[الغيهب]

يحكى أن هناك قائدا عسكريا ، ادعى أنه يملك فولا أفريقيا سودانيا ..

هذا الفول السوداني "الأصل والمنشأ" كان صاحبه يوهم جنوده بأنه خارق ..

فهو كما يقول : يمتلك عناصر غنية وقوية ،فهو يجعل من يأكله أسطورة حربية ..

فظل هذا القائد يمدح وينفخ في هذا "الفول السوداني " حتى خيل للجميع أنه كذلك !

وكان هدف القائد أن يستخدم الحرب النفسية ..وينتشل جنوده "الجبناء "من حالتهم المزرية

ولمعرفته بجنوده "الأغبياء " وعدم قدرتهم على مجاراة الخصوم .

بدأالقائد يطعم جنوده من هذا الفول ،ولأن الصورة المسبقة عند الجنود عن هذا الفول بأنه جالب القوة والحظ

توهموا أنهم "أباطرة "الزمان ،وقوته وعنفوانه !

فوصل خبر هذا "السوداني ..فول" الى الأعداء ،فصدقوا ذلك !

وأصبحوا يهابون هؤلاء الجنود قبل أي معركة يخوضونها , حتى أكتسحوا الخصوم واحدا تلو الاخر

لا لقوتهم ،بل لتصور الأعداء الهزيمة قبل بدء المعركة ،ما عدا( خصم واحد لم يقدر على مجاراته ).

ومرت السنون، وهو يريد هزيمة هذا الخصم و مجاراته في عدد المعارك التي يكسبها ،

ولكنه لم يقدر على ذلك،فأوعز القائد لجنوده :أن تحالفوا مع البقية من الدول الاخرى

حتى نهلك هذا الخصم العنيد ،وحاولوا نشر الكره والضغينة على هذا الخصم بين الدول .

مع العلم أنه "أي الخصم "لم يعتد على القائد وجنوده أبدا .

وظل القائد يحارب هذا الخصم ويطارده حسدا وكرها ،وأهمل دولته وسخر كل أمكانياتها

لهزيمة هذا الخصم ،بينما الخصم يمضي قدما الى المجد .

حتى مات هذا القائد وأنكشف حال دولته الحقيقي الذي لم يعترف بضعفها أبدا

مع أنه كان يجد كل التسيهلات والدعم من كل مكان ،وكان يوضع اسم دولته "مجازا"ضمن

الدول العظمى ارضاء له و"ضحكا "على شعبه.

وأنكشف حقيقة "الفول السوداني" أيضا ،حيث وجد شعبه أن الدول الاخرى تملك من القوة والعدة

والانتصارات ما يفوق "فولهم السوداني"،وهذا ماجعلهم الان يعيشون حالة النقص التي يرونها في أنفسهم

وأجبرهم على مساندة كل الدول ضد هذا الخصم ،وأصبحوا "عبيدا لهم ".

المثير للسخرية والغريب أن غالبية شعبه ما زال يتغنى بانتصارات "الجنود " و"الفول السوداني".