اصدقائي الزعماء .. السلام عليكم ورحمة الله ،،
في البدايه اجدد لكم التهنئه والمباركه ببطولتي الموسم الماضي وابارك لكم ايضا قرب حلول شهر رمضان المبارك اعادة الله على الجميع بالخير والبركات .
الفرص والاولويات
الكل بالتأكيد يبحث عن تحقيق النجاحات في كل الاتجاهات وفي اي فرصه تسنح له من منطلق الثقه في النفس والرغبه في النجاح ولكن ما يحدد ذلك هو مفهوم "الفرص والاولويات" والذي يقصد به تحديد الفرص التي يمكن تحقيقها ووضع اولويات وتراتبيه لهذه الفرص ثم وضع استراتيجيات تحقق من خلالها هذه الفرص . وبالحديث عن الهلال نجد ان الفريق موسميا يشارك في أربع بطولات ( الدوري المحلي - كأس ولي العهد - كأس الابطال - كأس آسيا ) وبالتأكيد ان كل الاربع بطولات تعتبر فرص بالامكان تحقيقها ولكن عندما نرغب في تحديد الاولويه من بين هذه الفرص لا اعتقد ان الجماهير الهلاليه بل وحتى الاداره قد يختلفون في اهمية بطولتي الدوري وكأس آسيا دون غيرهما دون التقليل من باقي المنافسات بحكم ان الهلال والجماهير الهلايه اعتادوا سنويا على تحقيق أكثر من بطوله واحده بعد توفيق الله .
ماراثــون الهلال
عند امعان النظر في بطولتي الدوري وآسيا نجد ان الفريق يفتتح موسمه ببطوله الدوري وينهي موسمه بمباراة دور ثمن النهائي في دوري ابطال آسيا مما يعني ان الفريق يجب ان يبدأ الموسم وينهيه بنفس القوه والحضور لكي يتمكن من المنافسه في كلتا البطولتين كما يحدث في سباقات الماراثون فلا يمكن ان تعطي طاقتك القصوي في الكيلومترات الاولى لانك لن تستطيع الوصول لخط النهايه كما يفعل بقية المتسابقين بل ستحقق النجاح من خلال توزيع جهدك على مسافات الماراثون كما يفعل جميع نجوم سباق التحمل الشهير .
الاولويات والنموذج الاوربي
في اوروبا تطبق اكثر الانديه الاوربيه نجاحا هذا المفهوم "الفرص والاوليات" على رغم انها تمتلك اجهزه لياقيه وطبيه ولاعبين على اعلى درجات الاحترافيه والالتزام حيث نجد ان اندية مثل برشلونه ومدريد ومانشستر وميلان .. الخ تشارك في بطولات الدوري ودوري ابطال اوروبا بالتشكيل الاساسي وتمنح بقية اللاعبين الفرصه في مباريات الكأس بل ان هذه الانديه في حال كانت لديها مباراتين في نفس الاسبوع فالدوري والبطوله الاوروبيه تجدهم يطبقون نظام المداوره بهدف إراحه اهم مفاتيح اللعب في فرقهم وعلى النقيض تجد ان الانديه الصغيره التي لا تنافس اوروبيا وتشعر انها لا تستطيع المنافسه في بطولة الدوري تشارك بكامل قوتها في بطولات الكأس مما يؤكد ان مفهوم "الفرص والاولويات" هو من يحدد الاستراتيجيات التي يجب على كل فريق اتباعها خلال الموسم .
الاجهاد والسيناريو المتكرر
في كل نهاية موسم وفي سيناريو متكرر عندما يحمى الوطيس في البطوله الآسيويه نجد ان الاعلام واللاعبين وادارة النادي يكررون نفس العذر المتعلق بطول الموسم والاجهاد وكثرة الاصابات وكأننا قد فوجئنا بروزنامة الموسم والتي تعمم منذ بداية الموسم مما يؤكد اهمية وضع حد لهذه المشكله عبر توزيع الجهد على عناصر الفريق والمشاركه بالتشكيل الاساسي في بطولتي كأس آسيا والدوري ومنح الفرصه لبقية النجوم في المشاركه في بطولتي الكأس ولعدة اسباب أرى من اهمها ما يلي :
اولا : تخفيف الجهد البدني : تواجه الانديه صعوبه في التنقلات بين المدن فنجد رحلات الانديه تصل في اوقات متأخره بالاضافه لسوء ارضيات الملاعب وضعف الحكام في حماية اللاعبين مما يعرض اللاعبين لإجهاد وإصابات كثيره وما يؤكد ذلك تعرض اهم لاعبي الفريق رادوي و ويلهامسون وهوساوي لاصابات تمزق وشد عضلي قبل مباراة ثمن النهائي امام الاتحاد في بطولة آسيا على رغم انهم من افضل لاعبي الفريق في الالتزام والمهنيه.
ثانيا : تخفيف الجهد الذهني : الكل يدرك كمية الشد العصبي والضغوطات الذي يعانيه اللاعبين في البطولات المحليه خصوصا عند المواجهات الكبرى والتي تشكل في بعض الاحيان عبء اكبر من الجهد البدني ويساهم في ذلك الجماهير الرياضيه ورؤساء الانديه والاعلام .. الخ مما يعني ان تخفيف هذا العبء او توزيعه على جميع اللاعبين سيكون له اثر ايجابي كبير .
ثالثا : توزيع العوائد : عندما يحقق لاعبي الفريق الاساسي بطولتي ولي العهد والدوري يتولد لديهم شعور ان الفريق قد وصل الى القمه وحقق كامل الطموحات عبر حصد لقبين من اصل اربع بطولات في الموسم مما يشعر اللاعبين الاساسيين بالرضا الكامل عن الذات من "الناحيه المعنويه" بالاضافه "للناحيه الماديه" عبر حصولهم على مكافآت تحقيق بطولتي الدوري الكاس تفوق النصف مليون ريال لكل لاعب ويوصل اللاعبين الى مرحلة التشبع مما يجعل الحافز المادي والمعنوي لا يكون له اي تأثير في بقية بطولات الموسم الشيء الذي يظهر جليا على اداء الفريق لذا فان توزيع الحوافز الماديه والمعنويه سيجعل كل اللاعبين متحفزين دائما لتحقيق الافضل .
رابعا : فرصة البدلاء : يوجد لدى الهلال اسماء شابه مميزه في الاحتياط والفريق الاولمبي تحتاج فقط الى الفرصه الكامله فشاهدنا الفريق في بطولة دبي على سبيل المثال يقدم اسماء شابه مميزه جدا استطاعت لفت الانتباه بل ان الهلال حتى في البطوله الاسيويه عندما واجهنا ذوب آهن الايراني في الذهاب قدمنا مستوى افضل من الاياب والذي عاد فيه نجوم الفريق ولا يمكن لأي لاعب ان يثبت امكانياته عبر التمارين حتى وان كان نجما او كان المدرب متمكنا فعلى سبيل المثال لاعب مثل جيرارد بيكيه مدافع برشلونه الحالي لم يستطع المدرب الكبير جدا اليكس فيرغسون من اكتشاف موهبته عبر التمارين ولكن عندما منح الفرصه الكامله في برشلونه اصبح واحد من افضل مدافعي العالم واعتقد ان الهلال لديه الكثير من هذه النماذج فأسماء مثل عبدالله الدوسري ، رضوان الموسى ، شافي الدوسري ، محمد القرني ، فهد الجهني ، سالم الدوسري ، مبارك البيشي ، عبدالله السديري .. تحتاج فقط الى الفرصه الكامله في بطوله رسميه مثل بطولتي الكأس لدينا مما قد يساهم في اكتشاف مواهب توفر اموال الاداره في التعاقدات المحليه وتمنح مدرب الفريق خيارات اكثر لا تحرج الفريق عند غياب الاساسيين.
وفي النهاية نقدر تماما الجهد الذي يبذله الجميع في سبيل وصول الهلال لما نتمناه دائما ويجب ان ندرك ان الاخطاء جزء من البشر لذا فاننا نتطلع لموسم بأخطاء اقل فقط لكي نحقق اقصى ما يمكن تحقيقه من النجاحات في ظل الامكانيات التي يزخر بها نادي الهلال .
تحياتي ’’ اخوكم ( ابو عبدالرحمن )