
14/06/2011, 09:15 AM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 13/01/2010 المكان: الرياض و فانكوفر
مشاركات: 288
| |
قصة قصيرة : مشجع هلالي في عصر الإحتراف ! بسم الله الرحمن الرحيم في إحدى البيوتات .. 
شاب في مقتبل العمر .. عمر الزهور .. ربما لايجد مايكفي قوت يومه ..
يأتي لوالده ويقول : أعطني 20 ريالاً يا أبي ..
فيرد عليه أباه : ولماذا يا بني ؟
فيأتي الأب الجواب وعلى عجل : مباراة الهلال يا أبي ؟
فيقول الأب : ويحك ..! أليس عندك امتحان في مادة صعبة غداً ؟ أولسنا بحاجة للمال يا بني ؟
فيرد الإبن المتيم : الهلال بحاجتي يا والدي .. فهو يمر بضرف صعب يحتاج مني الوقوف معه !
بادره الأب غاضباً : إذهب إلى أمك فهي بحاجتك ..
يذهب الإبن مطأطأ الرأس إلى أمه ويقول لها ..
أماه .. طلبت من أبي 20 ريالاً لكي أحضر المباراة ولكنه غضب "و صرفني" عليك ..
تتنهد الأم وتقول : يابني أنا بحاجة للذهاب إلى أمر ضروري وأريدك أن توصلني لذلك المكان !
فيرد عليها الإبن ويقول : اسمحي لي هذه المرة وسأقوم بتعويضك غداً حتى وإن أردت أن أتسوّق معك !
لم تملك الأم من أمرها شيئاً و أردفت قائلة : وفقّك الله ومن عشقت يا بني.
زالت معوقّات وبقي أُخريات ..
نعم فهو ذاهب لحضور مباراة .. وحضور مباريات كرة القدم في بلادي هي شيء آخر !
فالتجهيز لحضور مباراة كالتجهيز لخوض حرب !
من البحث عن موقف للسيارة إلى الزحام لشرآء التذاكر إلى الزحام في انتظار الدخول إلى الزحام في طابور تفتيش مقزز إلى منع دخول ماتسد به رمقك أو جوعك إلى البحث عن كرسي .. هي معركة !
... في بيت آخر .. 
رجل بل شيخ قد بدت عليه علامات الكِبَر و والوقار هو الآخر له قصة مع من يعشقه، فقد عاصر هذا الشيخ الهلال منذ نعومة أظفاره، مع الهلال في "الحلوة و المرة" ..
عنده من الأعمال مالا يعلمه إلاّ الله، فهو يعول أسرة بل وله أحفاد، وعنده ارتباطات اجتماعية كثيرة، وصحته قد تكون "نص و نص" ولكنه يأبى إلاّ أن يكون هناك .. حيث الهلال .. يُجسّد أرقى معاني العشق وعلى أرض الواقع !
... وعلى الطرف الآخر ..
يصل ذلك اللاعب بسيارته الفارهة إلى مقر النادي مبتسماً وقد بدت عليه علامات الصحة والنعمة؛ قد أمّن مستقبله بملايين الريالات -وهذا من أبسط حقوقه- فنحن في عصر الإحتراف؛ ولكن كما له حق فعليه واجب ..
من أهم الواجبات هي تلك المشاعر والأحاسيس التي يجب أن تكون متبادلة بين الجمهور واللاعبين؛ إحساسٌ لايجب أن يتجزأ في هذا العصر -عصر الإحتراف.
سيادة اللاعبين يعتقدون أن هذه الجماهير العريضة تكترث بالفوز أكثر من شيء آخر وهذا اعتقاد خاطيء وغير صحيح؛ فكل منصف عاقل عندما يرى أن هناك أنفاس تنبعث و روح تُبذل و عرق يتصبّب سيخرج هذا الجمهور راضياً بصرف النظر عن النتيجة ..
يظنون أنهم بمجرد تسجيل هدف أو حركة فنية أو انقضاضة دفاعية سينسى هذا الجمهور اخطائهم أو مواقف لهم سابقة، فالجمهور وإن كان "حبيب" و طيب لكنه لن ينسى من يبذل ويلعب للشعار ومن هو "يوم فوق وعشرة تحت" !
ولا أقصد بهذا أن اللاعبين اخطائهم غير مغفورة ولكن الإستمرارية عليها هي الخطأ بعينه ..
هذه الجماهير بسيطة مطالبها : احترم الشعار و احترم هذه الجماهير وسيضعونكم فوق رؤوسهم حتى وإن أخفقتم !
والجماهير هي كذلك مطالبة بأن تكون منصفة وعادلة في أحكامها ولا نستطيع أن نقول يجب أن لاتكون عاطفية فالتشجيع أساسه العاطفة ولكن التسديد والمقاربة وإيجاد الأعذار بما يسمح.
...
هذا الكيان ومن يُمثّله ومن يقف خلفه يجب أن يكون كالبنيان المرصوص؛ نعم قد نختلف وقد تصل الامور إلى درجة غير مقبولة لكن الكيان يبقى كل شيء والجماهير هي من أساسيات هذا الكيان ..
ومن المواقف التي لا أرغب بأن أتطرق إليها بإسهاب ولكن سأشير إليها؛ تجرأ بعض اللاعبين على هذه الجماهير في بعض اللقاءآت المتلفزة أو الصحفية؛ أو عند تسجيل هدف يذهب ذلك اللاعب أو كثيراً منهم للطاقم الإحتياطي والمدرب والإداري و "يسحب" على الجمهور؛ اللعب على الواقف؛ الإرتباك والخوف ..
ويحهم! أويخشى لاعب خلفه هذه الجماهير !
لا أرغب بان أخوض بمقارنات ولكن لاعبي الهلال في السابق يعرفون كيف يتعاملون مع هذه الجماهير، والتعامل مع الجماهير هو فن بحد ذاته، ففي بداية المباراة تجد ذلك اللاعب يقوم بحركة فنية ما أو بهجمة سريعة سينتعش الجمهور على إثرها وما أن تخبو هتافات الجماهير حتى يعيدوا تلك الكرّة مرة أخرى "بـكبري" أو "تسحيبة" حتماً سيقوم من مقعده ذلك المُشجع المنهك وسيهتف إلى أن يبح صوته ..
فهل هذا كثير ؟
...
والجماهير هي مسؤلية إدارية تقع على عاتق رأس الهرم الإداري إلى أصغر مسؤول بإعطاء هذه الجماهير حقها وهو واجب وليس تفضّل سوآء عن طريق الإهتمام بشؤونهم أو دعوتهم وأخذ آرآءهم ومشورتهم وقبل كل ذلك تذكير اللاعبين أنهم لولا الله ثم هذه الجماهير لم يعرفهم أحد.
...
في النهاية .. نجد أن هذا الكيان هو مسؤولية إدارة و لاعبين و جماهير متى ما اختل أي ركن من هذه الأركان اختل الكيان ..
دمتم .. ودام هذا الكيان شامخاً. |