[روح الـهـلال]

تعلّموا من الهلال...!

في الهلال لغة جميلة حتى في أدق تفاصيل اختلاف مسؤوليه، فالحكمة لدى رجاله توئد المشكلات في مهدها...! ويجيد اللاعبون الإداريون في «الزعيم» شهامة الشجعان بالاعتراف بالخطأ دون اللجوء إلى كبش فداء...! وبمعنى آخر لا يبحث الكبير أو من هو في أعلى الهرم على مبرر يحمل فيه من هو دونه منصباًَ مسؤولية الأخطاء...! تجلّى ذلك بوضوح في المشكلة التي وئدت في مهدها بشأن صلاحيات جهاز الكرة ما بين سامي الجابر وعادل بطي.
وبشاعرية الرئيس عبدالرحمن بن مساعد الذي يملك شهامة الفرسان، اعترف بأصل الخطأ وهو الاختيار وتضارب الصلاحيات، وليس بردة الفعل وهو اختلاف الجابر والبطي، أي انه أرجع الخطأ لفعله منذ البداية وليس لردة الفعل التي حدثت بين طرفي جهاز الكرة. هذه الإشكالية لو حدثت في نادٍ آخر لقامت الدنيا ولم تقعد... وتلقّفتها وسائل الإعلام المرئية والمقروءة كمادة دسمة لأيام وأسابيع، ولكن حكمة رجال الهلال تُطفئ النار قبل أن تحرق أحداً. وهنا لابد من تسجيل موقف إشادة ليس فقط للرئيس الشاعر، بل أيضاً للعقلية المنفتحة لعادل بطي، الذي أيد القرار واحتفظ بهيبته ومكانته في البيت الأزرق دون أن يحدث أي شرخ في العلاقة الهلالية.
معالجة من هذا النوع الإداري لا يسعنا إلا أن نرفع القبعة لرجالات الهلال الذين يقدمون نموذجاً رائعاً في التعامل مع الأزمات التي تقوّيهم ولا تضعفهم وتلمّ شملهم ولا تفرقهم.
وهذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها رجالات الهلال نموذجاً إدارياً رائعاً يحتذى به، فالبعض حاول أن يخلق فجوة بين الرئيس الهلالي الحالي والرئيس السابق، وتعامل معها الهلاليون بعقلية الكبار وانتصروا.
وكرروا المحاولة مع عضو الشرف بندر بن محمد والرئيس الحالي ولم ينجحوا، ولو كانت هذه المحاولات في ناد آخر لرأينا العجب العجاب في الردح الإعلامي، ولكن لأنه الهلال، ولأن المحاولات كانت تستهدف رجالاته، فإنها سحقت وهزمت وعادت أدراجها بخفي حنين. الهلال عراقة وتاريخ وانجازات وشعبية جماهيرية كبيرة تخطت حدود الوطن، ومن يبحث عن السر وراء هذا التوهّج، عليه أن ينظر إلى عقلية رجاله منذ زمن طويل... عليه أن يفتش في تضحيات مؤسس الهلال عبدالرحمن بن سعيد... وعليه أن يكتشف كيف يقيم عبدالله بن مساعد مهرجاناً كبيراً ليوسف الثنيان في عهد الرئيس محمد بن فيصل، والسيناريو يتكرر بين عبدالرحمن بن مساعد وسامي الجابر أيضاً... لا أنانية ولا مؤامرات ولا حسد، المهم لهؤلاء الرجال الهلال الكيان فقط وما بعده الطوفان.
هذه الصفحة البيضاء والتعامل والوضوح والشفافية هي التي جعلت الهلال في القمة، وهي التي جعلته حتى في أحلك الظروف «بأنه يمرض ولكن لا يموت» بل حتى في مرضه الفني الكروي يحقق الألقاب والبطولات والدليل السنوات الثلاث الماضية.
- كل واحد من هؤلاء الرجال يعطي في مرحلة ما من جهده وعرقه وماله ويترك الكرسي لآخر دون ضجيج، وان حدثت اختلافات فهي أشبه بسحابة صيف لا أكثر.
- هذا هو الهلال... فمن يشبهه؟!