[سند هليل]

عندما كنت صغيرا, كنت مفتونا في متابعة (جولات المصارعة الحرة) بتعليق المرحوم إبراهيم الراشد, وكان أكثر ما يبهجني هو الفريق صاحب الرتم السريع, الذي يدخل وقد حياه عشرات المعجبين في الطريق المؤدي إلى الحلبة, وفوق هذا كله احترامه لقوانين اللعبة وعدم لجوءه إلى المخالفات لأجل زيادة وقت (الجولة) كما يحدث من بعض (المصارعين) الذين يبدءون جولاتهم باستعراض عضلاتهم, ثم بـ(السخرية) من منافسيهم ثم ينتهون بـ(استفزاز) الجمهور !.
في القنوات الفضائية نشاهد الكثير من البرامج التي تشبه هذين النوعين من جولات المصارعة الحرة, ولن أخوض في النوعية الأخيرة, فهي على (قفا من يشيل) !.

قلة من البرامج تشبه النوع الأول, بمهنيتها العالية, ومصداقيتها وحسن اختيار ضيوفها تبعا للحدث او القضية التي تتم مناقشتهما !.

*******

في المرمى": وش بقى" ما نشــر" !

مع كل خبر "خاص" ينفرد بتفاصيله البرنامج المتميز "في المرمى" لا يخجل بعض منسوبي الصحافة الورقية او الالكترونية من "لطش" جهد العاملين فيه, وتقديمه للقراء على انه "جهد" العاملين فيها! .

في أكثر من خبر عبر البرنامج تحول بقدرة قادر إلى"حبر وورق" في أكثر من صحيفة دون أدنى مراعاة لحق المهنة, وحق الزمالة الإعلامية.

المضحك في "قصة اللطش" هذه, أن البعض ممن ينتسب للصحافة الورقية لازال يعيش في زمن "صحافة الخبر", مع أن هذا الفن انتهى ولم يعد "الخبر" في الصحافة الورقية ذا قيمة, في ظل هذا التسارع/التصارع الالكتروني !.

كان يمكن لهذه الصحافة أن تعوض ما تبقى لها من قراء بمتابعة الأخبار وتحويل ما يمكن تحويله إلى "قصة خبرية" او "تقرير صحافي", او الإشارة إلى صاحب السبق والتميز, والكف عن خداع القارئ, واحترام قارئ اليوم, الذي هو بكل تأكيد : ليس هو القارئ القديم الذي يضيف مع ثمن "صحن الفول" و"كوب الشاي": ثمن الجريدة !..