[جحيم الصحراء]

أعتذر لقلمي لأنني في معاناتي أتعبته.. و حملته الألم ولأحزان وهو في بداية عهده..وعندما انتهت مهمته رميته.. واستعنت بأخر من بعده.
أعتذر منك يا قلمي العزيز الذي كتبتُ بك بدايات أيامي وأجمل لحظات حياتي.. أعتذر لأنني لم أوجبك وأحترمك مثل ما كنت تنتظر مني رد الجميل الذي تفضلت به عليّ.
قلمي مصدر قوتي وهو ذاته سيد الحياة ، فلولاه لما استطعنا أن نعبر للناس عن ما بداخلنا ، ومن دونه لما استطعنا أن نعبر عن غضبنا لمن حولنا ، فهو سر سعادتنا ، به كتبنا وبه أيضاً تعلقنا ، فيا قلمي لك أعتذر ومنك أستعطي العذر.
إنني على يقين أنك أنت ماضيّ.. ومستقبلي.. لكننا تعلمنا أن نكون مستقبليين.. فأهملناك واعتمدنا على الحاسوب بديلاً لك ، لكنك تبقى رمزاً شامخاً في سماء البشرية.
يا قلمي .. اعذرني
أعذرني ... لأني لم أقدرك قدرك
أعذرني ... فإنها الحياة كما تعلم !
أعذرني ... فلا أذكر حسنا من ماضيًّ إلا أنت !
يا لتلك الذكريات الجميلة التي قضيتها معك.. يا خير الأصدقاء، وأعز الأقرباء..لقد أحسست بإنسانيتي معك، واستنشقت رائحة الحياة بجوارك، وذقت طعم الحرية على شواطئ حبرك وجبروتك....!!
قلمي يا نور الأُممِ استعنتُ بك في الشدة والرخاء وعبرت من خلالك على ظهر أوراقي عن لحظات أحزاني وأفراحي، فلم تبخل عليّ بالجوابِ الذي به خففت عنِ مصابي وبه أيضاً شاركتني أفراحي.
أغلب الناس اليوم يضعون في جيوبهم أقلام ليزينوا بها أنفسهم وهم لا يعلمون ما قيمة هذا القلم الذي يمتلكونه ، فهذا القلم قيمته كبيرة وشأنه عظيم وحاجتنا له كحاجتنا للماء والهواء ، فالحروب قامت بإمضاء من قلم حاكم وبريشة قلم انتهت الحرب وبريشة أخره أعطي الأمل لغيرنا من الناس بالحياة والعيش حياة هانئة كريمة.
يا سادة يا كرام أن للقلم شأن كبير فالصغير والكبير يستخدمونه في المدارس والجامعات والمكتبات والبيوت والوزارات وكل مكان يتواجد به الناس، فدعونا نفيه حقه ونعتذر منه إن أهملناه في يوم من الأيام بسبب أو بلا سبب.

--------------------------
تعتبر هذه المقال هي باكورة كتاباتي معكم في هذا المنتدى الكريم فأتمنى أن تنال إستحسانكم وتحوز على رضاكم.

جحيم الصحراء....مر من هنا..