[روح الـهـلال]

«قضية» ياسر

حظي مهاجم الهلال السعودي باهتمام اعلامي كبير لم ينله أي نجم سعودي قبله رغم ان تاريخ الكرة السعودي يزخر بالعديد من النجوم الذين يفوقون القحطاني في المهارة والشهرة والانجازات، لكن شخصية القحطاني المحببة و«الكاريزما» التي يملكها، بالاضافة الى وسامته جعلت منه «نجم الشباك» الاول في الملاعب السعودية، وأحاطته بهالة اعلامية كبيرة صعّبت من مهمة اللاعب في التعامل مع الجماهير. ياسر المولود في مدينة الخبر في العاشر من أكتوبر عام 1982 ليس أفضل من نجم النصر السابق ماجد عبدالله، وانجازاته لا تعادل انجازات قائد الهلال السابق سامي الجابر، لكنه مهاجم خطير وهداف من الدرجة الاولى، لم يكن ذنبه انه ظهر في فترة اختفت فيها النجوم، ولا ذنبه ان الجماهير الرياضية انقسمت الى معسكرين أحدهما يهاجمه والآخر يدافع عنه. هو لم يطلب من الهلال المبلغ الكبير (23 مليون ريال سعودي) الذي دفعه النادي من أجل الحصول على توقيعه في العام 2005، بل ان دخول الاتحاد على الخط في الصفقة هو الذي اوصل الأمور الى هذا المبلغ الخرافي. أصبح القحطاني رغماً عنه مطالباً بتقديم الكثير، والكثير جداً في كل لقاء يلعبه، خصوصاً بعد حصوله على جائزة أحسن لاعب آسيوي في العام 2007 على حساب العراقيين يونس محمود ونشأت اكرم، رغم تغلب العراق على السعودية في نهائي كأس آسيا بهدف يونس، وبات لاعب نادي القادسية السابق مادة دسمة للجميع، من خلال البحث في أخطائه وعيوبه.

«حمى» ياسر تعدت حدود المستطيل الأخضر، وتجاوزت مقاعد المتفرجين، ووصلت الى المنتديات ومواقع الشبكة العنكبوتية، وأصبح أمراً طبيعياً ان ترى نقاشاً حاداً بين شخص مؤيد لياسر، وآخر مهاجم له.

ياسر الذي استدعاه الهولندي جيرارد فان در ليم مدرب المنتخب الأسبق الى صفوف الأخضر لأول مرة في بطولة كأس العرب التي استضافتها الكويت 2003، ثم تألق في «خليجي 16» في الكويت أيضاً، بدا وكأنه لا يأبه كثيراً في تلك الامور، فاستمر في تألقه مع ناديه والمنتخب، مواصلاً حصد البطولات، وممارسة هوايته في تسجيل الأهداف.

غاب ياسر عن آخر لقاءات السعودية في تصفيات المونديال التي خسرها أمام كوريا الجنوبية 0-2 للاصابة ، لكنه يعود لتشكيلة «الأخضر» في مسقط ، وسواء تألق في الدورة او ظهر بصورة متواضعة فانه بالتأكيد سيكون «قضية» مهمة في الشارع الرياضي السعودي.