واصل فريق الهلال تفوقه على نده السابق النصر كما جرت العادة في السنوات الأخيرة وانتصر عليه بهدفين نظيفين وتأهل لنهائي كأس ولي العهد للمرة الرابعة على التوالي .

وأصبح (الأزرق) على بعد خطوات من تحقيق أكبر إنجاز في تاريخه وتاريخ الفرق السعودية اذا وفق في الفوز باللقب للمرة الرابعة على التوالي.

ولا نستبعد أن يحقق الهلال هذا الإنجاز المتفرد ويضيف لنفسه مجدا جديدا إذا لعب بنفس المستوى الذي قدمه في أمسية (النصر) وسلم من المؤامرات.

شخصيا كنت أتوقع أن ينتصر الهلال قبل المباراة وكنت على قناعة بأن تميز لاعبيه وارتفاع مستوى أداء فريقه واحترافية إدارته سيصنع الفارق ويجير النتيجة لصالحه وبعدد وافر من الأهداف.

لكن يبدو أن حظ النصر (القوي) في ذلك اليوم وتفرغ بعض لاعبيه لاستفزاز لاعبي الهلال للحد من خطورتهم أنقذه من هزيمة كبيرة وحفظ ماء وجهه أمام جماهيره إن كان قد تبقى منه شيء يحفظ.

لم يتعلم عبدالغني من الألم رغم أنه يعيش في أواخر حياته الرياضية حيث ما يزال يعتمد على أسلوب الضرب تحت الحزام، واستفزاز الخصوم وما حدث منه تجاه رادوي في المباراة يؤكد هذه الحقيقة.

أما أحمد عباس الذي فشل في إثبات نفسه وتأكيد جدارته بارتداء شعار النصر رغم الفرص العديدة التي منحت له لم يجد وسيلة يظهر بها إعلاميا غير الاعتداء على السويدي ويلهامسون الذي كان أحد نجوم المباراة.

هذا هو حال النصراوين وهذه هي عاداتهم التي جبلوا عليها في السنوات الأخيرة يختلقون الأزمات، ويثيرون الزوابع لمداراة هزائمهم وخيباتهم المتكررة أمام الهلال.

هم يحاولون الآن ضرب الهلال خارج الملعب ويسعون لإضعاف قوته بعد أن فشلوا في ذلك داخله من خلال تحركاتهم المشبوههة لتصعيد الأزمة التي افتعلها عبدالغني مع رادوي؛ لإدانته ومن ثم إيقافه.

لكن فات عليهم أن الهلال ليس هو النصر، أو من عيِّنة الفرق التي تختزل فريقها في لاعب واحد، أو لاعبين مهما كانت قدراتهم، ومع ذلك لا نتوقع أن تنجح مساعيهم في المساس بأي لاعب في الهلال.

أما ما حدث من تصرف متعمد في عملية طباعة تذاكر المباراة من قبل إدارة النصر التي تجاهلت كتابة اسم الطرف الثاني في المباراة أو شعاره عليها فهو أمر غير مقبول وربما تكون له أبعاد خطيرة في المستقبل على العلاقة بين الناديين.

لذلك ننتظر من الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم فيصل العبدالهادي الذي تحاشى الرَّد على أسئلة الصحفيين يوم المباراة عن هذا الموضوع أن يفتح تحقيقا فيه لمعرفة أسبابه ودوافعه حتى لا يتكرر مرة أخرى.

وعلى الرغم من كل تلك الأحداث التي صاحبت قمة الخميس وما أفرزته من تداعيات سالبة على أجواء المباراة إلا أن جماهير الناديين أثبتوا أنهم أكبر وأوعى من أن تؤثر فيهم مثل هذه الحالات العابرة او نتيجة المباراة .

اتفق كل الذين حرصوا على مشاهدة المباراة من داخل الملعب في ذلك اليوم على شيء واحد ألا وهو الدعاء لخادم الحرمين الشريفين بموفور الصحة والعافية وتجديد الولاء والحب والانتماء للقيادة الرشيدة.

حملوا صور خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني وزينوا بها المدرجات التي اكتست باللونين الأبيض والأخضر وتناسوا انتماءاتهم الضيقة في استفتاء حقيقي لمكانة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز.

غابت شعارات الهلال والنصر، وعلت أعلام الوطن في سماء ملعب الملك فهد الدولي ، وظلت الحناجر تردد الأناشيد الوطنية للتأكيد على أن الرياضة هي منبر وطني خالص ودرع يحمي قادة هذا البلد.

حفظ الله سيدي ومولاي خادم الحرمين الشريفين ومتعه بالصحة والعافية وأبقاه ذخرا لهذا الوطن المعطاء.