[حمد المقاطي]

,



خرجت من الدوام .. وأنطلقت إلى المنزل .. فدخلته متعباً .. أريد أن أستريح قليلاً
وضعت رأسي على مخدتي .. وإذا بصوت بكاء بجانبي .. لكن لا أعرف من أين يأتي ؟!
وقفت .. وبدأت أبحث عن مصدر الصوت .. وإذا به يأتي من تحت بطانيةٍ .. رفعت الغطاء
وإذا به أخي الصغير ( فيصل ) . !!
يبكي بحرقه .. وهو لابس طقم الهلال .. والرقم 15 على ظهره .. وشارة القيادة بيده .. ذكرني بذلك النمر
سألته ؟! ما بك تبكي ؟! قال لي : أبتعد عني وأتركني وحدي . !
قلت لماذا ؟! كيف تريدني أبتعد وأنت منهمرٌ بالبكاء . !
كيف تريدني أن أنام .. وصوتك وصل للجيران .. قال : كله من الأستاد كله من الأستاد ؟!
قلت له : وش فيه الأستاد ؟! .. عندها نهض .. وبدأ يفضفض لي بكل ما بداخله . !
أصغيت له أذني .. وهو يسرد قصته .. فقال :
ذهبت اليوم للمدرسة .. بملابس الهلال ومن فوقها ثوبي .. لكي لا يغضب علي أستاد عثمان معلم مواد الدين
فأجتمعت مع طلاب فصلي 5/جـ .. لكي نجهز الخطة .. ونلعب مباراة النهائي .. مع طلاب فصل 6/ب
عدينا التشكيلة والخطة .. وفجأة حان الموعد .. دق جرس الفسحة .. وبدأت بفسخ ثوبي .. ليظهر ذلك اللون الأزرق مشعاً
أنطلقنا بكل سرعة للساحة .. ننتظر الخصم .. ولكن تأخروا .. وفجأءة . ؟!
وإذا بهم نزلوا للساحة .. ومعهم طالبٌ مشخص بنت البكار .. وفاك الأزارير .. والخنافس تسحب وراء ظهره .. والزبيريات تشكي الحال . !
اسمه ( محماس ) .. ويلقبونه ( أبو فلقه ) .. لأنه كان مشهور بتفليق الطلاب . !
محماس صديق ( مساعد ) كابتن طلاب 6/ب .. فأستغربت ؟!
ما الذي أتى بمحماس حكماً ؟! ذهبت مسرعاً لأستاد ( مجدي ) .. معلم التربية البدنية .. فقلت له ما هذا إتفاقنا يا أ/ مجدي ؟!
كنا متفقين على أن يكون الحكم .. هو الطالب المصري ( محمود ) وكان يلقب ( بالدافور ) لذكاءه الخارق .. !
..
قال أ/ مجدي .. محمود شخص مصري .. وأنا أدعم الحكم المحلي .. ووضعت محماس حكماً بدلاً عنه ؟!
فوقفت منبهراً .. وبنفس الوقت غاضباً .. رجعت لزملائي وقلت لهم سوف نفوز رغم كل الظروف . !
أطلق أبو فلقه صافرة المباراة .. بدأنا باللعب .. وهجمة لهم .. وعشرٌ لنا .. وقبيل إنتهاء الشوط الأول .. وعلى طريقة أبو يعقوب
أرسلت الكورة لزميلي بندر .. فسجل الهدف الأول .. ففرحنا .. عندها انتهى الشوط الأول .. وأخذنا فترة راحة مدتها 5 دقائق
وإذا بمساعد كابتن 6/ب .. واقفاً مع محماس .. ويقول له ( هذه آخرة الصداقة ؟! )
أثرت الكلمة هذه بمحماس .. فأطلق صافرة الشوط الثاني .. وإذا بلاعب يحمل رقم 4 .. ينبرش هنا وهناك .. ذكرني بلاعب النصر السابق . !
فبدأ يعبث بالملعب .. ويجزر بنا .. وأبو فلقه لا من شاف ولا درى . !
فغضبنا غضباً شديداً منهُ .. فقلت له حَكِمْ مثل محمود وألا أنقلع برى . !
فضحك وقال : ألعب لا تجيك فلقه تحطك بالعناية شهر كامل .. فسكت عنه .. وفجاءة ؟!
وإذا بهِ يطلق صافرةً غريبة ؟! الكل وقف ؟! الجمهور مثل المنبهر ؟!
وش فيه وش فيه يا محماس ؟! .. قال ( بلنتي ) ( بلنتي ) !!
فحسب لهم بلنتي بالوايرلس .. وسجل مساعد الهدف الأول . !!
بدأنا نحس بالقهر وبالغضب .. وباقي من الوقت 5 دقائق على نهاية المباراة
وكان زميلي بندر متقدماً للأمام .. فوصلتني الكرة .. فأرسلتها بسرعةٍ له .. وسجل هدفاً على طريقة الذيب ساميو
ولكن الهدف لم يتحسب .. بقرار من محماس .. يقول الهدف تسلل ؟!
ألتفينا كلنا حوله .. وكدنا أن نضربه أرضاً .. فقلت له وين نلعب حنا ؟! بإستاد الملك فهد ؟!
ترى حنا بمدرسة .. وين حكام الساحة ؟! عشان تلغي الهدف ؟!
وإذا بـ أ/ مجدي يناظرنا من علو المنصة .. ويضحك !!
أكملنا المباراة والنتيجة ما زالت 1-1 .. وبآخر دقيقة .. يرسل مساعد كرةً عالية لزميله المهاجم
وكان بوحده متقدماً .. فسجل هدفاً .. وأطلق محماس صافرة النهاية .. فأجتمعنا كلنا عليه .. وبدأنا بضربه بكل قوةٍ
كيف تحسب لهم هدف بنفس طريقة هدفنا .. وتقول بأن هدفنا متسلل وهدفهم صحيح ؟!
جاء الإسعاف .. ونقله للمستشفى .. وحرمنا أ/ مجدي من المشاركة بالدوري القادم . !
فأخذ مساعد الكأس .. ونحن كنا الأحق به .. !

..

فذهبنا ضحية ( حكم محلي ) .. من أجل ( فريق يقال أنه عالمي ) ؟!