[اردني هلالي صميم]

كان في يوم من الايام مجموعة من الرجال يسكونون في قرية صغيرة بعيدة جدا ويعملون في تحطيب الاشجار من الغابات وكانوا الحطابين يتباهون بفؤوسهم التي تقص الصخر ويتحدون بعضهم البعض في سرعة قص الاشجار وكلما نزل فأس حديث على السوق سارعوا في شرائه وكان رجل منهم يدعى ابو محمود رجل تقدم به السن لا يزال يحتفظ بفأسه القديم ولا يريد استبداله اطلاقا وكان يشحذه باستمرار بعد عودته من الغابة اما الباقون فقد اشتروا فؤوس جديده بعد عودتهم ولا داعي لشحذها .

وفي اليوم الثاني استيقظ الجميع باكرا نشيطين كالعادة يحضرون اغراضهم وحوائجهم للخروج الى الغابة فرحين بالفؤوس
الجديدة وعند وصولهم اخرج كل واحد منهم فأسه وبدء بقطع الاشجار فمنهم من قطع الشجرة في نصف ساعه ومنهم من زاد بقليل ومنهم من وصل الى ساعه ونصف الساعه بينما ابو محمود لم يبدأ بعد وعند انتهائهم جميعا من قطع اول شجرة لهم في هذا اليوم نهض ابو محمود الى الشجرة التي عينت له لقطعها فاخذ بضربها عدة ضربات من جانب وعدة ضربات اخرى من الجانب الاخر وسرعان ما هوت الشجرة في اقل من 10 دقائق . لم تكن الفأس هي السبب في سرعة قطع الشجرة وانما هي ان ابو محمود يدرك ان الفأس هي ذات الفاس وان الشجرة هي ذات الشجرة وكذلك ابو محمود لم يغره
ان فأسه جديده فهي على العكس كانت قديمه وصدئه ولم يغره انه اينما ضرب ستكون ضربه قاضية ولكن السبب الحقيقي
كان في ان ابو محمود قبض على فأسه بشدة واخذ وضعية سليمه وضرب في المكان المناسب واخذ يسرع بالضربات
لكي لا يأخذه التعب وبعدها لا يقوى على قطع الشجرة .
نظر الجميع الى الرجل الكبير ابو محمود وقد اصابهم الذهول وقالوا له ارتاح يا عم والله انك علمتنا درس لن ننساه ابدا
فقال لهم ماذا تعلمتم مني
قالوا تعلمنا يا عم
1 – ان المعدن اذا مر عليه الوقت يزداد صلابه كالصخر
2 – ان الجديد لا يمكن ان يعطي كالقديم الا اذا اصبح قديم هو الاخر
3 – ان الغرور في العمل يخر القوى ويقلب النتائج
4 – ان سرعة الاداء لا تحتاج الى العناء وانما الى العقل



وسلامة فهمكم والباقي عندكم