[MaMoOoN]

الشلهوب بين رونالدو ورونالدينيو

يمر النجم محمد الشلهوب بحالة ( انعدام توازن ) على الصعيد الفني منذ العام الماضي ، دون أن يستعيد وهجه في صناعة اللعب والتهديف ، وهو الذي قدم نفسه لاعباً مهماً جداً وفاعلاً ومؤثراً على مدى سبع سنوات مع نادي الهلال والمنتخب الوطني ، وعلى الرغم من " نحالة " جسمه وقصر قامته إلا أنه فرض نفسه صانع لعب وهداف في مباريات خاصة أو نهائيات ذهبية ، وكسب مساحة كبيرة من الحب في قلوب الجماهير من مختلف الميول .

اللاعب الموهوب والمحبوب فقد بريقه الميداني لأسباب تخصه ، لكنه لم يفقد مكانته لدى المتابعين ، وخصوصاً أنه حافظ بقوة على لطافته وطرافته .. وظل يقابل محبيه ، والإعلاميين بابتسامته القلبية مبرهناً على أنه قادر على مواجهة الأزمة الطارئة .

ومما يؤسف له أن الجهات ذات العلاقة في نادي الهلال والمنتخب العام الماضي لم تتفاعل مع مشكلته الخاصة بما يساعد اللاعب على البقاء في دائرة النجومية ، حتى أنه حينما طلب إجازة خاصة إلى نهاية الموسم الماضي ، ربما تصل إلى الشهرين ، عارضه المعنيون بالأمر ! فظل يصارع الأزمة بينه وبين نفسه ! بينما كان من واجب هؤلاء أن يتعاملوا مع ظرفه بنوع من الدراية والحكمة ، لكن هذه المشكلة أو الأزمة أو الحادثة كشفت مدى الضعف الذي يعتري ( كيان ) المؤسسة أو النادي أو الجهة الإدارية على الصعيد النفسي ، ومدى أهمية متخصص في علم النفس الرياضي ، وليس الطبي كي يتهمني أحد بالجنون على غرار مواقف مماثلة في مناسبات مختلفة .

كنت أتمنى من المسئولين في النادي والمنتخب أن يبرهنوا أنهم على قدر كبير من الخبرة لاسيما أنهم أقرب في العمل الميداني من غيرهم ،لكن مثل هذه الحالة هي امتداد لمواقف ومشاكل وظروف ( رسب ) فيها المتخصصون والنقاد أمام من توكل لهم عدة مهام وهم ربما في الأصل عاجزون عن القيام بمهامهم الأساسية أو أنهم ضعفاء في تعاطي الفكر الإداري الذي يتشعب فنياً ونفسياً واجتماعياً .

شخصياً قلتها العام الماضي ومرت الأيام والشهور لتبرهن أكثر على أن بعض اللاعبين أكثر وعياً من إداريين كثر ، كل حسب موقعه ومنصبه ومهامه !

الشلهوب مازال يتكبد تبعات تلك " الأزمة "التي حاول التصدي لها بنفسه حينما طلب إجازة ، فصدمه الإداريون بالضغط عليه وعلى أعصابه وعلى نفسيته ، وها هو الآن يلعب .. ولا يلعب !
فالمدربون يثقون كثيراً في أنه من تمريره واحدة سينهي المباراة .. والجمهور يتحين مثل هذا العمل ، والنقاد يطالبون أن يلعب من هو أكثر جاهزية وأفضل أداء .

بقي أن أربط هذه القضية بمثالين ، الأول يتصل بالبرتغالي الشاب ( كريستيانو رونالدو ) لاعب مانشستر يونايتد الذي واجه أزمة ( عصبية ) خلال (معمعة ) الدوري الإنجليزي العام الماضي ، فمنحه ( السير ) فيرجسون إجازة لمدة أسبوع إلى عشرة أيام كي يرتاح بعيداً عن كرة القدم ، فاختار اللاعب ( دبي ) وعاد متألقاً إلى أن كسب ( نجومية ) الموسم .

أما المثال الثاني فهو البرازيلي الخبير والخطير " رونالدينيو " الذي مر بأزمتين العام الماضي ، واحدة تخص فريقه ( برشلونة ) والذي تدهور مستواه دو ن حلول ، والثانية تخصه كلاعب حيث فقد الكثير من مزاياه التكنيكية والتكتيكية ، إلى درجة أن هناك من توقع (انتهائه ) ! لكنه انتقل إلى ( الميلان ) فانتعش رويداً رويداً بعد أن وجد بيئة أخرى مختلفة ، إلى درجة أنهم " دللوه " ولم يلقوا بالاً لقضايا ومشاكل واجهته في بداية مرحلته الجديدة ، وهاهو الآن يتألف ويسجل حتى وفريقه في غير مستواه !

وبدوري لن أفتي ولن أقترح ولن أطالب إلا بالاستماع إلى اللاعب جيداً ومناقشته بود وثقة ، والأهم أن يكون للخبراء والمتخصصين دور في تهيئة السبل للنجم الموهوب ، وعلى الصعيد الفني ليس عيباً أن يبقى ( النجم ) احتياطياً ، وفي المقام ذاته يجب أن يحظى بثقة من حوله ، كما أن من واجبه أن يكون صريحاً ، فربما كان العلاج سهلاً جداً .

.