[نغم القمر]

* لم يخرج الهلال من بطولة كبرى فقط ، بل غادر شُرفة حلمه الأطول ، بعد أن فقد بصره أخر خيوط الأمل . وأغمض عيناه تماما لتسقط أغلى دمعة في تاريخه ، دمعة عبدالرحمن بن مساعد.

* بكى الرجل الصبور / الحليم / القوي حينما عجز عن تحقيق حلمه المُعلن مُنذ أن تولى رئاسة الهلال .

* حلم الحصول على البطولة الاسيوية كتذكرة عبور إلي البطولة العالمية الكبرى ومن ثم يضع الهلاليين النقطة الأخيرة في صفحة أحلامهم .

* الجميع غاضب ، ويرمي بشرر الإتهام في كل جهة مرة على اللاعبين وتخاذل أغلبهم في أهم المواعيد ، وأخرى على المدرب وقصوره في التعامل المناسب مع المباراة .

* اسئلة غاضبة ومنطقية وإحتجاجات مبررة جدا ، فاللاعبون ولاسيما الكبار منهم خذلو الجميع ولم يُقدمو مايليق بالمناسبة .

* كما أن المدرب لم يوفق كثيرا في تغييراته ، وفي وضع التكتيك المناسب لتجاوز حذر ( أم صلال ) وعجز عن إبطال رغبتهم الواضحة في إرهاق الهلاليين نفسيا وفنيا بتمديد المباراة إلي أقصى وقت ممكن . كرؤية يعتبروها أهم اوراقهم الرابحة .

* أيضاً الجماهير الهلالية لم تحضر بالكثافة المطلوبة والتي تتناسب مع أهمية الحدث ، فالجميع توقع إمتلأ الملعب من وقت أبكر بكثير من توقيت المباراة .

* هذه بعض أسباب ولو أتى كل فرد هلالي بأضعافها لن يلومه أحـد .. ولكن .

* ماذُكر ومالم يُذكر في كفة ، ودموع عبدالرحمن بن مساعد في كفة أخرى . دموع من صبر كثيرا وتحمل مشقة الظروف المعقدة والصدمات الكبيرة والضغط الجماهيري والإعلامي .

* الرجل الذي قضى سنته الاولى مسخرا كل جهوده وصبره من أجل حلمه وحلم الهلاليين أجمعين . حلم العالمية التي كأنه يقصدها عندما كتب ذات يوم ( أجهلك ولي سنين أتخيلك )

* وحينما بدأ يغازل حلمه واقعيا عانى الأمرَين وأكثر وظل يردد بصمت ( سنيني اليم وقلبي المتعب وانتِ الريح).

* وفي ليلة الحقيقة الكبرى ، إنكسر حلمه ، وذرف دموع من لهب في منظر يأخذنا إلي أقاصي الحزن والألم . منظر الرجل الذي عرفناه يكتب للناس ليشاركهم همومهم واوجاعهم .

* وفجأة يجد نفسه أمام هؤلاء الناس بجرح مفتوح يؤذن بأعلى صوت ( كيف اسألك وش الباقي ؟ وأنا الباقي من ( أحلامي ) ذرته الريح ) .

* الجماهير السعودية عامة والهلالية خاصة ، الكل يُدرك أن عبدالرحمن بن مساعد رجل المثالية الأول في الرياضة السعودية ، أو على الاقل أكثر مسئول سعى إلي تجسيدها بغض النظر عن بعض الهفوات . عرفناه متواضعا والأهم واضحاً .

* ولأنه كذلك ورياح الظروف أبت إلا أن تذرو حلمه الكبير وتبدده كالرماد . فاتمنى من الجميع مراعاة هذا الرجل / القامة الطويلة . وعدم مساندة رياح الظروف بمزيد من الإنتقادات / التهكم . كي لا تدفعه خارج الوسط . ففقدان مثله خسارة يصعب تعويضها