[نديم الفرقا]

(( بسم الله الرحمن الرحيم ))


في أحد الأيام السالفة ، ومن شّدة الفراغ ، أخذت أسّلي نفسي ، وأشغل عقلي بالأوهام والتخيلات ، فتارةً أجدني فارساً ومقاتلاً لايشق له غبار ، في كل المعارك والميادين ، وتارةً أكون رئيساً على شعبٍ ودولةٍ لاتقهر ، وأخرى أكون فيها زعيماً لعصابة تقتل الشرفاء وتروّج السموم ..

ودائماً ماينطوي ويندرج تحت هذه الأوهام قصص وروايات ، وصولات وجولات ، ومخططات وبطولات ، لكنها سرعان ماتزول وتنجلي ، بنداء من والدي ، أو صرخة صبي ، ليعيدني مرّةً أخرى لسجن الحياة ، وأسوار الواقع ..

بعض هذه التخيلات يمّر مرور الكرام ، وبعضها الآخر أقف عنده ، بل أقف كثيراً
لأصطاد لنفسي منطقاً وقاعدةً أسير عليها في ماتبّقى لي من عمري ..

ومن هذه المنطلقات والثوابت ، سأختار لكم واحدةً ، لأنّها تناسب حالنا ومقامنا ، ولكن ..

قبل أن أعرض عليكم صيدي سأخبركم في أي بحر من الخيال رميت سّنارتي ..

ماذا لو أصبحت ذبـــــــــــابةً ؟!!

نعم أنا الآن ذبـــابة ، أعيش بكل حرّيّة ، أطير متى أريد ، وفي كل فضاء ، أهوى العيش والتكاثر في أماكن وجود الإنسان ، أعدائي كثر ، منهم الضفادع و الظواطير ، لكّن أشرسهم هم بني البشر بكل تأكيد ..
أعظم أمنياتي هي قهر الإنسان ، وإشغاله في ملاحقتي ، ومتابعة أخباري ، والبحث عن ما قد يضرني ، هذا هو منتهى طموحي ، وسقف أحلامي ، كيف لا وقد جعلت من كائن يفوق حجمه حجمي بمئات الآلاف من المرات ولديه من العضلات مايكفي لتشييد مدن وحضارات .
أقول : كيف لا ، وقد جعلت منه أضحوكة لي ولأقراني ، وأنا بالكاد لا أستحق نظرةً منه ، ولا حتى هاجساً له ..

أُغيضه وأُشغله ، في الوقت الذي أحبه أنا ويبغظه هو ، في عمله وفراغه ، في حزنه وسعادته ، في نومه وصحوته ، كل هذه الكتلة البشرية ، أتلاعب بها كيفما أشاء ، ومتى أريد ..

كل ذلك كان بمحض إرادته ، وكامل أهليته ، لأنه أراد أن يجعل منّي نداً ، بتصرفاته ، وإختياراته ، هو من دعاني إلى حلبة السباق ، وهو من خاطر بمكانته بين المخلوقات ، وهو أيضاً من راهن على تاريخه الشامخ ، وأعطاني الفرصة لأشاركه تاريخه الذهبي ، في حال إنتصاري عليه ..

أما بالنسبة لموقفي أنا الذبــــــابة ، فأنا الرابح في كلتا الحالتين :

في حال فوزي ، فقد أتيت بما لم تستطعه الأوائل من قومي ، فقد غلبت من صنع التاريخ بأكمله ، وشاركته فيما فعل ، ولو بطريقة غير مباشرة ..

أمّا في حال خسارتي ، فلا جديد يذكر ، فالمنّطق يقول ذلك ، هو أقوى ، هو أفضل ..لن أخرج خالي الوفاض ، فبمجرد إعلان الإنسان الحرب على الذبــابة
ولكن ..
، فهذا دليل على أني إسترعيت إنتباهه ، وحجزت لي حيّزاً من تفكيره ، وهذه وحدها تكتب لي إنجازاً وشرفاً في التاريخ الذبــابي ، كيف لا ، فمقارعة الكبار بحد ذاتها شرف ، لا قبله ولا بعده ..

أما موقف الإنسان بإختصار ، فهو حرج للغاية :

فإن فاز فلا جديد ، بل على العكس قد تكون حربه مع الذبــابة ، إنتقاصاً من قدره ، وخدشاً لكبريائه ، لأنه حشد الجيوش ، وجهز العده ، وأعلن الحرب ، وأطلق التحديات ، وأدخل تاريخه وكل مايملك في المراهنات ، من أجل ماذا ؟؟ من أجل ذبــابة !!

وإن خسر ، فتلك هي الطامّة ، فكل مافعله الإنسان في سنين ، ودهور ، وما صاحبها من أحزان وسرور ، شاركته بها الذبــابة ، من أسهل الطرق وأسرعها ، كل ذلك كان ، بمحض إرادة الإنسان ، وهو بكامل أهليته البدنيةِ ، والعقلية ..

طــاااخ ... طــــيخ ...
آآآآآآآآآآه ... آآآآآآآآآآآه

يا إلهي هذا صياح الأطفال ، أتى ليعيدني لسماء الأرض ، بعد أن كنت في فضاء الخيال ..

الآن وبعد أن أخبرتكم عن هذا البحر ، بقي أن أعرض عليكم ما إصطدته من أسماك ..

السمكة الأولى :
نحن من جعل من الأتحــاد فريقاً يرونه عظيماً بأعينهم الذبابية ، ونحن من جعلهم يصنِّفونه من الأندية الكبار في دورينا ، لأننا بإختصار أشعلنا الحروب معهم ، وأطلقنا التحديات ، وراهّنا بعظيم تاريخنا ، وجعلناهم يضعون فريقهم نداً لنا ، وهو في الحقيقة المجردة من العواطف والأهواء ، أقل من ذلك بكثير ..

السمكة الثانية :
لو فكرنا قليلاً وبموضوعّية ، وبتجرد من أي قيود ومؤّثرات ، لوجدنا أن النصــر لايصنف من ضمن الأربعة الكبـار لكن مشكلة جماهيره أنهم يرون بأعينهم الظاطورية فقط ويحشرون ناديهم في كل شيء فمن يتخيل أن النصر أكثر نادي يصدر بيانات للصحف ويثير ضجة وهو لم يحرز سوى بطولة من عشر سنوات لو أخذناهم على مقدار عقولهم وسمّينا بطولة الصدقة فرضاً بطولة رسمية..


السمكة الثالثة :
ستكون بين الأهلي والشباب فمن المعروف أنهم من ضمن الأربعة الكبار ولكنهم يأتون خلف الهلال والأتحاد ولكن مشكلة بعض الأهلاويين يرون بعيونهم الضفدعية ويصنفون ناديهم فوق الهلال أما الشبابيون فهم دائماً على الصامت وكل مايدور حولهم لايعيرونه أي اهتمـام..

(( نـــــــدايـــم))

* بداية سباق الدوري للفرق ، ذكرتني بسباق القط والفأر ، فالفأر دائماً ما يبدأ سريعاً ولكن سرعان ماتبدأ سرعته بالنزول مع مرور الوقت ، حتى ينتهي به المطـاف واقفاً من دون حراك . بينما القط فتبدأ سرعته في الزيادة حتى ينقض على فريسته .
* اعتقد أن ويلهامسون لاعب جيّد فهو تكتيكي من الدرجة الأولى ويجيد التحرك من دون كرة لكن مشكلة بعض جماهير الهلال تسرعها بالحكم وإذا ماكان مثل طارق مهارات وكباري يعتبرونه لاعب فاشل.
* الدوخي لاعب هلالي سابق ، ولاعب اتحادي معار لقطر حالياً ، وما بين االدوخي والهلال قصة خيانة لا تغتفر ، مهما فعل هو ، أو عشّاقه .
* لن أكذب على نفسي (( كما فعل البعض )) ولن أغفر لعاقل إتخذ قرار خيانتي بنفسه ، من دون عقله ، ولن أعذر من قد أُنذر سابقاً ، لكنني سأدعم وأصفّق وأتفاعل ، ليس لأجلك يادوخي إن اتيت، بل لأجل قطعة من القماش تلبسها على جسدك ، هي عندي أثمن منك .
* ماذا لو نجح الدوخي مع نادي الأتحاد ، وساهم في إحراز عدة بطولات معه ، هل سيفكر في العودة مجدداً للهلال؟! هكذا يقاس الحب والولاء ، ياسادة ياكرام .
* مباراة الحزم تجلت فيها الروح قبل كل شيء ، لتكون النتيجة الطبيعية هي الفوز ، وبالثلاثة .
* لاشك في أن إصابة عمر الغامدي تعتبر خسارة كبيرة للفريق ، لكنها تعتبر فرصة للمايسترو لمراجعة أسباب تدني مستواه ، وبإنتظار عودة الفنان .
* أكثر ماشّدني لأسامة هوساوي هي روحه القتالية ، وحماسه المتزن .
* اعتقد ان حراسة المرمى في حضرةالدعيع تساوي إطمئنان نفسي وتحفيز معنوي لخط الدفاع ، فهل سيتحرك الجوهر لإرجاع هذا الجوهرةالفريدة ؟!
* عزيز دائماً ما يثبت بأن الكرة تعتمد على الروح والإصرار قبل الإمكانيات الفنية .
*العنبـر ثروة باطنه ، وطاقة كامنه ، تنتظر التفجير .
* الصويلح يجب عليه مراجعة حسابته فمستواه في تدني واضـح بين قوسين (( انحف ياصويلح)) .
* لا أجد على نفسي أشد مرارةً من نكران الجميل ، وصفع اليد التي مّدت لخدمتك فشكراً أبو سواج .

في الختام ،،

أنا لم أقصد الإساءة للإتحاد ، حينما شبهته بالذبابة ، مقابل الهلال للإنسان ، لأنه بإختصار تشبية مجازي ، اردت من خلاله فقط ، تشبيه حالة الذبابة مع الإنسان ، بحال الإتحادمع الهلال ..