
27/05/2009, 11:53 PM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 01/08/2008
مشاركات: 598
| |
ليس هـُناك من هو فوق النقد السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله على كل حال
قدر الله وما شاء فعل ومعوضين إن شاء الله في الموسم القادم .
أحبتي عشاق الزعيم:
بالطبع أنه ليس هـُناك من هو فوق النقد
ولكن العبرة تكمن في الناقد و المادة النقدية
وهو المستوى الفكري للناقد ومدى إلمامه بفكرته
التي يحولها لنقد بَناء بصياغة حسنة
أيضاً النقد لا يختص به النُقاد وحدهم
ولا يجب أن يكون هـُناك أناس مخصصون له فطالما أن الشخص يملك
المادة النقدية فله الحق في ذلك
وأن يوجه نقده لمن يشاء حتى وإن لم يُــصب
فنحن نرفض تماماً الحجر على العقول وإبداء وجهات النظر
مهما كان الفرق واسع بين الناقد والمُـنتقد
فالنقد البناء مرهون بعدالة الطرح وميزان الرأي المعاكس.
والكاتب المؤمن هو جرس الصحوة الإنسانية وضمير الإيمان والإحسان،
والكاتب رجل لا يبدي الكلمة إلا إذا فكر، ولا يقدم على العمل إلا إذا تدبر،
وإن خدش الآخرين استغفر واعتذر، وإن رأى موعظة اعتبر وامتثل
التوازن في النقد:
ولكن يجب أن نعلم أن للانتقاد أدوات..
وأمتنها وأوضحها هو العدالة في قراءة البيئة والظروف
ومحاولة لمس الجرح والداء والعمل على تشخيصه وتخطيه
ومن ثم المجابهة ووضع الحلول والسعي الجاد
المنطلق من الواقع والحاضر من أجل التطوير.
إن العدالة (قيمة عامة) ينبغي أن يلتزمها الأعضاء أيضاً
إيراد السلبيات بعدالة.. وإيراد الإيجابيات بعدالة - كذلك
من حيث أن هذا التوازن يرفد الطرح
بمزيد من قوة الحجة، وجاذبية الوجاهة المنطقية
فهي تكشف وعيك ورقي طرحك وسمو نقدك..
الانتقاد غير العادل:
هو جهالة يبطن تحته صنفا من أصناف الحسد،
فلا تكن منتقداً كل لحظة وحين، وعليك أن تعرف متى تنتقد
ليستفيد منها المنتقد والناقد وليكن لصالح الهلال.
أبذل ما تستطيع من جهد بأمانة وصدق، وتحرى دقة المعلومات
ولابد هنا أن نعرف حقيقة النقد
فهناك فرق بين النقد البناء والانتقاد أي النقد الهدام
النقد البناء (النصيحة الصادقة):
هي التي تستهدف مصلحة الموجه إليه بقصد تصحيح خطئه
وتضع البديل والحلول المناسبة
التجريح (التشهير): ولا يقصد به تصليح وضع الآخرين
وإنما استغلال ضعف الآخرين للتشهير بهم وإسقاطهم
لذلك لابد أن يفرق الإنسان المؤمن بين الأمرين
فالنقد مطلوب أما التشهير والتجريح فهو ممنوع شرعاً،
اللوم للمخطيء لا يأتي بخير غالباً:
تذكر أن اللوم لا يأتي بنتائج إيجابيه في الغالب
فحاول أن تتجنبه ..وقد وضح لنا أنس رضي الله عنه
انه خدم الرسول صلى الله عليه واله وسلم عشر سنوات
ما لا مه على شيء قط ..
فاللوم مثل السهم القاتل ما أن ينطلق
حتى ترده الريح علي صاحبه فيؤذيه ذلك أن
اللوم يحطم كبرياء النفس ..
الخطأ سلوك بشري لا بد ان نقع فيه
حكماء كنا او جهلاء ..و ليس من المعقول أن يكون الخطأ صغيراً فنكبره
و نضخمه.. ولابد من معالجة الخطأ بحكمة ورويه
و أياً كان الأمر فإننا نحتاج بين وقت و آخر
إلى مراجعة أساليبنا في معالجة الأخطاء ..
أعزائي الزعماء :
اجعل من كلمتك رسولاً يوصلك إلى قلوب الآخرين
ودع غايتك في طرحك أن تحوز فكرتك على إعجاب القارئ
استخدام العبارات اللطيفه في إصلاح الخطأ
إنا كلنا ندرك أن من البيان سحراً
فلماذا لا نستخدم هذا السحر الحلال في معالجة الاخطاء ..
تذكر أن الكلمة القاسية في العتاب
لها كلمة طيبة مرادفة تؤدي المعنى نفسه..
اجعل الخطأ هيناً و يسيراً و ابن الثقة في النفس لإصلاحه
وتجنب مظاهر التعيير والتشهير إظهار وإشاعته في قالب النصح
مثال ذلك: أن تذم رجلا وتنقصه وتظهر عيبه
لتنفر الناس عنه رغبة منك في إيذائه
أو غير ذلك من الأسباب المذمومة
فمن فعل ذلك فإنه يدل على مرض في قلبه،
وإن كان من الذين يحلفون
أنهم لم يريدوا إلا الحسنى، والله يشهد إنهم لكاذبون.
فالنقدُ الهادف نصيحة مخلصة نقد بنَّاء يقوّم الخطأَ،
ويقيم المعوَجَّ، ويقصد إلى الإصلاح،
نقد يتعالى عن التجريح وتتبّع الزلات وتضخيم الهفوات ..
أما النقدُ الهادم فهو ما دخله الهوى،
فتوجّه إلى التجريح، وامتطى صاحبُه الجور والزور والبهتان،
واتّهم النيات، ودخل إلى المقاصد من غير حجَّة ولا برهان.
مشغلةٌ تُفسد العملَ وتهدر الطاقات،
وما هو إلا تشفٍّ ونفثُ سمومٍ وانبعاثُ أحقاد
وغيظٌ وتفكّه بالغمز واللمز.
وإنَّ مشاعرَ الرغبة والرهبة ودوافعَ المنفعة والحرمان
ما تزال هي السرّ الدفين وراء كثير من النقد
والرضا، والنقمة والتأييد.
والناسُ أصنافٌ في التعقّل والتأدّب والذوق وحسنِ التصرّف،
والسعيدُ من إذا بُصِّر تبصّر، وإذا ذُكّر تذكَّر، ولكلِّ مقامٍ مقال،
وإنَّ من الحق التمييزَ بين النقد الهادف والنقد الهادم.
ما كان الرفق في شئ إلا زانه..
بالرفق نكسب ونصلح الخطأ ونحافظ على كرامة المخطئ
وكلنا يذكر قصه الأعرابي الذي بال في المسجد
كيف عالجها النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق ..
حتى علم الأعرابي أنه علي خطأ..
أخواني:النقد علم له أهدافه البناءة و ليس لغة هدم ودمار
يقول الشاعر:
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلا من طبعه الغضب
فلا يبغي الناصح من نصحه إظهار رجاحة عقله،
أو فضح المنصوح والتشهير به، وإنما يكون غرضه من النصح
الإصلاح، وابتغاء مرضاة الله.
الحكمة والموعظة الحسنة واللين: فالكلمة الطيبة مفتاح القلوب،
قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
وجادلهم بالتي هي أحسن} [_النحل: 125].
فهي دعوة إصلاح يجب أن يتمخض فيها الإخلاص لله ،
مع المحافظة على مشاعر المنصوح
لئلا ينقلب النصح مخاصمة وجدالاً وشراً ونزاعاً
ذلك أن الناصح الصادق ليس له غرض في إشاعة عيوب
من ينصح له , وإنما غرضه إزالة المفسدة ,
وإخراج أخيه من غوائلها .
وحتى يكون الناصح أكثر فعالية وتأثيرا عليه أن يظهر الحب
ويبدي الود والإخلاص، كما أن نغمة النصيحة يجب ألا تنم
عن شعور بالتفوق والاستعلاء أو عن لوم أو سخرية أو اتهام،
وشتان بين من قصده النصيحة , ومن قصده الفضيحة ,
ولا تلتبس إحداهما بالأخرى....
أعزائي أعتذر على الإطالة
وإن كان أحد سيحاسب على هذه الإطالة فهو حبي لكم في الله
وان يجمعني وإياكم عل منابر من نور .. |