{ الليل و النهار في دورانهما، و جريانهما لا يتوقفان،
 بالأمس ولدت.. مرت سنة.. سنتان.. عشر.. عشرين،و هكذا مرت الأيام، 
حتى وجدنا أنفسنا على أعتاب عام جديد، 
 دلفنا إليه مجبرين.. و لم نمنح فرصة من الوقت يتوقف خلالها الزمن لنقف 
على أطلال العام الماضي: نناجيه، و نناغيه،
 نشكيه و نبكيه.. أو نضحك و نُسرُّ بجمال ما فيه..
 
 
 مر عام 1432، و أصبح ذكرىً، بعضها يطوى، و آخر يروى، و يظل في 
الذهن راسخاً لا يزول.. و نكرره على مسامع الآخرين.. 
 فهو نقش على جدار الذاكرة، و حدث بارز لامع في صفحات حياتنا.
 
 
 و نفتتح عاماً جديداً، نحن نكتب أحداثه، و نخط رواياته.. نحن نرسم شكله، 
بـ بسماتٍ وضاءة.. أو دمعاتٍ تنهمر.. نحن من يجب أن يكون
 أبطال فيلمه، و العنوان العريض في أولى صفحاته.. ذلك أننا نحن،
 - و نحن فقط - المسؤولون، عن ما تعمله أيدينا، و تقوله ألسنتنا..
 
 نحن المسؤولون عن عقولنا، و كيف ننميها، و أفكارنا و كيف نبنيها..
نحن المسؤولون عن أنفسنا..و عن ما تقترفه جوارحنا.
 { و لا تزر وازرة وزر أخرى } .. { بل الإنسان على نفسه بصيرة }..
{ كل نفس بما كسبت رهينة } ..
 
 
 فيا ترى، ما هو السيناريو الذي نحب أن نضعه لتلك الحياة؟ و كيف هو 
المستقبل الذي نتطلع إليه؟.. ثم: و كيف المصير الذي نريد 
 أن نصل إليه في نهاية تلك الحياة؟ - سيما و نحن نرى العام قد انطوى، 
مؤذناً بأن صفحات أعمارنا و أعمالنا ستطوى في 
 أي وقت دون إذننا.. كما طوي ذلك العام و ذهب بخيره و شره دون اختيارنا.
 
 
 .. أحلامنا نحن من يصنعها و يشكلها في خيالنا، و نحن من يحولها إلى واقع 
ملموس نحسه، لنحس بعده بطعم الإنجاز، و نتيجة مرضية في الحياة.. و بعد الممات. 
( ما دمت تستطيع أن تحلم به.. تستطيع أن تقوم به ).. كما قيل.
 و أحلامنا و هِممنا لا تقف عند حد، بل علينا أن نترقى في معارج المعالي، و ما دمنا 
ذوي همم عالية، فعلى أنفسنا أن تكون سامية، و قابلة للتعب: 
"  إذا كانت النفوس كباراً ** تعبت في مرادها الأجساد "..
 
 
 كل ما علينا لتحقيق أحلامنا: أن نستيقظ من النوم، ثم نستعد عبر تحديد الوجهة، 
ثم الطريق المناسب لها، ثم نمضي في ذلك الطريق.
 و حين تواجهنا عقبات و صعوبات الطريق، فلنكن أذكى و أكثر فطنة، لا تثنينا  تلك 
الصعوبات، بل مناعتنا و استعدادنا يجعل أدوات تحطيمها أو أساليب مراوغتها و الحيد 
عنها جاهزة لدينا.
 
 و حين نخطئ في طريقنا، فلا ضير.. لنستفد من أخطائنا، و لنتصفح مذكرات سير 
 الآخرين مما يُكتب و يروى، لنستفيد من أخطائهم أيضاً، لئلا نقع فيها.
 
 
 قبل أن نستقيظ من النوم، بل قبل أن ننام، لنلقِ نظرة على تلك الصحيفة المطوية
أسفل الوسادة: صحيفة العام الماضي.. 
 و لنقف معها لحظة صدق مع النفس، ليس لتقليب الذكريات، و لكن للبحث عن الهفوات،
من أجل تلافيها في طريق العام الجديد.
 
 
 عُمرت أيامكم سعادة و هناءً.. و ليكن حلمكم جميعاً: صنع الهناء..
بطريقتكم التي تناسبكم، و أشركوا فيه الآخرين: ممن تعرفون و من لا تعرفون.
 .. أمنياتي لكم بالتوفيق، و الهدى و الرشاد../ عبد الله...
 تم نشره في منتديات متعددة بأسماء: بيبرس.. طريفاوي الهوى..و في مدونتي
( نسيم الخاطر ).