#
في مطلع الثمانينات حينما كان المنتخب السعودي يضم أفضل نجوم الخليج , ومع ذلك يخرج بنتائج مخيبة في كل بطولة يشارك فيها ! , جربنا استقطاب مختلف المدربين حتى وصلنا لأكبر الأسماء التدريبية في العالم في وقتها (زاجالو الذي حقق كأس العالم مرتين مع منتخب البرازيل)
ومع ذلك فشل زاجالوا على مدى ثلاث سنوات في تحقيق أي إنجاز , وأتت القشة التي قصمت ظهر البعير في كأس الخليج بعمان حينما خسرنا من العراق برباعية نظيفة
فكان القرار الجريء في شتاء عام 1984م وتمت إقالته وأسندت مهمة تدريب المنتخب لمدرب وطني للمرة الأولى بتاريخ المنتخب (خليل الزياني)
وحينها فقط نجحنا في اقتحام عالم البطولات من أوسع أبوابه فحقق المنتخب بطولة أكبر من بطولات الخليج بطولة آسيا كأول بطولة سعودية , وقبلها صعد إلى أولمبياد لوس أنجلوس
--------
واليوم يعاني الهلال من نفس حالة المنتخب في البطولات الخارجية منذ فترة طويلة لم يعتد عليها الزعماء الذين تربوا على زعامة القارة في التسعينات
فنحن نجرب في كل عام مدرب أو مدربين دون جدوى , وتم استقطاب العالمي وغير العالمي ,, ولا يختلف عاقلان على أن عناصر الهلال هي أفضل عناصر القارة فنياً
ومع ذلك نجد الطريق مسدود منذ فترة طويلة ,, وتشعر أن كل الجمهور يتجرع المرارة إلا المدرب الأجنبي الذي يرى الأمر باهتمام عادي لا يختلف عن اهتمامه في المباريات المحلية , فنجده يجرب في أصعب المواجهات بإشراك قلب دفاع ناشئ مرة في الظهير الأيمن ومرة في الظهير الأيسر ,, ونراه يلعب بلا تكتيك وباهتمام باهت
المصيبة أنه مع كل هذا البحث عن المدربي يوجد لدينا سامي الجابر !
سامي الجابر مؤهل لأن يكون مدرب أسطوري بإذن الله
فهو حينما كان لاعباً كانت أبرز مميزاته الذكاء التكتيكي ,, وكان يلعب في خانتين بالوسط وبالهجوم ,, لعب صانع لعب لفترة طويلة بل إنه بدأ حينما كان ناشئاً في هذا المركز الحساس , ولعب في مركز المهاجم الصريح والمساند ولاعب الطرف
وتدرب على أيدي عشرات المدربين العالميين في المنتخب والهلال على مدى ستة عشر عاماً ,, وحصل على دورة رفيعة المستوى في عالم التدريب
وله تجربة احترافية هامة في انجلترا ,, وهو في عمر النضج واكتمال الحكمة
وحينما أشرف على الهلال في مناسبتين (ختام الموسم الماضي وفي كأس ولي العهد هذا العام) لم يخسر نهائياً وحقق نتائج كبيرة وأبهر المتابعين)
يخطئ من يظن أن خطة سامي في كأس ولي العهد كانت مصادفة
فنفس خطة اللعب التي طبقها (4 - 2 -3 -1) هي ذاتها خطة بلاتشي مع الهلال عام 1418- 1419 , حيث كان يلعب بالكاتو وحيداً في المقدمة وسامي في الوسط مع الثنيان و التمياط أو الشلهوب وخلفهما فيصل ابو ثنين وخميس العويران وفي الدفاع أربعة مدافعين , وحينها كان الهلال يبدع
ونفس الخطة نقلها سامي معه للمنتخب حينما أشرف الجوهر على تدريب المنتخب في لبنان 2000 فكان سامي والشلهوب والتمياط بالوسط وأمامهم طلال المشعل أو حمزة ادريس ,, مع تغيير في التكتيك في بعض المباريات
سامي يحمل معه إرث تدريبي وخبرات عريضة ولا بد أنه يحمل خططاً أخرى لم يجد الفرصة ليبهرنا بها
وبخلاف الخطة رأينا تكتيكات هجومية مبهرة في كلا الفترتين التي درب فيها سامي
وما يميز سامي أيضاً أنه يعيش أجواء الهلال أكثر من أي إنسان آخر معه خلال العشرين سنة الماضية ما بين لاعب وإداري ومشرف
وما يميز سامي أيضاً أنه قوي الشخصية جريء , ويشعر بأهمية تلك البطولة القارية وبأسرار الفرق المنافسة أكثر من أي مدرب أجنبي يقيس الأمور بحساباته التي استوردها معه من بلاده ,,
وما يميزه أنه عاشق للهلال وليس مجرد موظف يعمل من أجل المادة
وهو نفس ما كان يميز خليل الزياني عن طابور المدربين العالميين , لكن سامي مؤهل ليكون مدرب عظيم أكثر من خليل الزياني
إذا كنا نجرب المدرب تلو الآخر فنجدهم يتعلمون بالهلال ثم يبحثون عن تجارب أخرى , فلماذا ما دامت التجربة ستكون على حسابنا أن نعطي الفرصة لسامي الذي قد ينجح منذ البداية أو على الأقل قد يطور نفسه لنجني ثمرة تجربته في السنوات القادمة ,, ولو نجح فيمكن أن يكون فيرجسون السعودية ويبقى في الهلال ما شاء الله أن يبقى
أرى وأجزم أنني لم أجدانب الحقيقة أنه آن الأوان في هذا الوقت الحساس بالذات أن تمتلك إدارة الهلال الجرأة وتتخلص من هاسيك صاحب التجارب في مرحلة الحصاد وأن تعطى الفرصة كاملة لسامي منذ الآن وحتى آخر مباراة لهذا الموسم وبعدها يتم النظر في استمراره لموسم أو اثنين ,, ومهما كان راتب سامي مرتفع بالنسبة له فسيكون أقل بكثير من مرتبات هؤلاء المدربين الأجانب ,, ولا بأس باستقطاب مساعدين أجانب لسامي خصوصاً وأن عائق اللغة لن يكون موجوداً بين عناصر الجهاز الفني لكون سامي ملم بالانجليزية وبلغات أخرى هامة
سامي ,,,
تحلى بالجرأة واتخذ قرارك بالموافقة إذا ما سنحت لك الفرصة ,, فإنني أرى وأتوقع أن مجداً وإنجازات تنتظرك لا تقل عن إنجازاتك لاعباً أسطورياً بل قد تزيد وقد نرى أسطورة تدريبية لم ترى القارة له مثيلاً
تحياتي لكم