[المجهر]

عندما استلم سامي ادارة النادي قبل اربع سنوات تقريباً .. شدد على ان نجاح اي فريق في العالم .. يكمن في الانضباطيه الشديده ..سواء داخل او خارج الملعب .. وكل يؤدي للآخر لو فكرنا بالمقاصد من كلمة ( انضباط ).. فهي تربوية قبل ان تكون تكتيكية ..بمعنى ان الاولى تؤدي للثانية ..

لهذا الشيء... نجح سامي الجابر في ان يستفيد الفريق او (يقتبس ) ميزة مفيده من كل مدرب اشرف على الفريق ..

فكل مدرب لابد وتجد له فكره صائبه ..او لاقل ( حسنه ) في تغير الفريق في ( بعض ) تكتيكاته الى الافضل ..
فكثير منا يعتقد ان كثرة التمريرات في الفريق الهلالي حدثت ايام جيرتس ... وهذا غير صحيح .. هي في الحق موجوده قبل جيرتس .. لكنها كانت ضعيفه .. وتأتي وتغيب .. لكن جيرتس حسنها واظهرها وابرزها وثبتها .. فجيرتس له الفضل في ابرازها وتقويتها ..سواء بشكل مباشر او غير مباشر
الهلال وان غابت عنه طريقة جيرتس المعروفة ..لكنك اذا دققت ..فأنك تجد شيء من طريقتة.. تظهر بين حين وآخر.. من غير وعي من اللاعبين ..

يحتفظ اللاعبون من غير وعي منهم ( بـ شيء ) من طرق المدربين السابقين .. لكن هذا الاحتفاظ التلقائي منهم ..سينسونه ويتركوه مع الزمن .. الا اذا تنبهت له الاداره وثبتته ..


جاء توماس دول الالماني .. ورغم اني متيقن بانه لم تكن مهمته في مجملها ناجحه .. الا ان المدرب وضع بصمه من بصماته الجيده للفريق اذا استثنينا تكتيكاته الخاطئه الكثيره ...
وهذه البصمة هي الضغط الكبير جدا من لاعبي الوسط المتقدم , العابد , الفريدي , الفرج , الشلهوب على وسط الخصم واستخلاص الكورات منهم .. كان هذا الرباعي يبذل جهدا كبيرا في الرجوع للخلف بسرعة ومساندة المحاور والدفاع .. وبرتم غايه في السرعة والقوة ... كانت هذه من اساسيات تكتيك توماس دول ...لكن مع ذلك لم تكن طريقة دول تساعد على نجاح ذلك التكتيك كما يجب ان يكون ... ربما كان عليه تضييق مساحات الوسط ليسهل استخلاص الكره من وسط الخصم ..وهذا مافعله سامي الجابر .. فاصبح الفريق الخصم امام الهلال ((( لايستطيع ان تضل الكره معه اكثر من ثواني او دقائق قليلة جدا ))) بمعنى لايلعب .... لايلعب ابدا ..

كانت طريقة جيرتس هي ايضاً ( الخصم لايلعب ابدا ) لكن بسلاح التمريرات فقط ,,, بسلاح الهجوم فقط .,, . لكن مع سامي .. اصبحت الطريقة بالتمريرات ..والضغط الدفاعي على الخصم .... اي : الضغط الشديد والسريع من كل لاعبي الوسط تقريبا على وسط الخصم ...

فصارت طريقة ( الخصم لايلعب ) ليس هجومية فقط ( جيرتس ) ... بل دفاعية ايضا ( توماس دول ) ... وهذه طريقة سامي ..وكلها من اثر المدربين الناجح منهم والمخفق ..والفضل يعود الى الله عزوجل والاهتمام بالانظباط ....


بقي شيء مهم هو ان تلك البصمات التي يتركها المدربين في فرقهم وتستفيد منهم فرقهم ربما عن وعي او دون وعي .. لنفترض اننا لم ننتبه لطريقة توماس دول التي استفاد منها الهلال ..التي اشرت اليها .. لنفترض لو لم ينتبه لها الجهاز الاداري الفني الدائم ( ان كان هناك جهاز فني دائم مع الهلال ) ؟؟!! ماذا كان سيكون مصيرها ..؟؟؟

لاشك انها شيئا فشيئا ستزول من وعي اللاعبين بعد فتره زمنيه ..وسينساها اللاعبين ..هذا محتمل جدا ...

لذلك اشرت بمقاله سابقه اثناء ايام توماس دول اطالب فيها الاداره : بان تحفظ الميزات الهامه للفريق الهلالي ..ومنها ميزة جيرتس ..التروي في اعداد الهجمات وكثرة التمرير ..اشرت وحذرت ان ينسها الفريق شيئا فشيئا ..
لكن سامي اعادها افضل من جيرتس بكثييير !!
المقصد ان نكون واعين الى حفظ بصمات المدربين التي تأتي في صالح الفريق ..فتقنية الضغط الصحيح من المحاورالهلالية ضعفت بعد جيرتس ولم تنقذها الى الجماعية الكبيره في الدفاع من كل لاعبي الوسط ...وهي طريقة توماس دول .. اوصي سامي بان يحفظ هذه الاساليب الهلاليه من النسيان والاندثار فكنز جيرتس وكنز دول وكنز سامي لابد ان يحتفظ ولا ينساه الفريق شيئا فشيئا مع الزمن والايام ..خاصه تبلور الطريقتين معاً واكتمالهما معا على يدي سامي ....كما اوصي الاداره بان يكون لسامي ..مستشارين فنيين .. ( يختارون بعنايه فائقه ) سواء كمحليين او اجانب يراقبون الفريق ..حتى لو كانو من اندية صغيره لكن يجب ان يكون لهم سمعه طيبه ..
كل التوفيق للهلال