[الظــاهـرة]

شمس .. في زمن الغروب ..!!






كنت أنتظر حرف وفاء يكفيني عناء صعود جبل شامخ
لأن لياقتي اللغوية لن تسعفني أن لامس أطرافه
لأن مثل تلك النوعية من الكتاب التي خط أعلاها محمد البكر
يصعب أن تترجل بلا ضجيج تحدثه بين عشاق كلمته الصادقـــة مهما كان ميولها
وحين وجدت كل تلك الحروف الصادقة التي تعانق رحيل أبا أريج .. لم أكتفي بها ..!!
لأني أظن الأمر واجب لا مناص منه
ففراق أبا أريج وبحروفه التي أدمت القلب في مقاله الأخير يصعب أن تمر على عاشق لأزرقنا مرور الكرام
ولا أظن ديار الوفاء تلزم صمتا لا يليق .. ومحال إن يكون منها ذلك..!!



فالكتاب كثيرون
وكثير من يداعب بحروفه الفكر
وكثير من يطلق لقلمه عنان النقد والتنظير والأحصاء
وكثير من يدندن بيراعه التملق والتزلف والتطبيل
وكثير من يواسي برقيق كلماته الحزن
وكثير من يعانق الفرح برصين جمله
ولكن أن تجد قلما صادق في ملامسة كل حدث يجوب عالمنا الرياضي الغارق في التعصب
فليس لك سوى ساحل أبا أريج .. ولن ترجع إلا مرتوي الأوداج والعروق ..!!



أبا أريـــج
قبل أن تطوي صفحة عشقك وأنفاس قلمك
وقبل أن تدير ظهرك لعالمنا الجميل
ليتك تدرك أن لك في كل قلب أزرق مساحة مترامية الأطراف من الحب والتقدير
بل ليتك تدرك أبا أريــج
أن لك في مملكتنا الزرقاء شمس لن تغرب مهما رحلت عنا وابعدتك الظروف
بل ليتك تدرك أبا أريــج
أن لك بين زوايا أمجادنا وأنجازاتنا صوت يعانق كل كأس ولقب ودرع
بل ليتك تدرك أبا أريــج
أن لك هنا في وسط القلاع محبة نحتت في كل سور وصورة ودولاب..!!



أبا أريــج ..!!
أرحل الى حيث شئت وحين تحنّ الى الوفاء وصدق المشاعر
فكن هنا في قلب الزعيـــم تعانقك الأضلاع شوقا وقليل ما فعلت
ومهما رحلت ومهما ترجلت وأخذتك الدروب عنا
فثق أنك لازلت هنا في قلب الزعيم باقيا بلا حراك ..!!



أبا أريـــج ..!!
أحببناك لأنك كنت سيف أبتر لم يثلم له طرف حتى حين تكالب عليك الجمع وأزبد
كنت صافي النبع صادق الحرف في زمن بكى القلم ذل الهبات والعطايا وتوسد موشحات الهدايا
كنت لنا صوتا بحرفك وهمسك وصدق طرحك
كنت سراجا لم يرضخ لظلمة الليل وما تحجبه الستر
كنت أبا أريــج بكل بساطة لنا عزف يلامس الحــق مهما حجب
ونبض عدل يرفض أن يكمم أنين الظلم
ولكنك كنت الحزن اليوم حين أعلنت عودة مدادك الى دواتك ..!!



استاذنا القدير محمد البكر
جلست في بدايات قلمك حيث ألمك وأثقل عصاك
لتجلس اليوم حين أعلنت الرحيل حيث أملت وأحببت بل وما يليق بهامة قلمك
ثمرة سقيت بثلاثين عاما من عمرك
هي رحلة قلمك مع الحرف مع صراع لتكون الحقيقة هي العنوان
وهذا ما يسل عشاق نبضك أبا أريـــج
أنك صعدت أعلا .. لنفرح لك
ونحزن على وداع حرفك الرياضي



ولكن لك مكان لن تبرحه حتى وإن صار لازم تودعنا ..!!







الظــاهـرة