
17/06/2011, 01:59 PM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 25/02/2010
مشاركات: 120
| |

الشعور بالغرابة .. والكتابة عند الخسارة يعتقد الكثيرون أن هزيمة الهلال بأي نتيجة أمر غريب وذلك صحيح ، ويجب على كل هلالي أن يتقبل الخسارة بروح
رياضية ، فالخسارة أمرٌ وراد في كل شيء والرياضة أول شيء يمكن أن يحدث فيه ذك ،ولكننا معشر الزعماء نشعر
بالغرابة عند هزيمة الهلال وبأي نتيجة لأننا نعرف إمكانيات لاعبينا وإدارتنا وجماهيرنا ، ويحــــق لنا أن نستغــــرب
، إذ كيف يمكن لفريق - مرصع بنجوم حققوا الدوري قبل نهايته وبفارق كبير بدون أي خسارة - أن يخسر في كأس
الأبطال بهذه النتيجة الصادمة والمستوى السقيم ، وقبله يخرج من آسيا من ذات الفريق وبنفس النتيجة !!
عند كل أزمة تعترف الفرق الكبيرة بوجود إشكالية مؤثرة ليست في مهـاجم أو مدافـع أو حـارس أو مـركـز مـعيـن ،
فالأمر أعـمق من ذلك بكثير،ولا مناص من سبر غور الإشكالية بجدية وصدق مع الذات بعيداً عن تداعي النرجسية
أو تهافت الروح وتضعضعها ، فوضع النقاط على الحروف واليد على مكمن الخلل تعجّل بالنهوض واسترجاع الذات .
الذات التي اختفت في مباراتين متتاليتين لا يمكن استرجاعها بمزيد من الشحن النفسي غير المنضبط بحدود الواقع ،
فاللاعبون الذين هُزموا بالثلاثية مرتين على التوالي هم اللاعبون الذي حققوا بطولتين متتاليتين بلا هزيمة واحدة ،
ولذلك يجب عدم غمطهم حقــهــم بإنجازين هائلين "الدوري بدون خسارة وولي العهد" ، بل الأمر أنه يجب شكرهم
جراء خروجهم غير الملائم من الآسيوية وهزيمتهم على أرضهم من غريم الغربية .. لماذا؟
لأنهم ببساطة أوضحـوا بذلك للجمهور أن ذلك هو أقصى ما يستطيعون وأن مستـــوى الكرة السعودية لا يتعدى ذلك
في الوقت الحاضـر ، ويحتاج تغييرات مهمة على صعيد المنتخبات والأندية ، ويكفي أن الهلال هو ترمومتر الرياضة
السعودية بلا شك ، ونذكر بن مساعد عندما قال عند الخروج من آسيا: " لا نستحق التأهل " ، وذلك ليس مصادفة
أو تجديفاً في الهواء ، ولكنه الحقيقة المرة التي يجب الاعتراف بها : " لم نستحق الأسيوية بعد " ، ويحق لي القول
أن ذلك نعمة إلاهية هائلة إذ تضعضعت روح الفريق واختفت هيبته وانهــزم بالثلاثة رايح جاي محلياً فكيف آسيوياً
أو عالمياً ؟ أقــول إن المسألة مرتبطة بثلاثة أركان : الإدارة والجماهير واللاعبون ، فالإدارة والجمور واللاعبون يجمعهم قاسم
مشترك وهو الإصرار على تحقيق جميع البطولات لتحقيق رباعية أو خماسية ، وذلك أمر مفهوم ولكنه غير مبرر ،
وإذا تحقق ذلك مرة أو مرتين فلا يمكنه التحقق كل مرة ، فكان مهماً التخلي عن إحدى البطولات على الأقل ليمـكـن
للفريق عدم الوصول لمستوى الأربعاء الفائت ، والذي يشكل انتكاسة غير صحية وتتسبب بآثار سلبية عميقة . الأمر الثاني والذي تتحمله إدارة الهلال -وأيضاً لا نبخسهم حق بطولتين مهمتين- هي ضعف قوانين اللائحة الداخلية
، والأمــر ليس مرتبطاً بالعقــوبات وحسب ، بل بــروح اللوائح ابتداءً وانتهاءً بالتوازن بين العصا والجزرة ، ويجب
التأسيس لذلك بتشكيل لجنة تتمثل فيها الأطراف الفنية والمالية والإدارية لدراســـــة عــقـــود اللاعبين الموجـودين
والمستقبليين ، وأن يتم إنجاز دراسات جدوى لكل لاعب على حدة بدون ارتباط بعــواطف لا نتفع بل تضر في حــال
ارتكاس الفريق وتضعضعه ، وأن لا يترك أمر التعاقد مع أي لاعب لقرار فردي ســـواء من المدرب أو غيره ، كما
يجب عدم المبالغة في عقود اللاعبين مهما علا شأنهم وعمل موازنة بين قيمة اللاعب ومستوى الدوري ومستوى
الإنجاز السابق للاعب ومدى مشاركته فعلياً في صناعة البطولات ،إذ ينبغى اعتماد نظام النقاط لا المكافآت ، فالنقاط
المجمعة على مستوى البطولات جميعاً تحتم مكافئة اللاعب وقدرها الملائم ، ومن الخطأ فصل كل بطــولة بمكفآتها ،
فذلك يؤثر نفسياً وفنياً على الفرق بأكمله فردياً وجماعياً .
الأمر الثالث وتقع مسئوليته على اللاعبين أنفسهم إذ لا يمكن عدم توقع الخسارة أبداً وهي أمر طبيعي وحاصل ولكن
السوء -قمة السوء- في ضياع هيبة الفريق واختفاء شخصيته إذ بدا وكأنه أحد فرق مؤخرة الدرجة الثانية ، فنحن
كجماهير نعرف أنه لا يمكن للفريق الفوز في كل مباريات الموسم ، حتى وإن تحقق ذلك في الدوري الممتاز ، فيظــل
الأمر مجرد نتيجة متوقعة في بطولة واحدة وليس في جميع البطولات ،فلم يظهر لاعب هلالي واحد بالمستوى المأمول
منه بأداء يتناسب مع طموح الجماهير والإدارة ، بل ظهرت خيالات المآتة وظلال لاعبين،فأين الروح والرغبة الذاتية
في النجاح والإنجاز أو - على الأقل - المحافظة على سمعة اللاعب والفريق ، وذلك يدل على خلل نفسي واضح داخل
كل اللاعبين الذين توقعنا منهم البحث عن الكرة والتمركز الصحيح والقتالية عوضاً عن الهـــروب منها والضياع في
خارطة الملعب والروح الانهزامية . الأمر الرابع وهو متعلق بالجماهير بعامة ، إذ اختفت جماهير الكل وظهرت جماهير الواحد متناسين الحكمة الفريدة
والتي تمثل شخصية الفرد والجماعة لأي أمة أو مجموعة : " الفرد للكل والكل للفرد " ، وتلك الحكمة السكوتلندية
التي حققت الشخصية المستقلة لشعب سكوتلندا العظيم ، والتي لا يزال يجــدد التاريخ ذكراها ، والإشكـالية هنا أنه
عند كل خسارة يتفرغ الجمهور للاعبَين أو لاعب يصبون جام غضبهم عليه وكأنه ليس جزءاً من بنية متكاملة،كما
نجد الجمهور أيضاً وبالمقابل يتفرغ للدفاع عن لاعبَين أو لاعب معين والقيام بعملية هائلة لمحـاولة محــو مستــواه
الهزيل من الذهنية الجماهيرية بشتى الطرق ، وكأنه ليس بشراً معرضاً للتهافت مثله مثل غيره،كما انتشرت ظاهرة
غريبة على مجتمع الهلال وجماهيره وهم جماهير اللاعب الفرد الذين يمكنهم التضحية بالزعيم ومستقبله من أجل
لاعبين لا يظهرون إلا في الإعلانات التجارية ، فيما يرتكسون للهزيمة وكأنهم لا يلعبون للزعيم ، تلك الظاهرة التي
لم تظهر بهذه الكثافة إبان بروز الكبار أمثال سامي ويوسف وغيرهما . أخيراً وليس آخراً :
المنطق والعمل المثابر والانضباط الشامل ونقد الذات المستمر والطموح اللامتناهي هو الطريق الوحيد لتحقيق الهدف ألف تحية .. وتحية
اخر تعديل كان بواسطة » ظـامي العويرضي في يوم » 17/06/2011 عند الساعة » 03:19 PM |