تأرجح الهلال زرع الشك وانطلق يعلق المشانق لكومبواريه ..
قوة ومناعة الشباب واستقراره اغتالت كان و أخواتها و نصبت معلقات من إن و تأكيداتها ..حتى أن الغالبية منحت الفوز للشباب حتى المتفائلين منهم لم يهدوا الهلال في أغلب الظن سوى التعادل ..فازدادت متعة المباراة بكل هذه الإثارة و هذه التساؤلات و هذا الغموض ..
و عندما انطلقت المباراة أصيب بصدمة أولئك الذين أكدوا الأفضلية المهارية و الفنية الشبابية ..و – سرقوا – من الهلال كل شئ ..و عندما تحركت لحظات اللقاء اكتشفنا أن الأوراق الرابحة في الشباب تساقطت كأوراق الخريف و أن العديد إن لم نقل كل النجوم الأسماء في الشباب إختفت ..
و ظهر القمر ..أطل كاملا ..ببصمة ذكاء تكتيكي لمدربه كومبواريه الذي أخرج لسانه لغريتيس ولكل الإشاعات أو المطالبات ..و ظهر الهلال بهوية الهلال يطبق تعليمات المدرب و يوظف لاعبوه مهارتهم بالشكل الإيجابي الذي يخدم الجماعية ..وردد الأسد الهلالي بيت الشعر ..
إذا رأيت أنياب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم .
و لم يبتسم الهلال ..والتهم الشباب ..و قدم نفسه زعيما لا يقهر ..و نجح في كل شئ ..كيف .. سنحاصر ذلك فنيا ما حدث ؟
لعب الهلال 4 – 3 – 1 – 2 ..متحركة ..مرنة لأن كومبواريه لعب بثلاثة محاور في وسط الميدان الدفاعي هم عادل هرماش و محمد القرني و سلمان الفرج مع بعض الحرية لسلمان للتدفق هجوميا و للتحول من منطقة لأخرى ..أحيانا ..
و لعب بصانع لعب واحد أو برجل وسط هجومي هو عبد العزيز الدوسري ..لكنه كان يقاتل دفاعيا و يتراجع كثيرا للمساندة .
..في الهجوم لعب بويسلي و يو بيونغ سو ..يتبادلان التموضعات في الدخول و التشتت مساحيا بين قلب الهجوم و المهاجم المتنقل .
ولم تفرز هذه المعادلة التكتيكية سوى التكثل في وسط الميدان التي كانت التعليمات فيه صارمة ..ممنوع نزول عادل هرماش و محمد القرني ..و عند فقدان الكرة يكون سلمان الفرج و عبد العزيز الدوسري و المهاجمان أيضا في الموعد ..و كأن الهلال وزع مئات المشانق في مساحة الوسط ..و نجح إلى أبعد حد لأنه لعب باللمسة الواحدة و لعب بقتالية الضغط عل حامل الكرة ...
ولأن القوة الكبيرة للشباب تكمن في وسطه الذي حوله برودوم إلى خماسي فإن الخناق التكتيكي للهلال في هذه المنطقة و باستعادة الكرة فيها أو التشويش على حاملها مع اللمسة الواحدة في تداولها أربكت الشباب ..ليس ذلك وحسب ..بل قتلت صناعة اللعب عند الشباب ووضعت كماشة حدودية على العقل المفكر كماتشو و على أحمد عطيف و الرويلي وبعده جاباروف حتى أصبح ناصر الشمراني يعيش في المنفى ..في عزلة قاتلة ..ومن شاهده منكم فليخبرنا متى و أين ..و الخطأ ليس خطأ الشمراني و لكنه خطأ السيستم أو خطة اللعب المعتمدة أساسا على الوسط و المرتدات السريعة و الذكية ..و عندما توقفت هذه الآلة ..أصبح الشمراني عاطلا ..
قدم الهلال نفسه بقوامة دفاعية كان في متوسطها السينغالي مانغان والمرشدي لكن دون أدنى زيادات ..إعادة الكرة أو تشتيتها أو إبعادها وكفى الله شر المومنين القتال ..وذلك لتفادي أي من الأخطاء السابقة أو المحتملة ..
كان الزوري و البيشي في قمة العطاء دفاعيا و هجوميا خصوصا عبد الله الزوري الذي عاد و أكد أنه الظهير الأيسر الأفضل في الهلال وفي المملكة ..فقد أهدى ويسلي هدفه الثاني بعد تمريرة بالمسطرة والبيكار و كاد يسجل هدفا برأسه لولا انتحار الحارس الممتاز وليد لصدها ..
و تألق هرماش كثيرا في المحور ..ليس لأنه سجل هدفا من أجمل أهداف المباراة ..ولكن أعيدوا شريط اللقاء واحسبوا كم كرة إنتزع من الخصم وكم هجمة صد ..و كم كرة وزع كمنظم لعب بفكر كروي راقي ..و استحق محمد القرني العلامة الكاملة بقتالية فريدة ..وصد وبتغطية صارمة تؤكد أنه من طينة اللاعبين الكبار ..توجها بكرة من ذهب و برفعة زئبقية أهداها لياسر القحطاني ليسجل الهدف الثالث ..
لقد نجح الهلال أمام الشباب في كل شئ ..
المدرب كومبواريه اغتال المفكرة التقنية و التكتيكية لبرودوم و شنق معادلة الوسط ..و نجح
لعب الهلال اللمسة الواحدة و نجح .
نجح في الضغط على حامل الكرة ..
سدد للمرمى ..و نجح ..كرة هرماش ..كرة سلمان في الدقيقة الأولى ..كرة عبد العزيز في الدقيقة 37 و غيرها ونجح .
الخط الخلفي إلتزم دفاعيا و تدفق هجوميا بواسطة الزوري و البيشي و نجح لأنهما كانا مسنودين بالقرني وهرماش وسلمان ..
فاز بالثلاثة ..بأهداف رائعة ..و ردت العارضة كرتين و كرات أخرى انتحر الحارس وليد لصدها ..و نجح .
و عندما غير برودوم عطيف و الشمراني و الرويلي و معاذ لم يكونوا سيئين ولكن تكتيكه كان هو السئ ..حتى عندما شاهد الهلال يتعامل مع التمريرات الطويلة لتفادي مصيدة وزحام وسط الميدان لم يغير شيئا ..
..لقد عاد الهلال و كنا نعرف أنه سيعود..و لم يعد هناك وقت لإبتسام الأسد ..فقد أصبح يلتهم ..و يقول المثل الفرنسي الشهير ..الشهية تنفتح و نحن نأكل.. ولقد نصب الأزرق أول الولائم .
المقال من صحيفة قول اونلاين
2Likes
الوضع الشجري
