
04/06/2008, 11:08 AM
|
 | زعيــم جديــد | | تاريخ التسجيل: 20/04/2008 المكان: الرياض
مشاركات: 33
| |
هل يثاب الكافر على أعماله في الدنيا ؟ هل الحكم بالعدل وترك الظلم والجور يشمل جميع الناس من المؤمنين بالله وغير المؤمنين ؟ وأن غير المؤمنين إذا حكموا بالعدل في الدنيا فهل ينالون ثواب عدلهم في الآخرة ؟
أولا يجب أن نعر ف أن الجزاء جزاءان :
1) جزاء دنيوي
2) جزاء أخروي
ــ أما الجزاء الدنيوي فإن قوانين الحياة وسنن الطبيعة لا تفرق بين مؤمن وكافر مصداقا لقوله تعالى (إن الله لا يظلم الناس شيئا) ، ولفظ الناس يعم المؤمن والكافر ، بحيث ينال كل منهما ثواب عمله واستقامته في هذه الحياة الدنيا ، لأن الدنيا يعطيها الله للمؤمن والكافر لمن يحب ولمن لا يحب ، أما الآخرة فإنه لا يعطيها إلا من يحب ، ولكن الثواب يوم القيامة هو مختص بالمؤمنين . إنه العدل الرباني ، حيث يقول تعالى (من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الاخرة من نصيب) ، (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) .
لذلك الكافر يجازى بحسناته في الدنيا ، أما المؤمن فيجازى بحسناته في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة ، وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها) .
وعن أنس بن مالك أيضا أنه حدّث عن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ إن الكافر إذا عمل حسنة اطعم بها طعمة من الدنيا وأما المؤمن فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة ويعقبه رزقا في الدنيا على طاعته )
قال الطبري ــ رحمه الله ــ من عمل عملا صالحا في غير تقوى يعني من أهل الشرك أعطي على ذلك اجرا في الدنيا يصل رحما ، يعطي سائلا ، يرحم مضطرا في نحو هذا من أعمال البر يعجل الله له ثواب عمله في الدنيا ، ويوسع عليه في المعيشة والرزق ، ويقر عينه فيما خوله ، ويدفع عنه من مكاره الدنيا في نحو هذا ، وليس له في الآخرة من نصيب .
إن للجهد في هذه الأرض ثمرته ، سواء تطلع صاحبه إلى أفق أعلى أو توجه إلى منافعه القريبة وذاته المحدودة .
ونحن نشهد في هذه الأرض أفرادا اليوم وشعوبا وأمما تعمل لهذه الدنيا ، وتنال جزاءها فيها ، زينة ، ولدنياها انتفاخ ، فلا يجوز أن نعجب ولا أن نسأل لماذا؟ لأن هذه هي سنة الله في هذه الأرض (وما ربك بظلام للعبيد) .
صلاح الهلالي |