[عاشق ســ6ــام]

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول هيجل: ليس الرجل سوى.. أعماله.
وما أظن رئيساً قد مر على الهلال، تجتمع مدرجاته على قبوله، ويفرحون لوجوده، ويتمنون مكوثه أطول فترة ممكنة.. كالأمير عبد الرحمن بن مساعد.
وليس الهلاليون وحدهم، فمدرج الرياضة السعودية يشاطرهم القناعة والاحترام، لشخص وعقل الأمير المثقف والمبدع، وقلما يجمع الرياضيون بمختلف ميولهم ومواقفهم على تقدير واحترام شخصية رياضية عاملة.. ولكن الأمير عبد الرحمن حقق الاستثناء، ونال تقدير (المجتمع الرياضي) كحالة نادرة أو على الأقل شحيحة الحدوث، وبالذات في وعاء رياضي بمواصفاته السعودية التي تسيطر عليها نزعة المعيارية التشجيعية في الاختيار والمواقف.

فعلاً، ليس الرجل سوى أعماله.
والمتدبر في الأمير الظاهرة سيجد مصداقية ما قاله الإمام جعفر الصادق عندما قال: ما كل من أراد شيئاً قدر عليه، ولا كل من قدر على شيء وفق عليه، ولا كل من وفق أصاب له موضعاً، فإذا اجتمع النية، والقدرة والتوفيق والإصابة فهناك تمت السعادة.
ولعل السعادة التي تغمر مدرج الرياضة السعودية وليس مدرج الهلال وحده، في وجود وتواجد عقلية رياضية هي نتاج (التربية الخلقية) تلك التي يعتبرها سقراط.. أهم للإنسان من خبزه وثوبه..
والمتدبر لأفعال وأعمال رئيس النادي الرياضي (النموذج) سيجد المثال الملموس يقدم فاصلاً تعاملياً لماهية الرياضي المنتمي لخيمة المجتمع الإنساني المتحضر، المدرك والمستوعب لغاية وقيمة رسالة الرياضة للفرد والمجتمع، تلك التي نبهنا لتواجديتها في وعاء الرياضة في المجتمع المسلم الفقيه المرجعي ابن القيم، عندما شبه الرياضي النقي في رواحه لساحة الرياضة برواحه إلى... المسجد. في تأكيد على سمو الغاية الرياضية في نظر الإسلام، وأهمية امتلاك الرياضي لأخلاقيات العمل والممارسة الرياضية.
وها هو أمير الرياضة السعودية الحديثة، يقدم نموذجا ما يوصي به ابن القيم أول من أسس لقيم وأخلاقيات الرياضة، وأسبق من عرف (الرياضة) كمصطلح في تاريخ الإنسانية ومن حفظ تاريخها في المجتمع العربي المسلم، وبالذات فيما يتعلق بتلك التي مارسها رسول الله وصحابته، وأيضاً في تأليفه لرسائل فقيه فيما يمكن اعتباره بـ (فقه الرياضة).
خطاب الأمير خير دليل وتأكيد. فهو بالإضافة لكونه متحدثا مفوها متقنا للغة العربية وقواعدها، نسّاجاً للعبارة والجملة الرشيقة، المغموسة بإبداعية تلقائية، ذات مضامين وإسقاطات رموزية ومجازية مكتنزة بالنضوج وطهارة المعنى والغاية.
كأني بالأمير، قد أذن بانتهاء مرحلة الفهلوية والأمية والبذاءة واللجاجة في الخطاب الرياضي؛ الذي ظل يردح ردحاً من الزمان في وعاء أمي تتبارى فيه الأفواه في تسطيح الذهنية الرياضية والتحول إلى عضلات مشحونة في نفض لغو الكلام ورديئه، وتحويل المشهد الرياضي إلى مزايين للإبل ومسابح للدلافين ومقلاع للرجم والترجيم البليد والتافه.
لعل من أهم سمات نموذج الخطاب الذي يقدمه الأمير المثقف، أنه نتاج (حكيم) يفكر قبل أن يتكلم وليس (جاهل) يتكلم قبل أن يفكر.
وستشرد ذاكرة القارئ الرياضي إلى نماذج (جاهلة) (أسيرة) لممارسة ردح الكلام وأميته.. تأكيداً هي الآن في (خانة اليك).. أعني أنها تتقطر خجلاً على نفسها، وعلى ضحالة تنضح منها.. لم يعد يقبلها ويرضاها ويريدها المشجع الرياضي الراهن.. الذي نلمس جميعاً (تململه) وضجره من نماذج الفهلوة مهما حشدوا من آلة إعلامية مساندة ومهما ارتدوا من مشالح التلميع والتنميق.. فالراصد للموقف الجماهيري يجد ازدياد سخطه ورفضه لوجود وهيمنة الزمر الفهلوية.. حيث بات نموذج أمير الرياضة النظيفة.. معيار وميزان القبول.. والرفض.. بات نموذج هذا الأمير هو المطلب وهو الوصفة.
وأمير الرياضة النظيفة.. عبد الرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال تنتظره الرياضة السعودية مسؤولاً قادماً، قادراً على خدمة رياضة وطنه الطاهر، في مرحلة جديدة تقطن في نواميس العولمة الراهنة، تحتاج إلى فكر وتفكير علمي، وإيمان منحاز للعلم الحديث في الإدارة وسيلة وأداء وبرنامج وإستراتيجية.. تدير العمل الرياضي.
الأمير النظيف، يؤسس لنموذج جديد للعمل الرياضي الحديث، سيكون له تأثيره الايجابي في منظومة الرياضة السعودية الحديثة، معياراً للكادر العامل وللوسيلة وللأسلوب. وهو في ذلك يحدث (الحرج) و (الإحراج) للكارهين لشيوع الرياضة النظيفة.. ولحراس الأمية والفهلوية.. والمناصرين لـ (الخبث) الرياضي.. عملاً وغاية.
كل رياضة السعودية ستكون خلفك.. وحواليك.. ومعك.. يا أمير الرياضة النظيفة، في مواجهة دعاة البغضاء والكراهية الرياضية.. غير المؤمنة برسالة الرياضة النبيلة، ولا تريدها، وتسعى إلى إجهاض وجودها، وتدمير نماذجها، ومحاربة رجالها النبلاء والأنقياء.
أنصار الرياضة النظيفة، يرصدون ما يحدث للأمير النظيف، ويدركون حنق وذعر.. الذين لا يريدون وجود وتواجد النموذج الرياضي المملوء وعياً وقيماً.. لأنه ببساطة يسحب البساط من تحت أقدام من حضوره الرياضي جاء بقوة النفوذ والتكتكة وجبر الخواطر.. وليس من خلال جدارة وصلاح.
وجود مثل نموذج أمير الرياضة السعودية القادمة (الأمير عبد الرحمن بن مساعد) ضوء فأل وارتياح في ازدهار رياضي سعودي أكثر رقيا ونفعا واتساعا ورحابةً للجميع، دون تمييز ولا تمايز، دون كراهية وأحقاد.
جن جنون الكارهين للرياضة النظيفة، عندما رفع أمير الرياضة النقية شعار: المنافسة وليس المناوئة.
والهلاليون منذ أن أسس ناديهم عبد الرحمن بن سعيد على قيم ومبادئ الرياضة النبيلة، يدركون أن التنافس من الرياضي أوكسجين أخلاقيات الرجال وحضاريتهم في التعامل والعمل وتحقيق الجدارة، لا يجعلون من الرياضة وسيلة وغاية كراهية وحقد وظلم وتعسف، إنما يبغون ويبتغون من الرياضة تكريس المحبة والمودة والإخاء أو امتلاك قدرات واقتدارات تهذيب النفس وامتلاك صفات مكارم الأخلاق الإنسانية النظيفة للذي لا يبغض منافسه إذ ما نافسه، لا يكرهه ولا يتبع وسائل وأساليب ماكرة وظالمة.. للتفوق عليه.
يقول لكم عبد الرحمن بن مساعد داعية الرياضة السعودية النظيفة: اتركوا رياضة داحس والغبراء.. وتعالوا حيث أتواجد في رحاب الرياضة النظيفة.. ففيها ميدان رحب وعادل لـ (المنافسة).. وليس لـ (المناوئة).
يبقى الأمير عبد الرحمن نموذجا للرياضي.. الذي تنتظره الرياضة السعودية الحديثة. فهو مجموعة رياضي.. في أخلاقه وعلمه وإبداعه، يجمع مدرج الرياضة السعودية على احترامه، وقبوله، والقناعة بشخصيته ووقاره، بعلمه وأفكاره. ولذلك سيكون محسوداً، مكروهاً، وتدار حوله وحواليه المكائد.. لإسقاطه وتشويه نموذجه.
مدرج الرياضة النظيفة.. يدرك من الكاره الذي لا يسره وجود أمثال هذا الرياضي الذي تنتظره الرياضة السعودية.. القادمة.. قريباً.


* أسئلة
- العطلة الصيفية.. قادمة. ماذا أعدت الرئاسة العامة لرعاية الشباب لذلك. الأندية والاتحادات الرياضية ماذا لديها.
هذا الموضوع هو أهم وألح المواضيع التي تحتاج من الإعلام الرياضي التصدي لها خلال المرحلة القادمة.
- موضوع مدرب منتخب المملكة للشباب.. وهروبه، وعدم اكتشاف هذا الغياب.. يكشف حقيقة إدارة أمورنا الكروية.. فك الله كربتها.. وأحوال .. (علو.. كعبها..)!.

مقآل / تركي الناصر السديري