[سامي (188)]

عندما كنت صغيرا كان عمي هلاليا وكان يحضر لي ولإخواني أطقم الهلال في ذلك الوقت(على أيام سلكي لاسلكي وart) وكان يحضر لي فانيلة الرقم (9) ولكني كنت صغيرا ولم أكن أعرف ماذا يعني الرقم (9)؟؟ أو من هو صاحبه؟؟ كل ماكنت أعرفه اني احب الهلال ولا أعرف أي شيء عن هذا النادي الكبير!!
وإذا سألت من هو صاحب الرقم (9) يقال لي أنه (سامي الجابر)!! ولكن من هو (سامي الجابر)؟؟؟ ولماذا يحبه الناس؟؟؟ كان هناك أسئلة كثيرة تدور في خاطري ولم أجد لها جوابا!!
إلى أن نجحت من الصف الثاني المتوسط الابتدائي وققرر أبي أن نقضي إجازة الصيف في أبها (وما أجملها من إجازة) فقد كنت جالسا مع عائلتي في إحدى المنتزهات الجميلة في أبها ولما أردنا مغادرة هذا المكان إلى مكان اخر فوجئت بالناس مزدحمين يمشون بسرعة كأنهم يلحقون شيء ما!!!
ذهبت أنا وعمي لنرى ماذا في الأمر فإذا بالناس مجتمعين يلحقون رجلا ويسلمون عليه ويصورونه بكاميراتهم المحمولة!! فسألت عمي من هذا؟؟؟ فقال لي إنه (سامي الجابر) اهتزت هذه الكلمة في أذني!! لم أصدق ذلك هذا هو الرجل الذي كنت أبحث عنه!! هذا هو صاحب الرقم (9)!! هذا هو (سامي الجابر)!!
كنت في الماضي أتخيل أن سامي الجابر أحد الملوك!! أو أمير لا يمشي إلا بحراسة!! أوحتى لاعب لا يظهر إلا في الملاعب ولديه من الخدم والحشم ما يصعِب الوصول إليه!!
ولكن الشيء الوحيد الذي لم أتخيله هو أن أرى إنسانا عاديا متواضعا يمشي وحده بين الناس ليس معه إلا أخوه!!
استيقظت من هذه الخيالات على صوت عمي يقول لي أسرع حتى نستطيع اللحاق به ونسلم عليه!! ماذا؟ نسلم على (سامي الجابر)؟؟؟
صرخ عمي هيا بسرعة قبل أن يخرج من المنتزه.. أسرعت أنا وعمي نلحق به من بين المئات الذين يلحقونه يريدون السلام عليه أو التصوير معه......... ولكن للأسف خرج من المنتزه وركب سيارته هو وأخوه.
وعدنا نحن إلى أهلنا (وفيني خيبة أمل) ووجدناهم قد هموا بالخروج فخرجنا متجهين إلى السيارة وعند السيارة صرخ عمي (جاء سامي جاء سامي)!!! كان يريد أن يمر بجانب سيارتنا فحاول عمي إيقافه فتوقف!! لم يحاول ان يمشي أبدا!! فناداني عمي أنا وإخواني للسلام عليه (وقد كنت أنا وإخواني نلبس طقم الهلال في ذلك اليوم) فسلمت على (سامي الجابر) وقال لي مداعبا (أحلى لابسين أزرق بعد)..... هذه الكلمات جعلتني أعرف لماذا يحب الناس (سامي الجابر).