[مسّتريح البال]

فارس اليود يظهر من جديد


كان الاسكتلنديون القدامى يتميزون بشيء ما كغيرهم من الشعوب , فكان كل من تورمت غدته الدرقية يتم تنصيبه كفارس وبطل ويقلد أعلى الأوسمة , ويعطى من الخيل أفضلها ومن الأسلحة أثمنها , وكان يدور في خلدهم أن الغدة لا تتورم إلا لشخص بطل وفارس مغوار يتميز عن البقية بصفات خارقة لا يملكون مثلها .

مع مرور السنين وتطور العلم عرف أن الغدة الدرقية لم تكن تتورم إلا بسبب واحد فقط وهو نقص مادة اليود في الجسم , ولذلك أجبر لاحقا ً جميع مصنعي الملح بإضافة مادة اليود إلى الملح حتى يعوض النقص الذي يعتري الجسم جراء ذلك , فتبين بعد ذلك أن ليس كل من تورمت غدته الدرقية بطل وربما كان كثيرا ً ممن نصبوا فرسانا ً من فئة ( الرخوم ) .

ومع كل إخفاق أو انتصار للزعيم يظهر لنا أناس متضخمون يظن من لا يعرفهم بأنهم هم الأبطال الخارقون للعادة وهم وحدهم من يملكون أدوات التحليل والتفنيد دون غيرهم , مع أنهم لا يملكون أبجديات النقد بقدر ما يجيدون النياح والصياح وأحيان النباح أعزكم الله .

المشكلة أن تلك الظواهر الصوتية الجوفاء بدأت تأثر بشكل كبير على بعض جماهير الكيان الهلالي الكبير بإنجازته وبطولاته وسمو أخلاق المنتسبين إليه , حتى بدأنا نلحظ بشكل كبير أن تلك الظواهر الصوتية وكأنها زرعت داخل صفوف الجمهور الهلالي ولم نعد نفرق بين ما يحدث في القنوات الفضائية وبين بعض ما يطرحه أولئك الجماهير .

لا أحد ينكر بأن هناك أخطاء ارتكبتها الإدارة أضرت بمسيرة الفريق في الدوري هذا العام مقارنة بالأعوام المنصرمة , ولكن كل هذا يحدث في أي مكان طالما كان هناك عمل , ومن لا يخطأ تأكد انه لا يعمل .
بالرغم من ظهور شبيه الريح في أكثر من مناسبة ليؤكد أن هناك أخطاء وقعت والجميع سائر لتصحيحها بقدر المستطاع , مع أن ما قدمه بداية الموسم كان ينبأ بقدوم فريق هلالي مختلف لا يقهر , ولكن لا تصدق دائما ً التكهنات خصوصا ً حينما يقابل ذلك العمل حربا ً ضروس من جميع العاملين في البيئة المحيطة بك , أضف لها بعض الظروف التي قد تواجهك من الداخل .

لذلك عزيزي القارئ الهلالي , يجب أن تعي أن فرسان اليود سيزيد ظهورهم في الفترة المقبلة , وسيجدون كل الطرق ممهدة أمامهم لتوجيه سهامهم القذرة والمسمومة تجاه كل ما هو أزرق , في حرب هدفها الأول إسقاط الزعيم وإبعاده عن مكانه الحقيقي , ولن يدخروا جهدا ً في محاولة شق الصفوف الزرقاء أو محاولة ضربها بعضها بعضا ً , لذلك يجب علينا عدم الانجراف خلف كل ما يقال وما يكتب وإن لم نكن عونا ً للإدارة في هذه المرحلة الحرجة التي تتطلب وقوف الجميع , فصمتنا وسكوتنا أفضل حتى لا نؤثر على عملية التصحيح , التي أجزم أنها ستبدأ مرحلتها الجدية من صباح الغد لتدارك ما يمكن تداركه وكلي ثقة في شبيه الريح ورجاله وفريق عمله .


ودمتم في رعاية الله