والنتيجة خروج آخر من بطولة أخرى .

* دوري المحترفين السعودي الموسم الماضي : بعد التتويج بكأس ولي العهد استيقظ الجمهور الهلالي على مهزلة جديدة تم الإعداد لها جيدا ً وبسيناريو ( ما يخرش الميه على قولة أشقاؤنا المصريين) , كان نتيجته طرد مدرب الهلال في وقت الحصاد والهلال متصدر للدوري ولم تتبقى سوى مباريات قليلة على نهاية الدوري , والنتيجة خروج آخر مر, وجريمة أخرى بشعة ترتكب بحق الهلال .

* كأس خادم الحرمين الشريفين في نسخته الثانية : كان من الطبيعي أن يمتد الأثر على الفريق إلى نهاية الموسم بعد طرد كوزمين في فترة حساسة من الموسم , وإيقاف التائب الذي افرج عنه أخيرا ً ولكن بعد فوات الأوان , والتشهير الذي تعرض له ياسر وأثر في زملائه اللاعبين , على مرأى ممن يعنيه التصيد لأي زلة هلالية كانت مقصودة أو غير مقصودة ليصدر قراره في بضع دقائق !!



السؤال الذي يفرض نفسه الآن وأتمنى أن أجد له إجابة :



- منافسو الهلال كم مرة انتصروا عليه بشرف , وكم مرة كان انتصارهم عليه بشرف أقل , وكم مرة كان انتصارهم بلا شرف ؟!


- إذا وجدتم الإجابة أخبروني لنتفق من هو فريق الحكومة المدلل !! , والذي دائما ً ما يفرش طريقه بالورود !!



ختاما ً :



قال تعالى : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) (185) سورة البقرة


اللهم بارك لنا في شعبان , وبلغنا رمضان , وأجعلنا اللهم من المتقبلين فيه , وأعنّا على صيامه وقيامه , وأعده علينا أعوام عديدة , وسنين مديدة .

اللهم بلغنا رمضان , اللهم بلغنا رمضان , اللهم بلغنا رمضان .



ودمتم زعماء