
11/03/2009, 10:14 PM
|
موقوف | | تاريخ التسجيل: 30/07/2005
مشاركات: 90
| |
لاتجعلوا ضربةً تحت الحزام ضربة قاضية! يمنع قانون الملاكمة الضرب تحت الحزام حفاظا على سلامة اللاعبين، و حفاظا على سمعة اللعبة المعروفة بلقب رياضة الملوك. فريق الهلال يشارك في رياضة الملوك "الملاكمة" منذ زمن طويل، و لكنه يحافظ على سمعته قبل سمعتها، و يلعبها بطريقته الخاصة؛ حيث يضرب خصومه بالبطولات تلو البطولات، و بأساطير الكرة؛ فهو لايقف على لاعب واحد؛ فالحقيقة أن سامي الجابر ليس أسطورة الكرة السعودية بل هو من أساطيرها الذين أنجبهم الهلال، و لازال يصنع الأساطير تلو الأساطير؛ فالسؤال الأسهل لأي مشجع في غير نادي الهلال "لنقل نادي النصر مثلا" عندما يسأل عن أسطورة الكرة السعودية؛ فسيجيب فورا بأنه ماجد عبدالله؛ وهذا صحيح؛ فهو أسطورة من أساطير الكرة السعودية، و لكنه أسطورة يتيمة للنصر؛ أما المشجع الهلالي؛ فسيحتار بين الأساطير الذين مروا على الهلال قديما و حديثا "النعيمة، الثنيان، الجابر، الدعيع، ياسر.. إلى آخر الأساطير"؛ فمن الظلم لمشجع الهلال أن تسأله عن أسطورة؛ ففريقه يمتلأ بالأساطير، و لازال مستمرا.
يلعب الهلال لعبة الملاكمة بنزاهته، و طريقته الخاصة، و يلعبها الآخرون بداية بنزاهة، و لكن عندما يدرك الخصم ضعفه، و الفرق الواضح بين المستوى، و الأداء يلجأ لمخالفات قانونية يكتشفها الحكم أحيانا، و لكن الهلال لايلعب مع خصم واحد يستخدم أساليب غير مشروعة للانتصار، أو تعطيل الخصم على الأقل؛ بل إن الحكم نفسه يتدخل في اللعب مع الخصم، و ليته يشترك في نزال شريف؛ فسيستطيع الهلال التغلب على الخصم و الحكم معا في مباراة نزيهة، و لكن الحكم يتخدل ليضرب من تحت الحزام أكثر من مرة، ثم يعود ليكمل تحكيم المباراة!
مهما كرر ذلك الحكم أكثر من مرة إلا أن الصدمة ستصيب الاعبين، و سيكون وقعها على الطرف المعتدى عليه، و هو الهلال، و سيجبر على المرور بآثار الصدمة النفسية (الإنكار، الغضب، الإحباط، التفاوض، القبول) ، و عندما تم طرد كوزمين؛ عاش الهلال آثار الصدمة، و لكن الأغلب لازالوا يراوحون أماكنهم بين الإنكار و الغضب و التفاوض؛ فبعضهم لازال يمني النفس بعودة كوزمين بعفو أو غيره، و بعضهم لازال يصب غضبه على الحكم الذي تدخل بضربة تحت الحزام، و بعضهم الآخر وصل لمرحلة التفاوض بحيث يطالب بفرض عقوبة على كوزمين مادية و منع من حضور بعض المباريات بدلا من طرده من المملكة. القليل من الهلاليين وصل لمرحلة الإحباط، و الذي تؤمن بأنه قد حدث فعلا، و هذه المرحلة تسبق المرحلة الأخيرة بقبول ماحدث واقعا، و ليس معنى ذلك قبول الظلم، ولكن قبول الأمر الواقع، و العمل على تفادي أن يتحول إلى أسوأ، و إنقاذ مايمكن إنقاذه لعودة البطل إلى حلبته بهيبته، و قوته.
الإصرار على إبقاء الجهاز الفني المساعد مكان كوزمين؛ يعتبر بقاء في مرحلة الإنكار، و أن كل شيء على حاله، و من ذلك التصريح الأخير بتثبيت الثقة فيه على الرغم من تفكك خطوط الهلال الواضح، و عدم انسجام لاعبيه على الإطلاق دون وجود جمل تكتيكية، و هذا انحدار تام في المستوى؛ فأصبح يعتمد على اللاعبين دون وجود مدرب يقرأ المباراة؛ فترى الحماس وحده يحاول أن يعمل كل شيء؛ دون مرشد له يقود هذا الحماس ليفيد في السيطرة على المباراة؛ فأصبح الهلال كبطل ملاكمة أصابه العمى ينازل ملاكما نحيلا ضعيفا؛ فيتسلل الخصم خلفه ليضرب البطل، و يعيد الكرة؛ فلم تصبح قوة البطل فعالة؛ بل أصبح يلعب بهيبته فقط، و سيتجرأ الخصوم الضعفاء عليه؛ فمابالك إذا كانت مباراته القادمة مع بطل آخر في نفس الوزن أو قريبا منه!
إن ماحدث في مباراتنا مع الشباب، و مباراتنا بنفس المستوى و بدون أي تحسن مع صبا باتري الإيراني و اللتين لعبناهما بهيبتنا فقط، و التي أدت مفعولا جيدا مع الشباب، و أقل منه مع الفريق الإيراني، و لكنها بلا شك لن تصمد أمام باختاكور؛ إن كل ذلك يعطينا إشارة واضحة أننا لازلنا نرواح أقدامنا في نفس المكان، و هو مرحلة الإنكار.
برأيي أن على الإدارة الهلالية أن تسرع مرورها بالمراحل الخمس، و تسبق الآخرين؛ فتعين جهازا فنيا جديدا له سمعته الكروية، و طموحه، و مناسبته لللفريق الهلالي بأسرع وقت ممكن، و كان الأحرى أن يكون مدرب الفريق الجيد هو من يدرب الهلال في هذه المباراة، و ستساعده هيبة الهلال كما ساعدت كاتالين اليوم و المباراة السابقة، و لكن هيبة الهلال لن تصمد للأبد؛ فحري بنا أن نعجل تجاوبنا مع الضربة التي أصابتنا تحت الحزام؛ بالتحامل على أنفسنا، و أن نكمل النزال كعادة الأبطال بدلا من أن نستسلم لها بالوقوف في مرحلة الإنكار و الغضب، و تتحول من ضربة غير شرعية إلى ضربة قاضية تنهي النزال. |