[خياال الخيال]

صرخات الباطل

اولا أقف احتراما لنادي الهلال الذي خرج بطريقة لا نستطيع القول إلا أن ما شاء الله كان وأنه قدر يجب أن لا نلوم أحد فالكل قدم كل ما يملك وانا هنا اريدك اخي القاري أن تعود النظر وتركز على كلمة قدم كل ما يملك فالاتحاد السعودي وإدارة النادي قدموا كل ما يستطيعوا في توفير الجو المناسب للفريق وايضا قدم المدرب التشكيلة التي تملك الخبرة الكافية في خوض مثل هذه المباريات والشيء الأهم هم اللاعبين فهم قدموا كل ما يملكون وانا هنا سوف اتحدث عن اللاعبين فقط فهناك من الجماهير الغاضبة من صرخت باطلا ضد لاعبين لا يمتلكون عصا سحرية ولا بساط طائر بل لاعبين يمتلكون إمكانيات محدودة لا يمكن تطويرها في يوم وليلة
فبعض الجماهير ألقت اللوم على الحارس والخروج الغير مناسب ولكن أغلب الجماهير صبت جام غضبها على بعض اللاعبين الذين يصفونهم بأنهم لم يقاتلوا داخل أرضية الملعب وأنهم كانوا يتمشون داخل المستطيل الأخضر وكأنهم في نزهة عائلية لقضاء بعض الوقت في تبادل الحديث والسير على الأقدام هذا ما اتهم به بعض الجماهير لاعبين معينين دون ذكر أسماء وليست المشكلة لا في اللاعب ولا في الجمهور وأعتقد اني ادخلتك في حيرة حقيقية حين اقوم بتبرئة اللاعب والمشجع فمن إذا الشخص الملام
مشكلة ما حدث من الجماهير الغاضبة انها كانت تتابع دوريات أوربية متطورة جدا وبعضهم يشجع تلك الأندية التي وصلت مرحلة انهم جعلوا الحلم حقيقة فكل ما تتخيله في أحلام اليقظة من مهارات فردية وتكتيكات جماعية وتسديدات خرافية كل تلك الأمور التي حدثت في أحلامك صارت حقيقة واقعة في الملاعب الأوربية
بالطبع النقطة الأهم أن هناك عامل أساسي يجب توفره من اجل تنفذ مهارة فردية عالية أو تنظيم جماعي راقي أو تسديدات قوية أو سرعة ركض عالية كل تلك الأمور تحتاج إلى لياقة بدنية عالية وهنا وقع الجمهور المحب في الفخ انه يرى في الدوريات الأوربية قلب الهجوم في حالة الكرة مع الخصم يكون خط الدفاع الأول وفي حالة الكرة مع الفريق حتى قلب الدفاع يساهم في بناء الهجمة اي ان الهجوم والدفاع لديهم مسؤوليات مشتركة في حالة الكرة مع الخصم أو الكرة معهم ويرى هذا الجمهور المتابع اللاعبين بالأندية الأوربية يركض من الدقيقة الأولى حتى نهاية المباراة برتم عالي
فحين ينتقل من متابعة الكرة الأوربية إلى الاندية السعودية يؤمن أن اللاعب السعودي لا يمتلك المهارات الفردية التي يمتلكها ميسي وغيره من النجوم وايضا يؤمن أن اللاعب السعودي لا يمتلك القدرات التكتيكية التي يمتلكها مثلا لاعبي منتخب ألمانيا ويعرفون تماما انه لا يوجد لاعبين يمتلكون أقدام قوية تستطيع أن تسجل من مسافات طويلة كما يحدث في الدوري الانجليزي كل تلك الأمور الجمهور يعفي اللاعب السعودي من فعلها لمعرفته بإمكانياتهم المحدودة ولكن وبكل بساطة يطالب اللاعبين أن يركضوا دون توقف حتى نهاية التسعين دقيقة وقد ذكرت أن السبب الأساسي لتطور الكرة الأوربية هو امتلاك مخزون لياقي عالي وقدرات بدنية هائلة تسمح للاعب أن يصنع المستحيل
فلما تابع الجمهور مباراة الهلال والأهلي الإماراتي كان يريد من كل اللاعبين أن يركضون كما يركض اللاعب في الملاعب الأوربية فحينما شاهدوا لاعبين من الهلال لديهم مخزون لياقي لا يمكن له أن يقوم بما يحلم به الجماهير فهو داخل أرض الملعب يواجه الواقع وليس على سرير ابيض يحلم احلام يقضة محب وعاشق لكرة القدم وهو يركض دون توقف فالاحلام داخل الملعب مجرد وهم فكان اللاعبين يوزعون لياقتهم على أوقات المباراة فليس منطقا أن يقدم اللاعب كل مخزونه اللياقي في الشوط الأول ليصبح خصم سهل جدا في الشوط الثاني وكما قيل أن أردت أن تطاع فاطلب المستطاع فليس منطقا أن تطلب لاعب يلعب في دوري أبطال آسيا أن يقدم نفس اللياقة البدنية التي يقدمها لاعب في دوري ابطال اوروبا
نعم الهلال هزم وخرج ولكن من شاهد المباراة وتأخر الهلال بهدفين البعض كان يتوقع الأسوأ وان نتيجة تاريخية قادمة لا محالة ولكن رجوع الهلال وتعديله للنتيجة وكان الفريق الأقرب حتى آخر أنفاس المباراة للتأهل ولكن في النهاية جاء هدف كما قيل الكرة كانت تريد الدخول أكثر من أن نادي الأهلي الإماراتي كان قادر على التسجيل فالكرة كانت تتجه كيفما اتفق ولكن لسوء الحظ ان المرمى كان طريقها هزم الهلال وخرج ولكن أحداث المباراة وعودة الهلال تؤكد أن الهلال من الأندية الكبار التي لا تستسلم ولكي نكون أكثر واقعية البطل لنسخة هذه السنة وان فاز الهلال فلن يستطيع مجارات التنين الصيني جوانزو فالفروقات واضحة وكلنا سنعرف حين يقابل الأهلي الإماراتي التنين الصيني أن الهلال خرج بطريقة مشرفة فتشكيلة الهلال الحالية تؤهله أن يحصد الدوري ولكن لكي يحصد أبطال آسيا يحتاج اولا دكة احتياط تنافس الأساسي وايضا يحتاج إلى أهم شيء التوفيق
في الختام اقول لكل من صرخ على اللاعبين ووصفهم بعدم الروح والقتالية اريد ان اقول له لا تحسب الركض في الملعب فقط يحتاج روح فالأمر أكبر من الروح