مرة أخرى تستوقفنا الظواهر وتجعلنا نبحر في مخيلة من وراءها فلو كان الأمر يخصنا لحللناها من باب الحوار والاستفادة من اختلاف الرؤى الفكرية لكن المصيبة ان تتم أشاعتها بشكل يسير عبر وسائل الإعلام في حين ان بعض هذه الطروحات تفتقر الى الدقة وخطورتها تكمن كونها تُرسل على شكل مسلمات تدريبية لذهن المتلقي وطرقها بصورة غير موضوعية,علماً بأن علم التدريب تُستحدث افكاره سنوياً.
قبيل بدء نهائيات كأس العالم الأخيرة أدخلت المانيا إعلامييها في دورات مكثفة أطلعتهم فيها على آخر مصطلحات كرة القدم حتى بات كلامهم في تلك البطولة مصدر ثقة الجميع وغير خاضع لإي إجتهاد شخصي في التحليل الكروي وقد تم ابلاغهم بذلك كون ان الإعلامي مازال يملك اسلحته الفعالة القادرة على التأثير في الجماهير لا بل ان كرة القدم أصبحت تشغل بال الكثيرين تزداد رغبتها صعوداً بالنسبة للمتابعين انتهاءً بالمدربين لكن لا يزال هناك من يكرر عين المصطلحات البالية التي أكل عليها الزمن وشرب فأغلب من يُستضاف في القنوات المحلية يردد جمل جاهزة طبعت في مخيلتنا منذ الأزل وباتت كأنها مفردات سماوية غير قابلة للمس,مصطلحات مثل هولندا تعني الكرة الشاملة وايطاليا الدفاع العالي وانكلترا سنتر شوت وألمانيا القوة والحركة والبرازيل مهارات وفن كأنها بديهات غير قابلة للتجدد ابداً وخصوصاً في التحليل او كأنه يتكلم عن أعوام 74او78وليس2009!هذه الاحكام هي التي جعلتنا نتأمل أسلوب التحليل العلمي المتبع في شرح مباراة كرة القدم وماهية شروطه الاساسية لاننا شبعنا وحتى الثمالة من التقييمات المسبقة على المدراس الكروية العالمية التي تسبق اي المبارة.
ومن خلال متابعاتنا بعض محللي قنواتنا الرياضية لاحظنا ان هناك من يؤمن بافكار وتحليلات مستنسخة من الجيل الماضي والتي لا تحاكي واقعنا الحالي والأغرب أن يقوم احدهم بتحليل المباريات بطريقة بعيدة عن القراءات الصحيحة والمنهجية المتبعة في اسلوب التحليل وإسقاط اساليب اوروبية متطورة حيث من الصعب تطبيقها محلياً لقتامة الصورة وضعف الاداء في الدوري العراقي والقائم على مظاهر اللعب الإجتهادي المنفلت تكتيكياً كأن يصف احدهم اسلوب لعب احد الفرق بأنه يلعب كالفريق الهولندي الحالي أي (كرة شاملة) وفاته ان يقول انهم يطبقون اسلوب ماركو فان باستن في يورو2008!في حين أن من اساسيات الكرة الشاملة هي لعب الكرة بشكل مستمر وتدويرها بشكل متواصل ما بين اللاعبين عن طريق المناولات وقيام اللاعب بالتحرك امام اوخلف زميله وإتاحة المجال لكل اللاعبين بالتنوع والتبادل السلس بالمراكز وبشكل منتظم على ان يقوم اللاعب بأخذ مكان زميله عند التبادل وعند الصعود في الهجمة او التراجع بغية قطع الكرة مع اعطاء اشارة للذي قام بتغيير مركزه بالتعويض ولعب الكرات عبر الاجنحة او بالعمق مع عدم تحديد المراكز في خطي الوسط الهجوم وعند قطع الكرة يحاول خط الوسط الضغط على حامل الكرة واستخلاص الكرة بأسرع وقت ممكن مع عمل تبادل بمراكز الاطراف والحصيلة لم نجداي شرط من شروط الكرة الشاملة ليس مع هذا الفريق انما في كل الوطن العربي!.
ان فن تحليل كرة القدم ليس بالامر الهين ولا يأتي عن طريقة خبرة اللاعب فحسب انما تتحصل عبر دراسة دقيقة ومتابعة تمتد لسنوات فعلى سبيل المثال قام اللاعب الكبير والهداف الكبير الانجليزي غاري لينيكر بدراسة المنتخبات التي واجهت منتخب بلاده في التصفيات الاوروبية الأخيرة وسبق له التحليل في نهائيات كأس العالم بعدان شاهد اكثرمن 200ساعة كرة قدم لانه يدرك صعوبة التحليل ونمط المباريات ولا يتم بلغة إنشائية وبنفس تشجيعي حارق كما لاحظناه في بعض الاحيان.
نأمل من الجميع ان يستفيد من دروس دوري ابطال اوروبا او الليغا وعلى كل مدرب ان يحاول تثقيف نفسه من خلال ذلك ولكن بالتركيز على اداء الفريق ونمط بناء الهجمة والتركيز على اساليب اللعب الهجومي المتعددة وعدد المناولات الطويلة والقصيرة وحركة اللاعبين داخل منطقة الجزاء وانتشار اللاعب غير الحامل للكرة وموقعه في خلق الفرص وطبيعة الاسناد المقدم لهجمة . هذه الامور وغيرها تعد من اساسيات التحليل العلمي الدقيق لا أن يشغلوا انفسهم ويشغلونا بمسميات كلاسيكة مهترئة بطل التعامل بها بعدما اصبح واقعنا الكروي اشبه بمدرسة واحدة مكونة من عدة فصول لا تختلف دولة عن اخرى فقط بمقدار المواهب وعدد النجوم بل توحدت الافكار التدريبية وانفتحت الدوريات الاوروبية امام مئات المدربين العالميين في حين مازال البعض يرى أن الكرة الانجليزية بانها صاحبة الطريقة الاشهر بالسنتر شوت!ويرددها بكل ثقة وبطريقة ببغاوية امام الجمهور.
علي النعيمي
كاتب عراقي
لا احب نقل المواضيع كثيرا لكن ماذكره الكاتب علي النعيمي اراه كثيرا عند من
يتواجدون في القنوات الرياضية الخليجية عموما والسعودية خصوصا!!
فما زال علي كميخ وفهد الهريفي وغيرهم يتواجدون بشكل دائم في القنوات
دون ان يقدموا فائدة حقيقية للمشاهد و يستفيد من تحليلهم!!
فهناك فرق بين المحلل والمشجع وهناك فرق بين من يهوى كرة القدم والمتخصص
في كرة القدم اما بالدراسة او دورات او تثقيف نفسه بمتابعة البطولات الكبرى
ومتابعة مايحدث من تطوير وتحديث ووالاستفادة من البحوث والدراسات والكتب
في هذا المجال!!
اعتذر للمشرفين لاني اعلم انهم لايحبون نقل المواضيع لكنني اعتقد ان هذا
الموضوع مهم جدا لان المشاهد يقضي ساعات طويلة في متابعة الاستوديو
التحليلي ويتابع كلام اشخاص غير مؤهلين وغير متطورين ويرددون جمل
مل منها المشاهد ويعرفها الجميع(احترافية,استراتيجية,استفاد من خطأ الفريق
المنافس,الفريق ماشي بشكل سليم) وغيرها من الجمل التافهة.