رغم انها من اكبر المشاكل لكن لا احد يهتم بها ولا احد ينتبه لاثارها الخطيرة على
الكرة السعودية على المدى القريب والبعيد!!
فهناك ازمة في التعامل مع النجوم بل ان هذه الازمة تسببت بنهاية الكثير من
المواهب التي دمرت بسبب التعامل الخاطىء والسيء معها اعلاميا واداريا بل
وجماهيريا!!
واستطيع ان اقول ان عدم تأهل المنتخب الى مونديال 2010م كان بسبب هذه
المشكلة التي تجعل اي مدرب يعمل في الاندية والمنتخبات السعودية يلجأ الى الحل
السهل كي يريح نفسه ويرتاح!!
فقد عانت الكرة السعودية من تعامل الجماهير السيء مع النجوم فما ان يظهر نجم
الا ويجد تعاطف كبير من قبل الجماهير وهذا لا يعد امرا سلبيا لكن المشكلة ان
الجماهير والاعلام تضخم هذا اللاعب حتى يصبح وجوده في (جميع) المبارايات
و في (كل) الظروف مهما كانت (مستويات) هذا اللاعب ومدى استعداده
البدني والنفسي للمبارايات امرا لا يقبل النقاش او التفكير!!
بل ان تشكيلة كثير من الاندية والمنتخبات ليست بيد المدربين بل انها تأتي بسبب
ضغط الصحافة والجماهير واصبحت الاندية الجماهيرية والمنتخب تختار وكأننا
في برنامج مايطلبه المستمعون لكن بمسمى جديد وهو مايطلبه المشجعون!!
وماحصل في اواخر هذا الموسم يؤكد كلامي فعندما ابعد مدرب الاتحاد كالديرون
محمد نور عن اللعب اساسيا في نهائي بطولة الابطال على كأس خادم الحرمين
الشريفين ثم سمح له بالمشاركة في الشوط الثاني ضجت الجماهير الاتحادية ومعها
الاعلام الاتحادي وأتهم كالديرون انه المتسبب بخسارة الاتحاد لنهائي بطول الابطال
وتحمل وحده المسؤولية رغم انه ذكر بأن نور لم يكن مستعدا للمشاركة باللعب في
المباراة كاملة نظرا لعدم دخوله التدريبات لكن الاتهامات استمرت وكاد يبعد من
تدريب الاتحاد لاجل ذلك!!
وبعد مرور 70 دقيقة من مباراة الهلال وام صلال في دور الستة عشر من البطولة
الاسيوية قام المدرب عبداللطيف الحسيني باخراج ياسر القحطاني الذي لم يفعل
شيئا طوال 70 دقيقة وبعد الخسارة صبت الجماهير الهلالية وكذلك الصحافة جام
غضبها على الحسيني لاخراجه ياسر الذي لعب 70 دقيقة ولم يفعل اي شي واصبح
الحسيني هو من أخرج الهلال من البطولة الاسيوية كل ذلك لان الجماهير لاتريد
ان يبعد ياسر مهما كانت حالته ومهما كان مستواه ومهما فعل يجب ان يبقى!!
ونفس الشي للجماهير الاتحادية التي ترى ان محمد نور خط احمر لايجوز ابعاده او
اخراجه من التشكيلة مهما كانت لياقته او حالته او مستواه!!
هذه العقلية التي تقبل بالتدخل في تشكيلة الفريق وتفرض بعض الاسماء حتى لو
لم تكن مستعدة كان لها اثر كبير على مدربي المنتخب الذين تعاقبوا عليه والذين
كانوا يستغربون من تدخل الصحافة والجماهير في عملهم بل كثير من الجماهير
تضع التشكيلة وفق عاطفتها وتطالب بابعاد هذا اللاعب واشراك هذا اللاعب ولاتقبل
بعدم مشاركة نجمها المفضل مهما فعل ومهما كانت حالته وحتى لو لم يقدم اي شي
يجب ان يبقى في الفريق!!
ولذلك يلجأ كثير من المدربين الى الحل السهل وهو اشراك اللاعبين اصحاب الشعبية
والجماهيرية كي يريح نفسه ويرتاح من صخب الصحافة والجماهير ويفعل مايريده
الناس حتى لايخسر عمله كمدرب وهذا مافعله بوسيرو الذي اشرك ياسر ونور و
عبدالغني و رضيت عنه الجماهير والصحافة ولم يسبب تعادل المنتخب ضجة
اعلامية كما كان يحدث في السابق لان المنتخب هو مايطلبه المشجعون فلن يعترض
احد ولن يغضب احد فكل مشجع رأى نجمه المفضل بغض النظر عما فعل هذا النجم!!
وقبل سنتين كانت الصحافة الاتحادية تهاجم انجوس لانه لم يشرك نجمها المفضل
نور وكان الجميع يطالب بنور ويتسأل عن غياب نور وكانت القنوات والصحافة
قد ملأت الدنيا ضجيجا بسبب نور وعندما حضر نور للمنتخب فشل المنتخب في
التأهل وبمستويات تعيسة ضعيفة اعادت للاذهان المشاركات المذلة في الثمانينات
عندما خسر منتخب ماجد بالاربعة من الكويت وبخمسة من نيوزلندا !!
مازالت الجماهير حتى الان تفتقد الى الوعي حتى تقتنع بأن هذا النجم في هذه الفترة
قد لايكون الخيار الافضل للمدرب وان مصلحة الفريق او المنتخب تقضي بعدم
اشراكه حاليا لذا كان من الافضل عدم اشراك نور وعبدالغني وياسر في مباراتي
كوريا الجنوبية في سيؤول وكوريا الجنوبية في الرياض حيث كان هذا الثلاثي
عبئا على المنتخب ولم يقدم اي فائدة بل على العكس كان وجود هذا الثلاثي
سببا مباشر في عدم الفوز على كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية وقد يضيع
التأهل بسبب مجاملة هذه الاسماء التي فرضها الاعلام والجماهير العاطفية التي
تريد ان يبقى نجمها المفضل في الملعب مهما فعل!!
وكان الله في عون المدربين على عاطفة الجماهير والصحافة,,,