[الغريب]

الحقيقة أنني عندما سمعت القصة التي أنا بصدد نقلها لكم اختلطت

في أعماقي كتلة من المشاعر المتناقضة ( شفقة - شماتة - حسرة-

حزن - سعادة ) ....

لكأن كل المشاعر قد مرت علي في تلك اللحظة ..

تبدأ القصة عندما مد ذلك الشاب يده وهي تحمل رقم هاتفه لتلقفها

يد ناعمة ومرحبة بذلك الرقم .....

ثم تبدأ الاتصالات الليلية :

- أنت خالد ؟
- نعم أنا خالد . " طبعا اسمه ليس خالد ولكن هكذا هي تلك

العلاقات المحرمة تبدأ بكذبة وتقتات على الكذب لتنتهي بمصائب "

- أنا التي أعطيتها الرقم هذا المساء في السوق .

- مرحبا .... الحقيقة لاأدري كيف تجرأت على ذلك فليس من عادتي أن أفعل ذلك ولكن جمالك جعلني أفعل ماظننت أنني لن أفعله طوال حياتي ..
ما اسمك ؟

- أنا اسمي نورة " طبعا اسمها ليس نورة ولكن ..... الخ ".

- .....................

-..................

-....................

كذبة تجر كذبة وخداع يغلف بصدق أوهن من بيت العنكبوت ...

هذه هي حواراتهم ككل من يمارسون هذه العلاقات ......

المهم ...

انتقلت العلاقة إلى مرحلة أخرى وهي " اللقاء المنتظر " .....

والتقى العاشقان الكاذبان وتكررت اللقاءات فمرة في مطعم عائلي

ومرة في سوق عالمي .... واستمر الحال على ماهو عليه لمدة أشهر .

حتى جاء اليوم الذي استطاع فيه أهل الشاب أن يقنعوه بالزواج بعد

أن أخبرته أمه أنها وجدت له فتاة رائعة الجمال وبنت عائلة محترمة

فاقتنع الشاب واشترط أن ينظر إلى البنت النظرة الشرعية وفعلا تم ترتيب

ذلك من قبل أهل البنت وذهب الشاب حسب الموعد وهو يتخيل الفتاة التي

سيقترن بها ويتخيل أوصافها حتى أنهى صوت الباب وهو يفتح كل تخيلاته

وقطع حبل أفكاره معلنا عن اللحظة التي سيرى فيها فتاة أحلامه ....

صاح والد الفتاة بصوت تمتزج فيه الرجولة مع نبرة فرح يحاول إخفاءها

- جواهر .... يااااا جواهر هاتي القهوة .

دخلت البنت وهي مطأطئة رأسها خجلا أمام والدها ولما رفعت رأسها إذ

بصوت ارتطام دلة القهوة بالأرض يختلط مع صرخة الشاب وصرخة الفتاة ..

- نووووورة !!!!!!!

- خااااااالد !!!!!!

لتعلن كل هذه الأصوات عن فضيحتهما ولتنتهي قصة حبهما الزائف ولتجهض

ولادة حب طاهر كان سيكون بينهما لولا أنهما سلكا الطريق السريع المميت

في الوقت ذاته.

ماذا تقووووولون ؟

هل أحزن على فضيحتهما ؟

أم أفرح ؟

أم أشفق ؟

أم أقول :

سبحانك اللهم يامن تمهل ولاتهمل .........

يامن تستر وتفضح ..........

يامن تعطي حتى يظن عبدك أنك لن تأخذ ........

وتأخذ حتى يظن عبدك أنك لن تعطي .