10/03/2011, 01:43 PM
|
| زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 05/06/2010 المكان: البرنابيو
مشاركات: 6,232
| |
الأمـانـي والـمـنـون عجبا لنا وللدنيا تموج بنا موج البحر ونحن سايرون في الأماني غافلون عن المنون..
إنما الدنيا فناء ليس للدنيا ثبوت
إنما الدنيا كبحر يحتوي سمكا وحوت
ولقد يكفيك منها أيها الطالب قوت
فاغتنم وقتك فيها قبل ما فيها يفوت
قل لخير تجتنيه أو تحلى بالسكوت
إنما الدنيا كبيت نسجته العنكبوت
في ليلة ارتدت البقاع ثياب الحزن والحداد ليلة تحللت بالأحزان واتشحت بالسواد ليلة ظلماء تخضبت بالدماء ليلة أبكت شموعا وأمطرت دموعا ليلة غاب عنها القمر..مأساة وفاجعة روعت القلوب راح ضحيتها أم وأربع بنات في عمر الورود حادثة بددت فرحة الصغار وخنقت الابتسامات لدى الكبار صغار كانوا قد استعدوا لعام دراسي جديد كانوا فرحين بالملابس والحقائب والدفاتر الجديدة كانت أحلامهم تملأ الدنيا فرحا وبهجة فهم يحلمون باللعب غدا مع أقرانهم في المدارس والرياض إنها أماني الصغار ترقبها بحب وفرح عيون الأبوين لسان حالهم يقول هؤلاء هم أولادنا فلذات أكبادنا أجيال المستقبل خاصة بعد المنزل الجديد الذي سكنوه قبل أيام كانت العائلة في وسط السيارة غارقة في بحار الأماني وفجأة.......!!!! وفي ذلك الشارع المعتم المظلم كانت كلمة الله هي العليا وبين طرفة عين وانتباهتها يبدل الله من حال إلى حال فقد سكتت أهازيج الصغار وكتمت الضحكات وتطايرت الأجسام الصغيرة في الهواء فمزقت وغرقت الأحلام والآمال لتتحطم بذلك الباص الذي تركه قائده بلا علامات انتظار ولا إشارات تحذير تركه في منتصف الطريق ليفجر شلالات من الدماء والدموع والأحزان ويضع نهاية أليمة لأحلام جميلة وخاتمة حزينة لقصة أسرة سعيدة ليبقى الأب المكلوم وحيدا بعد أن عاش نحو عشرين سنة في أمان بين زوجه وأولاده...... في أمانيه يخطط ويرسم لوحة المستقبل بأحلام طوال لتنتهي به الأيام وحيدا كما بدأ أعطوه المهدئات أكثر من مرة لكن الحزن أكبر من قدرته على الاحتمال قرئ عليه ، هدئ من روعه ، ولكن دون جدوى فقد ضاع كل شئ بالنسبة له نسأل الله أن يرزقه وكل مصاب الصبر والسلوان وأن يعوضه خيرا في الدنيا والآخرة زمن خلال هذه الحادثة الحية تأمل معي أيها الإنسان ....الأماني والمنون .... بيان واضح العنوان .. فالأماني أحلام وآمال والمنون يهدمها بلا إمهال ..
اجتنى الناس من البنيان ما لم يسكنوه......!!!!!!!!
جمع الناس من الأموال ما لم يأكلوه .........!!!!!!!
طلب الناس من الآمال ما لم يدركوه .......!!!
إنها الأماني ؟؟طول الأمل ؟؟ الإغراق في الدنيا ..في الترف والشهوات... خط لنبي صلى الله عليه وسلم خطوطا وخط خطا ناحية وقال : هل تدرون ما هذا ؟ هذا مثل ابن آدم و مثل التمني وذلك الخط الأمل بينما يأمل إذ جاءه الموت ... بينما يأمل إذ جاءه الموت..سبحان الله !!
رجل يجمع المال منذ سنين ليبني منزلا فاشترى الأرض وبدء بالبناء وانتهى فتأخر دخول الكهرباء وبذل كل ما بوسعه وكان يردد بكل حرارة لن ارتاح ويهدأ لي بال حتى يصل الكهرباء للمنزل فشفع الشفاعات وبعد عناء شديد دخل الكهرباء وفي أول يوم من دخوله كان يراقب الكهربائيين وهم يقومون بتمديد الأسلاك وهو فرح مسرور لا تسعه الدنيا فقد تحققت أمنيته فها هو الكهرباء سيضئ بعد ساعات في بيت أحلامه وفجأة....!!! تلتمس الأسلاك ببعضها وهي في يده فيسقط ميتا كأن لم يكن.
لا إله إلا الله تلك هي الدنيا... موت فجأة... أو مرض بغتة ... إنها عبر ترى .. ومصارع تقرى .. والبعض في غفلة نائمون ..وفي الغي تائهون..فإنا لله وإنا إليه راجعون وإن إلى ربنا لمنقلبون.. ذهبت الأماني وحل المنون فيا ليت قومي يعلمون .. مرالنبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله ابن عمر وهو يبني خصا (بيتا من الخوص وليس من الرخام ) فقال له يا عبد الله ابن عمر ما هذا؟؟ إن الأمر أفظع من ذلك ..إن الأمر أفظع من ذلك.
وقال وهب ابن منبه لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم ليس له بيت يسكن فيه؟ فقيل له يا نبي الله لو اتخذت بيتا .. فقال: اليوم أموت... غدا أموت.. حتى أتاه الموت ولم يتخذ بيتا وبني عبدا لله ابن مسعود بيتا في دارة فدعا عمار ابن ياسر وقال:كيف ترى هذا البيت؟؟ فقال عمار: بنيت شديدا وأملت بعيدا وتموت قريبا .
لو دامت لغيرك ما وصلت لك فهل من معتبر ؟؟ أين من يتعظ؟؟
يا ابن آدم لا يغررك عافية
عليك صافية فالعمر معدود
ما أنت إلا كزرع عند خضرته
بكل شئ من الآفات محصود
فإن سلمت من الآفات اجمعها
فأنت عند كمال الأمر محصود
شتان بين أمان وأماني .... عامل أجنبي من دول شرق آسيا جاء لهذه البلاد وهو يعيش في ظلام الكفر والجهل وقبل رمضان بيوم واحد فقط نور الله قلبه فدخل مكتب الجاليات فنطق الشهادتين وأسلم ثم صام أول يوم من رمضان وبينما هو يمشي في الطريق اصطدمته سيارة في وضح النهار فمات ! مات وهو مسلم صائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء نسأل الله أن يرحمه برحمته..
وشاب في العشر الأواخر من رمضان والناس في صيام وقيام وتحري ليلة القدر وقراءة القرآن يتمنون صلاح القلوب وغفران ما تقدم من الذنوب ورضا علام الغيوب. أما هذا الشاب فقد كان في عالم آخر كان يخطط ويرسم للقاء عشيقة الهاتف كان يتمنى ويحلم في أن يعيش تلك الليلة في أحضان الشهوات فكان الموعد وحدد مكان اللقاء أتدرون أين؟؟ كان الموعد في أحد المساجد المكتظة بالمصلين القائمين الركع السجود فتجمل ذلك الشاب و تعطر و الشيطان يغريه و يمنيه و بينما الشاب يقود سيارته متجها لذلك المسجد لا ليعبد الله بل لعبادة الشهوة و اللذة الحرام و فجأة ... !!!و في احد التقاطعات ترتطم سيارته بسيارة أخرى و ما هي إلا لحظات و فارق الحياة نسأل الله أن يتجاوز عنه و يغفر له و لكنها أماني السوء و خاتمة السوء نسأل الله حسن الخاتمة
نعم شتان ما بين أمان و أماني .. شتان ما بين أمان وأماني ... شتان بين من يهجم عليه المنون وأمانيه حسان وبين من يهجم عليه المنون وأمانيه نزعات الشيطان .. إذن فأحسن النية دائما وتمنى خيرا فلعلك تصدق بحسن النية وصدق الأماني ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة فإن هو هم بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ومن هم بالسيئة فلم يعمل بها كتبها الله عنده حسنة كاملة فإن عملها كتبها الله له سيئة واحدة..وقوله(من هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة) أي لم يعملها خوفا من الله في الحديث بيان سعة فضل الله ورحمته وحكم إحسانه على عبده ولكن على العبد أن يحسن إلى نفسه ويكون صادقا مع ربه فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت .. فلنسأل أنفسنا أحبتي ماذا عملنا لم بعد الموت ؟؟؟
ألسنا نقرأ في القرآن { الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور } ألسنا نقرأ في القرآن { فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون }
ألسنا نقرأ في القرآن { كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق}
كم ننسى المنون ؟؟ كم نغفل عن الموت؟؟
نحن نسع إلى الرغائب سعيا
وبنا للفناء تجري السنين
سنوات مضت وما زال قوم
في متاهتهم ومرت قرون
إنما العمر مركـــــــــب
يطلب علي الناس المنى وبه المنون
كم هو جميل أن نتمنى ونحلم ؟؟ونخطط ونرسم ؟؟ لكن أن تبدأ بنا الأحلام وترحل بنا الأماني إلى زمن الغفلة والإغراق في الدنيا فهذا ما يجب أن نحذر منه ؟؟ هذا ما يجب أن ننتبه له قبل فوات الأوان ؟؟ فالموت حقيقة .. حقيقة يؤمن بها الجميع ولكن لا يتذكرها إلا القليل ولا يعمل بها إلا أقل القليل
إلى من تغر بالأمل الطويل
وليس إلى الإقامة من سبيل
فدع عن التعلل بالأماني فما
بعد المشيب سوى الرحيل
أتأمن أن تدوم على الليالي
وكم أثنت قبيلك من خليل
وما زالت بنات الدهر تفنى
بني الأيام جيل بعد جيل
أسأل نفسك كم بقي من عمرك ؟؟ كم تأمل أن تعيش؟ عشرين سنة؟؟ أربعين ؟؟ اسمع لداوود الطائي و هو يقول:لو أملت أن أعيش شهرا لرأيت أني قد أتيت عظيما وكيف أمل ذلك وأنا أرى الفجائع تنزل بالخلائق ءاناء الليل والنهار .. وصدق رحمه الله..فمن تأمل حال الناس من حوله وفجائع الدنيا تحيط بهم من كل جانب وفي كل لحظة كيف يأمن بالسنين وما منا من أحد إلا وغرق في بحار الأماني فلم يسعد بيومه الأول ولا الثاني بل ربما ضيع القاصي والداني ... فذاك منهوم باللذات وآخر سلس القياد للشهوات وثالث مغرم بجمع الأموال والريالات .. سبحان الله نطلب الراحة والسعادة وإنما هي والله الهموم والآهات والقلق والحسرات وبين ذلك خطفات المنايا وهجمات المنون، قال رجل أهلك نفسه في جمع المال لن يهدئ لي بال حتى أملك مليار وأقول ثم ماذا؟؟؟؟؟ تأكله فيفنى أو تفنيه الدنيا بآلامها أو يفنيك الموت قبل أكله إنها الأماني الخادعة هب أنك قد ملكت الدنيا قرا ودان لك العباد فكان ماذا؟؟ أليس إذن مصيرك جوف قبر ويحف التراب هذا ثم هذا .....
فضول العيش أكثره هموم
وأكثر ما يضرك ما تحب
إذا اتفق القليل وفيه سلم
فلا ترد الكثير وفيه حرب
نعم ... اقنع... اقـــــــــنـــــــــع بما قسمه الله لك .. ولا تهلك نفسك من أجل الدنيا فالله تعالى يقول :{ أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل }
تمنى ما شئت.. تمنى ما شئت.. واغرق في الأماني كيف شئت .. لكن تذكر أن هناك لحظة .. تهجم عليك بغتة .. فتقطع عليك الأمنية .. ولك أن تسأل لماذا نتذكر الموت ؟؟ ذكر الموت وما بعده يجعل النفس تفيض شوقا إلى لله .. تنشط للعمل الصالح .. ترجو الله رغبة ورهبة .. ومثل هذه المعاني تقصر الأماني وهي طوق النجاة من الإغراق في الشهوات والمباحات والترف والمباهاة .. هذا الطوفان ... طوفان الترف والشهوات الذي أغرق الكثير اليوم من الناس حتى من الصالحين .. فكم هي النفوس التي تشتكي قسوة القلوب ؟؟ وكم هي القلوب التي تأن من أثر الذنوب التي أظلت العبد أن يتوب .. لهونا لعمر الله حتى تتابعت ذنوب على آثارهن ذنوب.. فيا ليت الله يغفر ما مضى ويأذن لتوبتنا فنتوب.....
قال حذيفة ابن عتبة ما جلست مع سفيان الثوري مجلسا إلا ذكر فيه الموت وما رأيت أحدا كان أكثر ذكرا للموت منه.
وقال ذي النور المصري: توسدوا الموت إذا متم ... واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم..
وقال عبدا لرحمن ابن أبي إسحاق: كان أبوه إذا قصر في العمل أخرج قطعة ونظر فيها و رجع إلى جده و نشاطه..
يقول عبد الرحمن : فلما مات أبي نظرت في الرقعة مكتوبة بخط يده فإذا فيها (أحسن عملك فقد دنى أجلك) .
وكان زين العابدين يردد ويقول: يا نفس اجعلي الموت منك على بال
وقال بكر بن عبد الله المزني : إذا أردت أن تنفعك صلاتك.. فقل لعلي لا أصلي غيرها..
وكان محمد ابن واسع إذا أراد أن ينام قال لأهله: استودعكم الله فلعلها تكون منيتي التي لا أقوم فيها..
وكان عمر ابن عبد العزيز يقول: لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة .. ساعة .. لفسدت .
العاقل النبيه من اتعظ واعتبر فالموت أمر واقع ماله من دافع.. لا مرد له ولا شافع كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة.. فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور.
اللهم لا تجعلنا من النادمين واجعل قبورنا بعد فراقنا خير منازلنا واجعلها من رياض الجنة وقنا عذاب القبر وفتنته ووحشته وضمته وأهواله وظلمته سبحانك يا إلهي إذا ذكرنا خطايانا ضاقت علينا الأرض بما رحبت .. وإذا ذكرنا رحمتك ارتدت إلينا أرواحنا إلهنا بأي قدم نقف بين يديك وأنت قد علمت سرائر أمرنا وختمت على ألسنتنا وأنطقت جوارحنا فيا من اظهر الجميل يا من ستر القبيح يا غياث المستغيثين يا حبيب قلوب المؤمنين ها نحن جئناك تائبين منكسرين خاضعين فأقبل اللهم توبتنا واستجب دعوتنا وارحم عبرتنا وأقل عثرتنا اللهم ارحم موتى المسلمين واغفر سيئاتهم وأعذهم من عذاب القبر يا ارحم الراحمين اللهم أحينا على الطاعة واكتبنا على التوحيد وهون علينا سكرات الموت واجعل الحياة زيادة لنا من كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم انصر المسلمين المستضعفين في كل مكان |