[لآهنت]

بسم الله الرحمن الرحيم

سطآم الثقيل

رئيس الهلال.. أمير بإنسانيته..!!

اقترب فلذة كبده من دلوف باب السجن، فالأيام تمضي والمهلة تقترب من النهاية وكل الوعود تتبخر ولا يفى بها، والدنيا تضيق في عينيه، يقول لي وأنا منصت (بدأت أفقد الثقة في الناس، ولكني لم أفقد ثقتي في خالقي ونذرت جزءا كبيرا من الليل متضرعا لله عز وجل أن يسخر لي شخصا يحول بين ابني ودخول السجن من خلال دفع مبلغ يربو على ربع المليون ريال وهي ما حكم به الشرع على ابني في قضية تعويض إثر حادث مروري).
يضيف (كان الحكم في بداية شهر رجب الماضي ومنحني القاضي مهلة تنتهي في بداية العام الهجري الجديد، كي أوفر المبلغ أو أن يدخل ابني السجن، لم أكن أملك المبلغ ولا أملك أصولا يمكن لي أن أستعين بها وأبيعها وأدفع ما حكم به القاضي، ولو أمضيت بقية عمري في جمع مرتبي التقاعدي الضئيل فلا يمكن لي دفعه، وبعد أن لجأت للكثير والكل يعتذر وبقي على نهاية المهلة أيام معدودة نصحني أحد الأقارب بطرق باب رئيس ناد عاصمي لعلي أجد لديه العون).

ويستطرد (لست من هواة الرياضة ولا متابعيها الشغوفين، ولا يربطني في الكرة رابط أو ميول، ولكني عزمت على اللجوء له ولو من باب المحاولة، وبالفعل وعبر وسيط عرض مصابي عليه وسلمه خطابا باسم ابني يشكي فيه الحال مدعوما بالاثباتات ومذيلا برقم هاتفه وعنوانه).
يتابع (كانت صدمة لي وأنا أستمع لحديث له متلفز وهو يتحدث عن ضائقة مالية يمر بها ناديه، وقلت في نفسي: يا لتعاسة الحظ، كيف لمن يمر بضائقة مالية أن يساعدني ويفك ضيقتي، وفي ليلة الأربعاء الماضية وناديه يستعد لمباراة الديربي العاصمي رن هاتف ابني وبعد السلام ورده دار الحديث التالي بينهما:

- لقد تلقيت خطابا منك يتحدث عن أزمة تتعرض لها ورغبت في سماع قصتك بلسانك بعيدا عن الأوراق التي أمامي.. أريد معرفة التفاصيل كلها.
لم يكن ابني يعرف المتصل فكثر من عرضنا عليه أمرنا.. وقال له: من أنت..؟؟
- أنا عبد الرحمن بن مساعد
سرد له ابني كل القصة من بداية الحادث مرورا بحكم الشيخ حتى انتهى بنا المطاف إليه، كان منصتا طوال حديث ابني وعندما انتهى قال: انتظر مني اتصالا آخر، وأغلق الهاتف).
يضيف (يعلم الله أن السعادة غمرت البيت كله صغيره وكبيره.. وكان كلي يقينا أن هذا الشهم والذي لا ينشد من ورائي مصلحة أو حاجة لم يتصل في ساعة متأخرة والناس نيام إلا من أجل ابتغاء مرضاة الله).
يسترسل (وفي يوم السبت وهو آخر أيام المهلة وبعد صلاة العشاء رن هاتف ابني وقال المتصل: أنا من مكتب الأمير عبد الرحمن بن مساعد.. يوجد لدينا شيك باسمك فهل تفضلت باستلامه..وبالفعل تم استلام الشيك وتم تسليم المبلغ لصاحب الحق الخاص وتصديق التنازل وطويت صفحة من أصعب صفحات العمر).
انتهت قصة صاحبنا وهو للأمانة مواطن بسيط أطلعني على معاناته وأنا من طلب منه أن أنشر قصته بعد أن تأكدت منها. موقف شهم من رئيس نادي الهلال وجانب مضيء آخر للأمير عبد الرحمن بن مساعد يضاف للجوانب المضيئة في حياته، ولأننا نكثر من النقد فمن واجبنا أن نثني أيضا.
قد نختلف على جودة عمل ابن مساعد، وقد نختلف معه كثيرا فيما يقدمه من عمل وقد ننتقده مرة ومرات، ولكن وللأمانة لن نختلف على أن (شبيه الريح) إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو أمر تثبته تلك الحادثة وربما هناك حوادث أخرى لم يكتب لها الظهور أمام الملأ.
باسم كل بسيط على وجه البسيطة.. شكرا إبن مساعد وجعلها الله عز وجل في موازين حسناتك.. وأفرح الله قلبك دوما ومن تحب كما أفرحت تلك القلوب البسيطة في مساء السبت الماضي.

أنتهى

لآتقسوا على هذا الرجل كثيراً
فـ يكفي أننا متفقون جميعاً أنه أتى لخدمة الهلال وجماهيرهـ
والتوفيق بيد الله سبحآنه وتعآلى

مع أطيب التحايا