 
			
				19/01/2002, 07:12 PM
			
			
			     |  
      |    زعيــم متواصــل   |   |    تاريخ التسجيل: 10/01/2002  المكان: البحرين  
						مشاركات: 110
					        |        |  
       
				المسافر        القصه فيها عبرة للمسافرين ..معليش القصة طويله بس تراها مرة حلوووووووووووووووووووووة ضعف نظر ( أبو حمد ) وهو يخطو إلى الستين من عمره .. حتى كاد أن يفقده ..    
>فالتمس العلاج هنا وهناك .. وكانت محطته الأخيره ( المانيــــا ) !!    
>فكَّـــر كثيراً .. فهو لم يعتد السفر للخارج .. ولا يجيد غير اللغة العربية    
>أو ( القصيمية ) كما يسميها !!    
>تقرر سفره .. الأسبوع القادم !!    
>طفق ( أبو حمد ) يلملم أغراضه .. ويستشير أصحابه .. ويجمع المعلومات !!    
>ثم حزم حقائبه .. وودع ( أم حمد ) وأولاده وأعطاهم اسم الفندق الذي حُجِزَ له    
>فيه وهاتفه ..    
>وصل إلى بون مساء السبت .. ولكونه معروفاً كان في استقباله أحد موظفي السفارة    
>السعودية هناك .. رحب به كثيراً وذهب معه للفندق المعد لإقامته .. وتناول معه    
>طعام العشاء في تلك الليلة .. ثم أخبره أن يوم غدٍ الأحد إجازة رسمية في    
>الدولة والسفارة لا تفتح أبوابها ..    
>اقترح عليه مُستقبله أن يستثمر يوم غدٍ في جولة سياحية يتعرف بها على هذه    
>المدينة الكبيرة .. ولعلمه أن ( أبو حمد ) لا يجيد غير لغته ( القصيمية ) فقد    
>وضع له برنامجاً منا! سباً !!    
>قال له صاحبه : هذا كرت الفندق الذي تسكنه الآن .. عليه عنوانه وأرقام هواتفه    
>!!    
>وهذه بطاقة تستطيع أن تركب بها ( باص ) النقل وهي صالحة لمدة يوم كامل !!    
>تدفعها للمسؤول فيه .. وسيمر بك على أجمل أحياء المدينة .. وسترى أبرز    
>معالمها .. وعند غياب الشمس بإمكانك النزول في أي محطة يقف بها .. ثم تأخذ    
>سيارة أجرة صغيرة تنقلك إلى الفندق الذي تسكنه وما عليك إلا دفع كرت الفندق    
>له !!    
>    
>أعجب ( أبو حمد ) بالفكرة .. وشكر صاحبه وودعه !!    
>بات تلك الليلة مبكراً .. واستيقظ مبكراً .. ونزل إلى بهو الفندق فأحس بالبرد    
>فعاد .. فغير الجاكيت بالبالطوا الذي أوصته بلبسه ( أم حمد ) !!    
>أخذ تذكرة الركوب بيده .. وخرج من الفندق .. ثم ركب الباص !!    
>وانطلق الباص يجوب طرق المدينة .. و ( أبو حمد ) في غاية الاستمتاع !!    
>خضرة .. وماء .. ووجه حسن !!    
>مضت الدقائق والساعات مسرعة .. ومالت الشمس نحو المغيب .. حتى غاب قرصها ..    
>وهنا قرر ( أبو حمد ) أن يعود إلى الفندق !!    
>نزل من الباص .. وركب في سيارة أجرة صغيرة ..    
>كان السائق .. ضخم الجثة .. مفتول العضلات والشوارب !! من ريف ألمانيا !! لا    
>يعرف غير لغته الأصلية .. ويشترك مع ( أبي حمد ) في معرفة كلمتي ( نعم ولا )    
>بالإنجليزية فقط !!    
>أشار إليه ( أبو حمد ) أن يعكس اتجاه الطريق ليعود إلى الفندق الذي خرج منه    
>منذ ( 8 ) ساعات !!    
>    
>أدخل ( أبو حمد ) يده في جيبه ليخرج عنوان الفندق الذي يسكنه .. بحث في جيبه    
>الأيمن .. الأيسر .. هنا وهناك    
>    
>فلــــم يجـــــــــــد شيئــــــــــــــا !!    
>    
>يا لهــــا من ورطــة ومصيبــــة !!    
>تذكر ( أبو حمد ) أن الكرت في الجاكيت الذي تركه في الفندق !!    
>لم يكن يعرف اسم الفندق جيداً .. ولا لونه .. ولا مكانه ..    
>كما أنه لا يعرف رقم صاحبه .. ولا رقم السفارة !!    
>سأله سائق الأجرة .. وكرر عليه السؤال .. بلغة لم يسمعها ( أبو حمد ) في    
>حياته !!    
>تعطلت لغة الكـــــــــلام !!    
>حاول أن يشرح بالإشارة .. فلم يستطع !!    
>بدأ يقول له : اذهب يمين .. يسار .. أمام .. خلف !! علَّ .. وعلّ !!    
>اشتد غضب السائق .. وبدأ يزبد ويرعد .. ويصرخ في وجه ( أبو حمد ) ..    
>شيءٌ واحد فهمه ( أبو حمد ) .. أن صاحب الأجرة يريد ( جلـــــده ) !!    
>    
>كان ال! له معك يا أبا حمد !!    
>    
>هنا بدأ ( أبو حمد ) يردد : سعودي .. سعودي .. ( أنا فيه سعودي .. وَدي سفارة    
>) .. مسكين أبو حمد .. يعتقد أنه يخاطب سائقه البنجلاديشي في الرياض !!    
>    
>ذهب سائق الأجرة إلى ( رجل مرور ) .. وأخذ يحدثه عن مشكلته مع ( أبو حمد ) !!    
>كان ( أبو حمد ) مثل الأطرش في الزفة !!    
>! قال الجندي له بعد حوار : ( سعودي ) ؟؟؟؟؟    
>قال ( أبو حد ) : إيه .. إيه .. تكف سعودي واللي يرحم والديك !!!!    
>تكلم الجندي مع السائق .. ثم طلب منه الركوب مرة أخرى مع سائق الأجرة !!    
>وانطلق به وهو يتمتم بكلمات الغضب !! حتى وصل به إلى ( السفارة السعودية ) !!    
>هنا انشرحت أسارير ( أبو حمد ) .. وقد أعياه التعب .. ولكنه فوجئ أن أنوار    
>السفارة مظلمة .. وليس هناك من أحد !!    
>خاطب حرس السفارة .. فلم يفهموا له !!    
>عاد الخلاف إلى ذروته بين ( أبو حمد ) وسائق الأجرة .. فاحتار فيما يعمله    
>الآن !! فهو لا يحمل نقوداً ليعطيه .. ولا ما يثبت هويته .. كل ذلك كان في    
>الجاكيت !!    
>قال للسائق ( هوتيل ) فهو يعرف أنها كلمة تقال للفندق وكررها فأشار السائق    
>إلى ! فندق فاخرٍ بجوار السفارة !!    
>طلب منه أن يذهب به إلى هناك .. فانطلق به و ( أبو حمد ) لا يدري ما يقدر    
>الله له !!    
>وصل الفندق .. وطلب منه أبو حمد أن يبقى في مكانه .. وأشار إليه أنه سيحضر    
>نقوداً !! وسيعود إليه !!    
>دخل ( أبو حمد ) الفندق وقف أمام الاستقبال .. وطلب! بالإشارة غرفة يسكن فيها    
>!!    
>طلبوا الأوراق الثبوتية .. فتفاهم معهم بالإشارة أنه يريد رؤية الغرفة أولاً    
>!!    
>ذهب معه العامل ليريه الغرفة .. فطلب منه ( أبو حمد ) وبالإشارة أن يرجع    
>وسيعود هو بنفسه !!    
>أخذ المفتاح وصعد إلى الدور السابع .. وفتح الغرفة رقم ( 704 ) !! دخل فأحس    
>بالدفئ الذي فقده .. وبالهدوء الذي حرمه !!    
>تلمس السرير الوثير .. فت! خيله يناديه : أن ألق جسدك المتعب ليستــــريــح    
>!!    
>فطرح نفسه على السرير دون شعور .. ينتظر ما يكون المصير !!؟    
>استبطأه أصحاب الفندق فاتصلوا بالهاتف على الغرفة فلم يرد !! صعدوا إليه ..    
>طرقوا الباب بهدوء .. فلم يرُدّ أحد !! فتوقف الطرق .. وبعد دقائق عادوا مرة    
>أخرى بعد أن دخل إليهم سائق الأجرة مشتكياً من صاحبه .. فصعدوا إلى الغرفة    
>مرة أخرى .. فسمع أصواتاً متعددة .. وطرق الباب بشدة !!    
>كان ( أبو حمد ) قد أعـــدَّ موقع الاختباء إن دخلوا !!    
>فهموا بفتح الباب .. وأسرع بجسمه النحيل .. فدخل تحت السرير !!    
>دخلوا إلى الغرفة .. فتشوا عنه فلم يجدوا له أثر !! وبعد حوار يسمعه ولا    
>يفهمه .. خرجوا من الغرفة وأغلقوا الباب !!    
>آهٍ .. تنفس ( أبو حمد ) الصعداء .. خرج من مخبئه .. واستلقى على السرير بعد    
>أن أخذ منه التعب والجهد مأخذاً عظيما .!!    
>أراد أن يغمض عينيه .. فلم يستطع .. فما يجري له أطار النوم من عينيه !!    
>مضت قرابة الساعة .. وإذ به يسمع أصواتاً تهم بفتح الباب !!    
>فأسرع مرة أخرى إلى مخبأه .. ( تحت السرير ) !!    
>فُتح الباب ( بضم الفاء ) .. ودخل اثنين !!    
>رجــــلٌ … وامــــــرأة !!!    
>يا لله !! إنهما نزيلين جديدين في الفندق !! ودخولهما لن يكون ! دقيقة أو    
>دقيقتين .. ولكنه المبيت !!!    
>دخلا غــرفتهمــــا !! وجلسـا على طاولة الطعام أمام التلفاز يتحدثان .. و (    
>أبو حمد ) يرى من تحت السرير أطراف قدميهما !!    
>استمرت معاناة ( أبو حمد ) وسقط قريب منه .. أحذيتهما    
وناما الزوجان على السرير من تعب ومشاقة السفر الطويل    
>موقف رهيب !! مكانٌ كالقبر في ضيقه وظلمته !!    
>هو في هم وبلاء .. وفوق رأسه !!    
>كان تعبه بلغ منتهاه .. ولكنه خشي إن نام أن يُصْدِرَ صوتاً .. خاصة وهو    
>المشهور بالشخير !!    
>مضت الدقائق وكأنها ساعات وساعات … بل كأنها أشهر وسنين !! و ( أبو حمد )    
>طال الانتظار .. وأوشك على الانبلاج النهار    
>فكّر أن يخرج .. لكنه خشي أن يُفتضح أمره .. صلى الفجر في مكانه !!    
>وواصل المعانــاة !!    
>الساعة ( الثانية عشر ) ظهراً !!    
>استيقظ اصحاب الغرفه.. و ( أبو حمد ) يكاد يموت خوفاً وألماً وتعباً وجوعاً !!    
>وعند الساعة الواحدة ظهراً .. خرج الزوجين من الغرفة !    
>فتنفس ( أبو حمد ) الصعداء .. وخرج من ظلمته وسجنه .. ثم خرج من الغرفة    
>متسللاً .. ونزل وهو كالمخمور من شدة السهر والتعب .. ووضع المفتاح على طاولة    
>الاستقبال! .. عند موظف لتوه استلم فترته !! وخرج من الفندق .. وانطلق يجري    
>إلى السفارة القريبة .. فوجد الأبواب مفتوحة !!    
>من شدة فرحه .. قبل الحارس .. وجلَّ من قابله !!    
>ودخل إلى المسؤولين في السفارة .. وإذ بهم قد قلبوا الدنيا عليه .. وأبلغوا    
>الأمن عنه .. حين لم يجدوه في الفندق الذي سكنه أول مقدمه .. فقص الخبر على    
>السفير ومن معه !!    
>فكانت تلك الحادثة .. حديث مجالسهم !!    
>أما ( أبو حمد ) فكانت تلك الليلة .. ليلة لن تنسى     جوهرتكم النادرة        |