
31/07/2003, 09:28 PM
|
زعيــم جديــد | | تاريخ التسجيل: 08/05/2003 المكان: في قلب شخص00000؟
مشاركات: 38
| |
امرأة السبعين سنة إلى شابة ثلاثينية العمر ؟ في عصر جنون السرعة , وآلة الإعلام الرهيبة التي بباتت تكتسح شاشات وعي الإنسان ووجدانه , وفي عصر الهاتف النقال الذي أصبح عنوناً للوجاهة الاجتماعية في بلداننا النامية وفي عصر السيارة المكيفة والانترنت والأثاث المريح والعطور الفاخرة وثياب اللامعقول والوصفات السحرية الخارقة التي تتحول فيها امرأة السبعين سنة إلى شابة ثلاثينية العمر .. في هذا العصر تغيرت دلالات الأشياء , وظهرت مصطلحات جديدة وتصرفات جديدة , تحول كل شيء إلى مُنتَجٍ يُباع ويُشترى كموضوع للدعاية والاعلان .تناثر غريب رهيب باتت تبثه هذه الحياة ..ففي عصر اللامبالاة الأخلاقية تجاه امتلاك الحياة المعاصرة , يبدو أنه لا مجال هناك للاسترخاء والتفكير بهدوء , بل وحتى للدفئ والحنان والعاطفة , ولاندعي أن كل هذه المظاهر طالت مجتمعنا العربي , لكنه لا يخلو من ملامسة بعضها .. فعلى صعيد حياتنا الاجتماعية أصبح من النادر مثلاً أن نجد وقتاً لتلك الجلسة العائلية المميزة , التي تتوسطها (القهوة و الشاهي) .. تلك الجلسة الحميمية الدافئة التي تلم الأسرة بكامل أفرادها المضمَّخة بعبق البخور الذي تحرص عليه أمهاتنا الوديعات الطيبات . ساعات الهناء العائلية هذه أصبحت تَضيق وتُختصَر .. فمع هذا العصر الأجوف الذي تحاصرنا فيه المشكلات الحياتية والدولية حتى الاختناق .. هذا العصر الخالي من مساحات الحُلْمِ الجميل .. نرى الكل يجلس في صمت وجمود .. يحملق فيما تعرضه شاشات الفضائيات , أو تراه يدعس بأصابعه على فارة جهاز الكمبيوتر , محدقاً صامتاً مستغرقاًحتى ليكاد أن يغرق , وكثيرون وكثيرون الذين هم غرقوا في متاهات (التشات) أو لغة المحادثة الالكترونية كما يطلقون عليها.هكذا بدأنا نفتقد هذه الفسحات الجميلة في حياتنا العائلية , أو ترى الكل يلهث .. الكل يجري ولايدري إلى أين وإذا أحصينا النتائج نجدها دون المقبول , أما إذا أحصينا الساعات والأيام بل والشهور التي نصرفها من أعمارنا دون أن نستمتع فيها براحة البال والضمير والهدوء فنجدها كثيرة وكثيرة .. وهكذا أصبحنا أمام واجهة إيقاع التطور المتسابق المتسارع المقولب , هذا التطور الذي أخذ يهشم حياتنا بمنهجية مستمرة يطلقون عليها مجازاً العولمة |