[عاشق الهلال 79]

بسم الله الرحمن الرحيم


في بحر من البحار كان هناك عدة سفن تتسابق من أجل أن تصل
إلى الشاطئ وهي تحمل معها أكبر قدر من الكنوز ...
كان هذا الهدف هو الشغل الشاغل لكل سفينة من السفن فكانت
تعمل ليل نهار من أجل أن تجد مكان الكنوز .. وكانت الكنوز على قدر
متفاوت من القيمة .. كانت كل سفينة تشتمل على قبطان ومساعد
للقبطان ومشرف على العمال .. والعمال كان لديهم موجه يدير شؤون
البحث عن الكنز فهو الخبير بأمور البحار و المحيطات ...
انطلقت السفن وكانت تتفاوت من حيث التجهيز فبعضها مدعم بموارد
وأجهزة بحث قوية و ثمينة و بعضها مازال يستخدم الأجهزة اليدوية ..!
الجميع يحاول ان يكون في المقدمة لإن الذي في المقدمة سيكون
أقرب من غيره إلى الكنز ..

كان في المقدمة سفينتان متعادلتان من حيث القوة وكانت إحداهما
تفوق الأخرى لإنها تملك موجه ذو خبرة كبيرة .. يفوق الخبير الذي
في السفينة الأخرى ..
فكانت هذه ميزة تحتسب لإحدى السفينتان اللتان في المقدمة ..

في الليل كان على الجميع ان يستريح من العمل .. فكان كل يستريح
في سفينته .. ويحاول ان يخطط لمشوار طريقه القادم ..
لكن في ظل هذه الغفلة كان هناك إجتماع يعقد في إحدى السفن من
أجل الإطاحة بالكبير الذي في المقدمة و من ثم يتقاسمون كنوزة
بالمناصفة بينهم .. فكانوا يفكرون كيف سيسقطون هذا الكبير ؟؟
تواصلت هذه الإجتماعات وتبعتها مخططات عظيمة ..
وكانت الخطة التي أقترحت محكمة وخطيرة ومن الصعب التكهن بها ..
قالوا : إذا نزل الموجه الخبير إلى الكنز نتبعه ونعتقله ونبعده من دائرة
هذه المسابقة .. ولا أحد يعلم من الفاعل ..وبذلك نكون حرمناهم من
خبيرهم ولن يستطيعوا ان يديروا السفينة !
اتفقوا جميعا وتكاتفوا بيد واحدة و تحقق لهم ما أرادوا فعندما نزل هذا
الخبير إلى الكنز اجتمعوا جميعا و بيد واحدة ضربوه من الخلف وانطلقوا
به إلى الأسماك المتوحشة ورموه لهم من اجل الإحسان إلى هذه الأسماك !!

المسكين قبطان السفينة المتضررة ذهب إلى الكنز ففرح كثيرا .. وسرعان
مازالت هذه البسمة التي على شفتاه وتحولت إلى عبوس و حزن
على فراق هذا الخبير الذي سلمه الخيط والمخيط في إدارة توجه السفينة ..
علم انه تورط .. وعلم ان خبيره قد أغتيل ولكن لم يعلم ممن ؟؟ ولو علم فلايوجد
أي إثبات او دليل على الجريمة .. بدأ ينظر إلى الكنز وهو في حسرة
ويقول : يا ليتني لم اكتشف هذا الكنز !!
عاد إلى السفينة من جديد جمع العمال و المشرفين ونبأهم بهذا الخبر المحزن
فعم السكوت هذه السفينة .. بينما دبت الفرحة على كل السفن لإنها ارتاحت
من هم أحد اكبر السفن المنافسة على هذا السباق ...

بدات السفينة بالتباطؤ شيئا فشيئا .. ولكن لإصرار العمال على التقدم استطاعت
أن تبقى في المقدمة ولكنها تمشي متاخرة عن كل السفن ..
وصلت سفينتان إلى الكنز الأكبر سفينة القبطان المسكين و سفينة أخرى ..
القبطان المسكين ... جمع العمال وحدثهم وقال لهم : إذا أتيتم بهذا الكنز فسيكون
لكم النصيب الاكبر منه .. العمال عزموا على الظفر بهذا الكنز فتوجهوا نحوه ولكن
بدون موجه أو خبير يدير شؤونهم فأخذهم الحماس الزائد شيئا.. فعندما حملوا
هذا الكنز سقط احدهم بفخ قد وضع له فسقط الكنز على رؤوس الباقين فخسروا
هذا الكنز وحصدته السفينة الاخرى ..
القبطان المسكين لم يستطع إلا أن يقول : قدر الله و ماشاء فعل ..

بعد ذلك حاولوا المنافسة على كنز آخر ولكنهم أضاعوا الطريق قبل أن يصلوا إليه ...
وقبل النهاية كان لزاما عليهم إذا أرادوا أن يواصلوا المنافسة أن يجدوا خريطة الكنز
الأكبر في هذا البحر .. وكان لابد عليهم ان يدخلوا في متاهات البحر من اجل أن يصلوا
إلى الخريطة لكن بلا موجه ولا خبير في مثل هذه المتاهات ... حاولوا أن يقطعوا المشوار
بخبرة أحد العاملين القدامى .. فكان يمشي على خطى ’’ طيب الذكر ’’ الموجه المغتال
وقد وصلوا إلى آخر منعطف ولكنهم ... ولكنهم ... ولكنهم ... اصطدموا بحاجز لم تستطع
السفينة المواصلة بعده وتوقفت في جزيرة لكي تعيد ترتيب أوراقها من جديد .. ولكي
تبحث في هذي الجزيرة عن خبير يستطيع أن يدير دفت الامور وأن يعيد المياة إلى مجاريها ...

::: في الجزء الثاني :::

هل سيجد قبطان السفينة الخبير الممتاز في عالم البحار ؟؟
وهل ستجد إجتماعات الليل باب جديدا على السفينة ؟؟

هذا ما سنعرفه في قادم الأيام ..


اتمنى أن تكون قد أعجبتكم هذه القصة , و أن لا أكون قد اطلت عليكم ..


دمتم بود

وعلى محبة الزعيم نلتقي

اخوكم : عاشق الهلال 79