سلام من الرحمن موصول بالرحمه صــبــاحــكم / مــســائــكم .... [ أزرقـــ ] كــــ دمــي بَدْء
المَجْدُ عُوفيَ إذْ عُوفيتَ وَالكَرَمُ ,,, وَزَالَ عَنكَ إلى أعدائِكَ الألَمُ
صَحّتْ بصِحّتكَ الغاراتُ وَابتَهَجتْ ,,, بها المكارِمُ وَانهَلّتْ بها الدّيَمُ
وَرَاجَعَ الشّمسَ نُورٌ كانَ فارَقَهَا ,,, كأنّمَا فَقْدُهُ في جِسْمِهَا سَقَمُ
وَلاحَ بَرْقُكَ لي من عارِضَيْ مَلِكٍ ,,, ما يَسقُطُ الغَيثُ إلاّ حينَ يَبتَسِمُ
في السجل الذهبي لنادي الهلال , لم توجد بطولة لم يكن جمهوره هو العامل الأبرز بتحقيقها من بعد توفيق المولى عز و جل
و لولا ثقافة جمهوره المؤَسَسة منذ تأسيس ناديه , و إستمرارية قناعاته بمنطقية لعبة كرة القدم .. لما وجدت هذه الحضارة و النسق المستمر و المتطور بنادي الهلال لصناعة كرة قدم حديثة و جميلة و تنشئة المواهب و إستقطابها و تطويرها و تقديمها كمنتج هلالي متكامل.
تعود الجمهور الهلالي على قاعدة أساسية و ناجحة . العمل لفريقي بهدوء و الإنشغال بأموره و نقد الأخطاء بعقلانية ومنطقية هادفة . و الذود عنه أمام أي كذب و تزيف .. وترك الساحة لصبيانها و متعصبيها و التركيز بالملعب خلال التسعين دقيقة فقط .
هذه القاعدة التي تطبقها أغلب الأندية و جماهيرها المستمر تميزها عبر عصورها , هي التعريف المجرد لجمهور كرة القدم
ولأن نادي كالهلال وجد ليكون صانع كرة قدم حقيقي . أوجد جمهوره على هذه الثقافة .
و منذ نشئـته , تعمقت وتطورت هذه الثقافة لتجاري و تواكب تطور صناعة كرة القدم ,, و دائما كان الهلال هو الإعجاز البشري الأجمل في هذا الشرق النائي .. يجاري تطور الغرب بتقديم عمل فني كبير ومتطور
لذا من الطبيعي جداً أن جمهور الهلال جعل من ناديه الوجهة المفضلة لكل ساعٍ نحو النجاح . و جعل ثبات فريقه في سدة الزعامة أمر حتمي .
اليوم .. و في ستينيته المثمرة ذهباً و ألقابا .. يقف الفريق على ناصية مجد صنعه له داعموه .. و هو يتحين الفرصة ليقدم لهذا الجمهور الأعجوبة .. خير تكريم يستحقه عبر إهداءه بطولته الماسية الستين في ظل إدارة هي الأكثر إحترافية بتاريخه المزدهر
إدارة تؤمن أن العمل المؤوسساتي كفيل بتقديم أفضل النتائج . فأعطت كل ذي حق حقه . و أسندت كل تخصص لأهله , فشاهدنا حصد البطولات متواصل على كافة الأصعدة
إدارة تعاملت بمهنية و منطقية مع النادي ككل , فشخصت العلل و عاجلت الأخطاء .. و قدرت القيمة الفنية التي يحتاجها الفريق . فأستقطبت دكة دولية كاملة . و أستغنت عن منهجية كان يعاني منها الهلال خلال عقده الأخير . و هي إعطاء الفرصة للاعبين أقل من أن يتواجدوا في قائمة الفريق . " و برأيي الشخصي تلك هي كانت معضلة الهلال الرئيسية خلال الأربع مواسم الماضية " . فأصبحت لدينا اليوم أفضل تشكيلة من اللاعبين المحليين و جلهم دوليين ,, و جلبت لاعبين محترفين يصنعون الفارق للفريق
إدارة لديها من الخبرة ما يكفي لتدير نادي الهلال في أبهى صوره . فجلبت مدير فني هو الأسمن في تاريخ الهلال , رجل تكتيكه و نهمه الهجومي يشابه شخصية الهلال التاريخية . ليعيد لنا هوية الهلال التي إفتقدها مؤخراً .. هوية البطل الممتع و المتكامل بكامل صفوفه . و تنافسية عناصره على الجدارة لتقديم الأفضل .. فتعددت مصادر خطره . و أصبح من السهل تنويع أساليب لعبه . و قراءة الخصم مهما بلغ تعقيده و تنظيمه , و طالما كان هو المبادر بفرض أسلوبه و المُسير لنسق اللعب من خلال تدخلاته وتغييراته , و الأهم أنه رجل يحترم عمله و لا يتعالى عليه كأغلب المدربيين الغربيين , فهو يدرك جيداً حجم التحدي بإن يكون مدربا للهلال و هو مطالب بإعادة تكوينه الفني ليستعيد زعامته القارية , مدرب يبحث عن مجد شخصي أول خارج قارته . و مجد جماعي بنيل البطولات بأرقام قياسية مرعبة على المستوى المحلي والقاري والعالمي . مدرب أجمل ما به هو ثقة الأداء بالملعب و نيل الفوز متى ما أراده و بغضه للخسارة , فطوال التسعين دقيقة تدرك جيدا أنه بأي لحظة سيقلب الملعب و يكسب الرهان
فقدم لنا فريق ناضج و سمين يتحدى نفسه بالأفضلية . و ساعد اللاعبين على إكتشاف إمكانياتهم و تطويرها و إستغلالها أحسن إستغلال . فندرت الأخطاء . وأصبح من السهل تداركها . وإعتباره كل بطولة يخوضها هي بطولة ذات أهمية قصوى
ففي الغالب التعامل مع بطولة ما على أنها بطولة إستثنائية و تحقيقها مهم أكثر من سواها ,, غالبا ما يولد التوتر و الإرتباك بالتعامل معها .
لربما أغلبكم يتفق معي أن الهلال في البطولة الأسيوية منذ إستحداثها ,, هو الأفضل و الأثقل و الأمتع فنياً,, لكن طالما خسرها في جزيئيات بسيطة , و كل ذلك بسبب تضخيمنا لهذه البطولة ,, فبعيداً عن الزهو ,, البطولة كانت وستبقى اقل من الهلال و كل من احرزها كان أقل من الهلال من حيث العناصر و الأداء .
لكننا اليوم نتفق جميعنا على إستحقاق الهلال و مقدرته على كسبها متى ما أستحضر اللاعبين روحهم البطولية , و لعبوا كرة القدم للمتعة و التاريخ .. فبعون الله لا يفصلنا عن نيلها سوى شوطين ذهاباً وأياباً
الأهم من هذا كله .. دور جماهير الزعيم العاشقة .. بتجسيد ملحمة تروى لأجيال .. و هي تمثل حضارة الهلال المترامية الأطراف عبر مريديه في هذا العالم الشاسع ,, فكما الفريق يقف على مشارف ما يستحقه .. بتقديم أقصى ما لديه ,, لن يدخر عشاقه بالمدرجات أي جهد مؤزارةً و تشجيعاً و هم يقفون وقفة رجل واحد على قدم و ساق طيلة التسعين دقيقة يقاتلون بحناجرهم و يساندون فتيانهم بالملعب عند الخطأ قبل الصواب ,, و يبثون الرعب في قلوب خصومهم ,, فمن المشرف لنا كجماهير بالمدرجات أن نقدم ولو ربع ما يقدمه اللاعبون في التسعين دقيقة .. فبعون الله .. يخطو الزعيم خطوة نحو تاجه المنتظر
لو أستحضرنا الآن ملاحم الجمهور الهلالي عبر تاريخيه لأحتجنا ليالٍ كي تروى
لكننا الآن نطمع بصناعة مجد يليق بزعيم نصف الأرض ,, بأن تكون له أرقامه الخاصة ,, و للنصف الأخر ما دون ذلك
هذا المجد ,, سيكون حبرهُ تعبنا و عرقنا في المدرجات تشجيعاً و هتافا حتى ننال مرادنا
كلنا ثقة بكرم الله عز و جل . و إنصافه لكل مجتهد ,, و كلنا ثقة بقيادتنا الإدارية و الفنية , و نجوم الهلال .. بإن يكرموا جماهيرهم و يقدمون لهم ماسة التاج الأزرق , و كلنا ثقة بأنفسنا بأن نكون حديث العالم في ليلة السبت الملتهب
دمتم زعماء ,, كما يليق بالزعامة أن تدوم
عوْدًا على بَدْءٍ
يُسْمَى الحُسامَ ولَيستْ من مُشابَهَةٍ ,,, وَكيفَ يَشتَبِهُ المَخدومُ وَالخَدَمُ
تَفَرّدَ العُرْبُ في الدّنْيا بمَحْتِدِهِ ,,, وَشارَكَ العُرْبَ في إحسانِهِ العَجَمُ
وَمَا أخُصّكَ في بُرْءٍ بتَهْنِئَةٍ ,,, إذا سَلِمْتَ فكُلّ النّاسِ قد سَلِموا
مانع الجربا
17-11-2017 