 
			
				04/06/2012, 08:53 AM
			
			
			     |  
        |     عضو تحرير مجلة الزعيم   |   |    تاريخ التسجيل: 13/02/2011  المكان: المدينة المنورة ، أرض الطمأنينة .  
						مشاركات: 1,099
					        |        |  
  |     
				
				موجة قاتلة ! و وٍحدة قاسية !              بِسْمْ الله الرَّحْمَنْ الرَّحِيْمْ     يجري على رمال الشاطئ , بين فرحة المكان , وقسوة الزمان , يلعب ويمرح , بكل براءة , لايلتفت لهم أو غم .     طفل .. أجرمت الدنيا بتيتيمه , يقاسي الآلام , ضامر تجاهها , لايملك أي بِدّة .    أكهى العقل .. أمدش الحنكة .. فطيم في الدنيا .    في لحظة .. بينما هو لاهٍ , التج البحر .. وسهكت الرياح , ارتطام العُباب بالصخور يُحدث في المسامع صُداحاً .. يُرعب   أصحاب الأفئدة الصلبة , فما حال ذلك النجل , الذي لم يفطن حقيقة العواصف , كان واقفاً فقط , احساس من الدهشة ..   ممزوج مع الخوف , وبينما هو واقف .. أتت موجة عارمة , جزع الطفل خوفاً , دوي الموج يرعد بعقله الصغير , كان   وحيداً .   حاول المناص , لكن هيهات للموج إذا هجم أن يرحم شيئاً , لم يرأف الموج بحال الصبي , خوف ودهشة , هكذا  كان يُحس الطفل , ظل خاضعاً لجبروت الماء .. حتى أُخذ للأعماق .  في قعر البحر .. غيهب موحش .. وجسد فاتر , أفاق الطفل في مكان مختلف , وقف على عقبيه , صعب عليها   حمله , حاول النهوض , وقف يحس بِـ حيرة .  يدور سؤال بباله .. أين أنا ؟!  لم يجد إجابة , لم يستوعب سوى صدى تفكيره , انهار الطفل من التعب .. ليرقد على فراش الوحدة , لايعلم مصيره   في الغد , ماذا سيرى ويواجه !  استيقظ صباح اليوم التالي , بدأ يمشي ويمشي , لا يعلم إلى أين المسير .. وإلى اين سيصل .  استقرت قدماه على مكان يحوي الكثير من الناس .. الجيد والسيء .. قرر أن يعيش هنا !  كبر الطفل في تلك البيئة , رأى سرقات ! ونصب واحتيال ! , رأى من يعمل , من يعمل بشرف , ومن لايعمل بشرف !   كان عليه ليكد في العمل , بحثاً عن لقمة يأكلها .. ومسكن يأوي إليه , أتعبته مشقات الحياة , التي لاتلبث أن يرتاح من   أحدها , حتى يواجه الأخرى .  ذات يوم .. الطفل الذي أصبح شاباً , قرر أن يأوي إلى فراشه , بعد يومٍ شاق مُتعب , كان مرهقاً للغاية , لا يملك   سوى غرفة تحتضن آلامه كلي ليلة .. بدأ يستحضر ماضيه , كيف كان .. وكيف وصل إلى هنا وبهذا الحال !  تذكر طفولته البريئة .. وماضيه الجميل رغم أنه كان يتيماً , بعد أن فقد والديه , تُرك وحيداً يقاسي الآلام , تذكر ذلك   اليوم العاصف , الذي قضى على طفولته , قتل براءته . تذكر الموجة .. والخوف , ارتعش جسده لذكرى ذلك   اليوم الحزين ..  تلك الموجة .. هو القدر الذي كان قاسياً هذه المرة , كالموجة .. ربما تُدهش الأنظار من جمالها , أو تُصبح وحشاً   لا يرأف بمن هم أضعف منه !  تلك الموجة .. التي تغتال الطفولة , وتقتل البراءة , تشيّب الرجال , نحتاج فيها إلى القوة للتمسك .. إلى أحدٍ بجانبنا   لنحس بالأمان في حضنه !  عمق البحر .. هو الدنيا , بألمها وحزنها وقسوتها .. يجب أن نعمل ونعمل لكي نجعلها تبتسم لنا , يجب أن نقهر   الظروف , ونصبر على كل مآسيها وأحزانها ..   هو المكان الذي إن لم نجد التنفس فيه , لن نبقى .. سنموت !    بقلمي / فهد    
  |  
          
					
						اخر تعديل كان بواسطة » محلل صاحب فكر في يوم » 04/06/2012 عند الساعة » 09:26 AM       |