[تميم محب الزعيم]

اتحاد الكرة الأصفر
تركي الناصر السديري

ها هو ابن همام يظهر على حقيقته. وهل تذكرون جيداً بيان أحد الأندية الذي “فزع” فزعة.. همامية، ينصره ويناصره فيها ويثبت أقدامه في منازعته ومنازلته.. ضد ناد سعودي، ذاق الأمرين من اتحاد كرة آسيا.. الصفراء !.

يبتسم مدرج الرياضة السعودي.. ساخراً، من الأمية الرياضية إذا ما اغتصبت ذلك النادي، أو تلك الصحيفة والوسيلة الإعلامية..

ملأ الهلاليون.. كل الأماكن مطالبين بحق مازال الاتحاد الأصفر يناور، ويسوّف، ويحتال في أن لا يمنح لقب القرن الآسيوي.. لناد سعودي ـ شاء القدر أن يكون الهلال وليس أي ناد يرتدي فانلة صفراء أو عنابية .. وما واجهته الأندية السعودية من لجان الاتحاد لا تعد ولا تحصى.

طبعاً، هناك من استفاد من الدكان القارّي واستخدم كجزرة في لعبة وألاعيب ثعالب اتحاد القارة الصفراء.

جناية منتخب اليمن للشباب.. مازالت طازجة ودامغة تدين وجود “حاجة غلط” في اتحاد ابن همام.. الذي درس في جامعاتنا.. وعشق وولع بالنادي “الغالي”.. وأوصله العشم والنبل الرياضي السعودي إلى كرسي اتحاد أكبر قارات الأرض.

على فكرة، مرحلة ابن همام الدراسية في المملكة وعشقه لأحد أنديتها الغالية.. لا يرغب هو وأحبابه المناصرون له في أن يسلط عليها الضوء، وتكتشف حقيقتها..!.
زميلنا القدير خلف ملفي، فطن إلى أن خطاب التغريم الآسيوي نال فقط ثلاثة أندية سعودية من بين أربعة. الهلال والشباب والاتفاق.. أما الاتحاد فهو قد تلقى (خطاب شكر !) من “زوريا عثمان” السكرتيرة في الاتحاد الآسيوي للكرة على حضور ورشة العمل المقامة في كوالالمبور في تاريخ 9 ـ 10 يناير !

العجيب، الغريب، أن الخطاب الذي وجهه الاتحاد الآسيوي بتغريم الأندية الثلاثة، قد أضيف إليها (الاتحاد) في الخبر الذي تداولته الصحافة !.

بل إن أمين عام الاتحاد في حديث صحافي زج باسم الاتحاد في الخطاب التغريمي (الذي لم يرد فيه أصلاً اسم نادي الاتحاد !).. راجع صحيفة (الاقتصادية عدد يوم الأحد 13 صفر).

لا يحتاج الأمر إلى تعليق، فالأمر يدركه من يريد أن يدرك أن مصلحة الكرة السعودية هي في تطور العمل الإداري في أجهزتها ونقاء وحيادية التقييم والتخلص من المحسوبيات والإصرار على حماية الضعف الكوادري واستمرارية المعايير اللا علمية في تقييم وتحديد كفاءة الكادر التنفيذي العامل.

من أنضج الكتابات التي حفلت بها تعليقات وكتابات الصفحات الرياضية، ما كتبه الزميل طلال الحمود في جريدة “الحياة” حينما أشار إلى أن ضعف الممثل السعودي في الاتحاد الآسيوي لا يرجع إلى ضعف في شخصيته، بل يرجع إلى أن المنظومة التي يرجع لها ذات تواصل ضعيف مع الخارج. وليس ذنب المدلج أن يذهب إلى كوالالمبور على نفقة الاتحاد الآسيوي أو حتى بانتداب حكومي لا يكفي لتغطية تكاليف إقامته ومصاريفه الشخصية، بينما تقام حفلات العلاقات العامة بتمويل من أعضاء الدول التي تدرك أهمية تلك الخطوة، وتبني العلاقات مع الاتحادات وتوجه الدعوات، وتمنح الهبات..
وليس ذنب المدلج انه لا يمتلك دعماً من المنظومة التي يمثلها يوازي ما يحصل عليه ابن همام أو السركال، إذ إن هناك من لا يؤمن في الاتحاد السعودي بضرورة أن يكون لنا برنامج آسيوي يخدم أهدافنا ويحقق تطلعاتنا، بل ولا يؤمن بضرورة التواصل مع العالم وفتح نافذة لكسب المؤيدين. وفي انتخابات اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي سنرى كيف أن محمد بن همام سيكتسح تلك الانتخابات بطريقة تجعلنا ندرك أننا منغلقون على أنفسنا ونجهل مفاتيح اللعبة كما نجهل ثقافة الانتخابات، ولعل قرار لبنان وفلسطين الأخير بمنح صوتيهما لابن همام دليل على أننا لا نستطيع حتى المحافظة على مكتسباتنا، فما بالك بتحقيق مكتسبات جديدة؟!.

لن ينجح المدلج ولا النويصر ولا غيرهما في الاتحاد الآسيوي، لأن قدرهم أن يوضعوا في موقف “الضعيف” على طريقة من يقيد بالحبال ثم يطلب منه أن يسبح بمهارة !. ومن الأجدر أن نبني برنامجاً للتواصل مع الآخرين وأن ندرك أهمية الانفتاح على جميع الاتحادات الآسيوية بقوة توازي قدرات السعودية السياسية والاقتصادية والرياضية..
انتهت سطور الزميل الحمود، ولا بد أن أستدرك أن علينا ألا نجعل من كفاءة علمية محترمة ومتمكنة كالدكتور حافظ المدلج “حدوته” كامل الحكاية، واختصارها في شخص الدكتور والكرسي الذي يحتله. وأرجو أن لا يكون الدكتور ضحية هجمة شرسة تريد تصفيات حسابات مع تواجدية الوعي العلمي الرياضي الذي يمثل الدكتور حافظ بأكاديميته العلمية أحد شخوصها.. التي لا بد من تكاثرها إذا أرادت الكرة السعودية الحديثة أن تحقق التطور.. المنتظر، والمواكب لحركة التنمية السعودية في مختلف الميادين.

لن أجعل من الدكتور كامل الأوصاف نجاحاً وقدرة، فله سلبياته ونختلف معه في هذا، ونتفق في ذاك، ولكن ما يجب أن نقدره ونثمنه للدكتور وأمثاله من أصحاب المعرفية العلمية الأكاديمية.. أنهم أصحاب علم ووعي والتزام بنواميس التفكير العلمي والإدارة العلمية.

ولذلك “هبت هبوب” الكارهين للعلم والعلمية، في فرصة مواتية لا يجب أن تفوت، لوأد تواجدية بذور تعين الحقل الرياضي السعودي على أن ينبت “الفكر الرياضي” الذي طال أمد إتيانه.

الدكتور حافظ، و د. الجفري، و د. برقاوي، وغيرهم كثر لا بد أن نسعى ونعمل ونبتهج لوجودهم وتواجدهم في منظومة العمل الرياضي في مختلف المواقع، في الأندية والاتحادات واللجان والتنظيم الرياضي الإداري في المملكة، لنضع حداً لهيمنة الارتجالية في إدارة العمل، ومعيار الكفاءة التطوعية والتشجيعية..

إدارة القبيلة.. الرياضية!

“أهم الأزمات والتحديات التي نواجهها في العصر الحديث هو استثمارنا الخاطئ في الإدارة. فنحن مصابون بورم إداري ليس على طريقة (لا تحسبن الشحم في من شحمه ورم) !.... مازلت أحسب أننا نعاني من متلازمة تاريخية في ثقافة العمل.. تتلخص في أن (القبيلة) تسكن في داخل العقول، وتجري مجرى الدم في العروق... و(الهيكل الإداري) في بعض المؤسسات شبيه لحد كبير بهيكل القبيلة الإداري وتقاليدها.. فالمدير العام يمثل (الشيخ) الذي له الطاعة والولاء !، وكادره الإداري الضخم هم رجال القبيلة، ومهمتهم الحفاظ على مصالح الإدارة، وتجمعهم رابطة الولاء وليس ميزة الكفاءة (!) ومقابل ذلك يتفوقون بمكانتهم القريبة وبمكافأتهم مقارنة مع غيرهم ممن اختار أن يعمل في خطوط الإنتاج.. كذلك تميز (أعضاء شرف القبيلة الإدارية) بالحصانة على الرغم من عدم جدواهم في ثقافة العمل الحديثة، بينما يتم توجيه خطابات الإنذار والتهديد بالفصل إذا حدث يوماً وأخطأ أحد العاملين في جبهات العمل والإنتاج.. كذلك يظهر الشبه جلياً في فخامة صالونات الاجتماعات وتكلفة المناسبات وزي المراسلين ومكاتب الإداريين التي تتكاثر حول مكتب المدير.. وأيضاً كثرة الاجتماعات الهامشية والقرارات وتضادها في معظم الأحوال؟... واقع الأمر مستعصٍ ولن نستطيع الخروج من هذه الدائرة بقرار إداري، فالقضية تحتاج إلى غسل فعال للعقول من أجل الخروج من هذه الدائرة المغلقة، فما تفرزه الثقافة الحالية وفلسفتها الإدارية هو ضد الإبداع، ويقتل روح المغامرة، ويحفز العقول على تفضيل المحافظة على الحرية، ويقدم التأني على السرعة، وهي لم تعد تنفع في قرن أصبحت فيه الرحلة إلى المريخ ممكنة.
> ما سبق أجزاء من مقالة كتبها الدكتور عبد العزيز السماري المفكر والكاتب السعودي المتميز في زاويته الشهيرة و (المقالة حملت عنوان (الإدارة والقبيلة)، أقتطف بعضا من سطورها وفي ذهني مشهد العمل الإداري الرياضي على مستوى النادي الرياضي.. وأنت طالع..!
كما تضبط.. تُضبط!!

“بربسة” تأجيل مباراة النصر من قبل لجنة الانضباط، تثير الحنق، والحزن على ما آلت إليه ارتجالية العمل في بعض من لجان اتحاد الكرة. والمتجلي في ظروف العقوبة، ومتى حدثت، وكيف، ولماذا لم يبت فيها فورياً.. سيسأل: أهي نزعة وعزة التشجيع.. أم أن الأمر لا يعدو سوى بيروقراطية رتيبة لا دخل لها بالإدارة العلمية الحديثة..!.

رئيس اللجنة، حاول أن “يتملص”.. وحاول رميها على مكتب الرئاسة بالرياض.. الذي نفى أية تأخير من قبله وعلى لسان رئيسه عبد الرحمن المسعد الذي أكد أن تقرير الحكم تم إرساله فوراً في اليوم التالي لأمانة اتحاد الكرة !!.

الأمين العام برر أن 250 معاملة (!) تصل يومياً للأمانة وبمجرد أن تصلها الأوراق ترسلها في حينها للجنة الفنية !.

رئيس اللجنة أكد لإحدى الصحف: لا يوجد ما يستحق النقاش !!.

نائب رئيس لجنة الانضباط ورئيس لجنة الحكام (!)، عبد الله الناصر أكد أن فرع مكتب رعاية الشباب بالمنطقة الوسطى مسؤول عن التأخير..!

كذلك تداولت الصحافة الرياضية (حكاية) لائحة العقوبات القديمة والجديدة.. هذا المسؤول يؤكد أن القديمة هي التي مازال يعمل بها، فيما نفى آخر أن الجديدة هي التي يؤخذ بها، فيما آخر يؤكد الأخذ بهذه وبهذه.!!

فعلاً “بربسة” ما بعدها “بربسة”.. أعيدوا قراءة ما كتبه الدكتور السماري.. فقد تجدون ما يبرر هذه “البربسة” !.

بلاتيني.. يا لبيب!!

ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قال معلقاً على المبلغ الضخم الذي عرضه نادي مانشستر ستي الانجليزي لضم اللاعب البرازيلي كاكا الذي يلعب في نادي ميلانو الايطالي (150 مليون يورو): هذا أمر سخيف، سواء من الناحية الاجتماعية أو من ناحية كرة القدم أو الناحية المالية. إذا أردت شراء قارب أو طائرة مقابل 150 مليون يمكنك أن تفعل ذلك. لكن هل من الممكن إنفاق ذلك لشراء إنسان؟! هذا أمر سيئ، ولهذا يجب أن نفعل شيئاً لصناعة بيئة تنافسية متكافئة.

بلاتيني يقود تيارا قويا في أوروبا لوضع نظام مالي عادل في منظومة الكرة الأوروبية قائم على الشفافية وفرض نظام مالي ورقابي يضمن استمرار شعبية لعبة كرة القدم قائم على العدل في اللوائح مما يتيح الفرصة أمام أية فريق ليتمكن يوما ما من الفوز بشيء.

يقول بلاتيني إن كرة القدم بالنسبة له لعبة، وليست سلعة.

في إشارة مدركة بخطورة هيمنة الرأسمالية المتوحشة على لعبة كرة القدم، وما تفعله الآن في تحويلها إلى وسيلة استهلاكية أو إلى دجاجة تبيض ذهباً، بفضل هيمنة الاحتكارية المستغلة لوسائط مشاهدة مباريات الكرة..

طبعاً، نحن.. العرب ككل، نكتفي في “مضاربنا الرياضية” بموقف المتفرج المتابع للحوار.. والحراك. دون أن ننتج ونشارك برأي ورؤية.. وموقف.

طبعاً، أخرى.. من ليس لديه مراكز للبحوث والدراسات، تأكيداً ليس لديه وعاء لفكر رياضي. ومن ليس لديه ذلك.. عليه أن يكتفي بأن يكون مستهلكا، يلبس ما يلبسون، ويأكل ما يأكلون، ويلعب حسب ما يريدون.


الشرق الأوسط (الأحد 20 صفر 1430هـ - 15 فبراير 2009م)

تــميــم مـحـب الـزعـيـم