[ابو ريّان]

بسم الله الرحمن الرحيم


خلال السنوات العشر الماضية تعاقب على الهلال عدد من المدربين ابتدآءً -إن لم تخني الذاكرة- بأديموس و العجلاني ومن ثم باكيتا و كوزمين والأخيرين حظيا بشعبية ليست بالسهلة خاصة أنهم أتيا بعد "نكسات" وهذين المدربين غلب على طابع "تكتيهما" اللعب على الإمكانات و التكتّل الدفاعي الغثيث و اللعب بالمحاور ولم تكن المتعة حاضرة إلاّ ماندر و الفوز يأتي بشق الأنفس وهذه رؤية شخصية قد يختلف معي فيها الكثير.

استمر هذا النهج قليلاً مع إحداث بعض التغييرات البسيطة ولكن الخط العريض مازال هو .. هو !

بعد النكسة الآسيوية أمام "أم صلال" خرج الرئيس و وعد بإحداث تغييرات وتم ذلك بالإستغنآء عن من هم دون المستوى و جلب من يصنع الفارق من محترفين هذا من جهة، ومن جهة أخرى راهن الرئيس على بعض العناصر وأنهم أي هؤلآء اللاعبين و خصوصاً في منطقة الهجوم ستكون لهم الكلمة عند الحسم ..

حضر جيرتس فوجد أمامه فريق متكامل لا من ناحية الأسماء و العناصر المحلية ولا من ناحية الأجانب ولا من ناحية المعسكر و تواجد جميع اللاعبين ..

فتجدّدت هوية الهلال الهجومية نوعاً ما وإن كانت للهويّة المتوازنة أقرب؛ فترميم الدفاع كان على أعلى مستوى؛ كذلك في صناعة اللعب و الأطراف، والأجانب يعدّهم النقاد من أفضل أو حتى أفضل من مرّوا على الهلال، ولكن الشِق الهجومي كان يعاني فلم تكتمل الهوية الهجومية بمعناها الصحيح أو التي نعرفها عن الهلال سابقاً وأقصد به جيل هلال الثمانينات و التسعينات ..

فـ جيرتس توفرت لديه جميع عوامل النجاح من بيئة احترافية ومن توافر عناصر محلية وأجنبية و وقت كافي للتعرّف على اللاعبين كل هذه العوامل لم تتوفر لمدرب غيره منذ زمن طويل وقد يكون معذوراً في عدم توافر المهاجم الحاسم ..

حضر كالديرون ولم يتغير شيء من ناحية الهويّة أمّا النتائج و الأرقام فكانت إعجازية و تاريخية ..

بعد الخروج الآسيوي الأخير أمام الإتحاد خرج الرئيس وقال أنه غير راضٍ عن المستوى خاصة في منطقة الهجوم وأنه سيقوم بإحداث تغييرات تتوافق مع هوية هلالية هجومية ..

تم ذلك -ولله الحمد- بالتعاقد مع يوسف العربي و يوو بيونج سوو وأخيراً آكيلي إيمانا ..

هذه الهوية الهلالية الهجومية تتطلب وقت و صبر و تفهّم .. هويّة نستشرف فيها المستقبل .. هويّة لانبكي فيها على اللبن المسكوب أو ننتظر فيها الكبوة و الزلّة حتى نخرج فيها و نقول " قلنا لكم" .. بل جماهير وإعلام و نقّاد يشعرون فيها بهذه المرحلة بأنهم جزء من الكيان .. يستشعرون فيها المسؤولية .. لايمارسون فيها الأستاذية وهم في أولى مراحلها الدراسية أو يعلقّون مشانق النقد وهم يفتقدون لأبجدياته .. فأسهل شيء هو أن تبحث عن شمّاعة نُلقي بها على "أحدهم" و "أحدهم" في وسطنا الرياضي أقرب شمّاعة هي المدرب ..

فمرحباً .. مرحباً توماس دول .. و مرحباً بهويّة هلالية هجومية .. و مرحباً بهلال التسعينات .. أمّا إيريك جيرتس فسأقول له شكراً ولكن عذراً .. عذراً لن أستشهد بما كنت تصنع عندما تعطس !

...


توماس دولّيات

* العلاقة بين هذا الجيل من اللاعبين و الجماهير أرى - والله أعلم- أنها تحتاج إلى مزيد من الثقة و المحبة بدلاً من الكثير من التشغيب و النقد أو المقارنات بين الأجيال السابقة فهذا لايخدم أحد و مصلحتنا واحدة و مشتركة

* " اللي يبي يجلس حيّاه الله .. واللي يبي يروح بحفظ الله" سياسة هلالية إدراية و جماهيرية متّبعة منذ القِدم؛ أتمنى أن لا نحيد عن هذا المسار !

* سيكون معسكر للمنتخب لمدة ثلاثة عشر يوم سيغيب فيه سبعة لاعبين من الهلال، لا أظن ريكارد سيقوم بذلك لو كان في دولة أخرى و تحت إتحادة كرة قدم آخر ولا أظن هذا المعسكر سيحدث من أساسه !

* بعد التعاقدات الأجنبية الكبيرة وعد الأمير عبدالرحمن بن مساعد بأن التركيز و ضخ الأموال سيكوت متجّه نحو التعاقدات المحلية - أتمنى ذلك خلال فترة الإنتقالات الشتوية أو التي تليها فالفريق بحاجة إلى عنصر أو عنصرين لاتخفى على أحد

* الدعم الشرفي مطلوب بعد هذه التعاقدات الكبيرة و تطوير المنشأآت خاصة في تجديد العقود و التعاقدات المحلية

* لاتقربوا المهاجمين إن احتجتم لمدافع أجنبي .. فالعمود الفقري للفريق بشكله الحالي رائع !

* يوسف العربي و يوو بيونج سوو ضاربي رأس من الطراز الأول تشعر بالأسى عندما تكون 50% من قوة اللاعب و إمكاناته غير مفعلّة في ظل ضعف الأطراف أو إنعدامها و قلة العرضيات.