[ قهوة الثلاثاء - 16 ] .. مـاذا يحـدث في اليمـن ؟! - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

هلالي من ارض اليمن · #1 08/03/2011, 01:04 PM

كنت كلما اردت الحديث عن الأوضاع مؤخرا باليمن .. أجد نفسي في حيرة من اين ابدأ ؟ .. هل اتحدث عن التاريخ السياسي الحديث لليمن حتى يمكن للقارئ فهم طبيعة القوى السياسية باليمن ؟ .. هل اتحدث عن الصفات الشخصية السائدة في المجتمع اليمني وتفاعله مع الحدث السياسي ؟ .. هل اتحدث عن النظام والحريات السياسية والدستور والبرلمان والاحزاب ؟ .. عن ماذا اتحدث وكل تساؤل يستوجب صفحات طوال من الشرح والتوضيح .. كما اننا لا يمكن لنا ان نتحدث عن النهاية دون ان نعلم ماذا كانت البداية ! .. كنت في حيرة حتى اتاني الفرج من تساؤل اختنا ( محبة الرحمن ) وهي تضعني امام محاور ثلاث سوف اكتفي بالتطرق اليها من خلال تساؤلاتها وفق التالي :

1 – هل للشعب اليمني الحق في التظاهر ؟

يحق له التظاهر بناء على نصوص القانون شريطة ان لا تتعارض تلك المظاهرات مع الثوابت الرئيسية للوطن وهي : الشريعة الاسلامية كقانون رسمي للبلاد – القومية العربية كهوية عرقية – الوحدة الوطنية – لغة المجتمع العربية – نظام الحكم الجمهوري .. فلا يحق لأحدهم المطالبة بأن يكون الربا على سبيل المثال حلال ! .. أو ان يطالب احدهم ان ينسب المجتمع اليمني للقبائل الآرية في المانيا ! .. أو يرى أحدهم ضرورة ان تكون اللغة الانجليزية هي اللغة الرسمية للبلاد ... الخ مما قد يتعارض مع الثوابت الرئيسية للوطن والمجتمع اليمني .

2 – ماذا يريدون شعبها من المظاهرات ؟

لا يمكن ان ندعي ان النظام الحاكم باليمن بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح هو شر مطلق .. بل من الجدير القول ان الرئيس اليمني سوف يبقى بصمة بارزة جدا في التاريخ السياسي الحديث لليمن خاصة مع تمكنه من تحقيق الوحدة اليمنية وتبنيه نظام الحريات السياسية والحفاظ على هوية المجتمع اليمني الدينية والقومية والكثير من الاعمال الايجابية التي لسنا بصدد استعراضها هنا .. ولكن من جانب آخر يرى شريحة يعتد بها احصائيا من اليمانيين ان رئيس الجمهورية ورجالاته لم يعودوا قادرين ان يواكبوا تطلعات المجتمع اليمني واحلامه .. وان دورهم القيادي لم يعد مفيدا خلال المرحلة الحالية والقادمة .. لدينا باليمن جوانب عديدة في حاجة الى اعادة النظر فيها والمسارعة نحو الاصلاح والتصحيح بما يمكن اليمن والمواطن اليمني ان يجد نفسه في مكانه الصحيح وفق حقه الدستوري .. وهؤلاء المتظاهرين اصبحت لديهم قناعة ان هذه الاصلاحات والمضي قدما نحو التصحيح يستوجب بالضرورة تغيير كافة الوجوه السياسية الحالية ومنها الأخ رئيس الجمهورية ،،،

3 – ماذا يحصل في اليمن ؟

حتى الآن من وجهة نظري ليس هنالك مشكلة في اليمن فالأمر في المرحلة الحالية يستوجبه طبيعة النظام السياسي باليمن والذي نأمل من خلال هذه الاحداث ان نستفيد ونتعلم كيفية تجاوز هكذا ازمات في مستقبل اليمن القادم ! .. رئيس الجمهورية امام وفد من العلماء وقيادات حزبية وامام المجتمع اليمني تعهد بعدم التمديد لفترة جديدة وعدم توريث السلطة لأحد اقرباءه ويطالب ان يستمر في السلطه حتى دورة الانتخابات القادمة عام 2013 م وفق نصوص القانون وتجنبا لأي فوضى سياسية محتمله نتيجة الفراغ السياسي الذي قد ينشأ من رحيله .. والمتظاهرين يرفضون هذا الاقتراح ويرون ضرورة تنحي النظام الذي لم يحترم حق المجتمع في مطالبتهم بتنحي من منحوه في فترة ماضية ثقتهم .. والأحزاب السياسية ترى منح السلطة الحالية فرصة حتى نهاية العام الحالي حتى يتم اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدتين مع عدم حق الرئيس بالترشح لمنصب الرئاسة مرة اخرى .. وتبقى قدرة كل طرف على اقناع الطرف الاخر والوصول الى حلول مرضية وفق القاعدة الشرعية : لا ضرر ولا ضرار .. ولكن هكذا حراك سياسي لا يمكن الانتهاء منه خلال فترة زمنية قصيرة ،،،

ايضا جدير بالذكر ان لا نتجاهل ان سيناريو الأحداث في اليمن قد يذهب بعيدا عن ما هو مأمول ! .. فقد يحدث ان تفقد السلطة في اليمن رباطة جأشها وتميل الى استخدام العنف مع شعب مسلح ويجيد القتال وفي حالة نفسية متحفزة لممارسة العنف .. كما يمكن ان يفقد المتظاهرين الأمل في تلبية مطالبهم فيصبح خيار تغيير النظام بالقوة وارادا في اجندتهم مما قد يمنح السلطة المبرر القانوني للرد عليهم عسكريا .. كما ان المنظمات الغير قانونية مثل تنظيم القاعدة السني وجماعة الحوثيين الشيعي والحراك الجنوبي الشيوعي قد يجدون الفرصة سانحة للقفز على خريطة الاحداث السياسية باليمن رغبة في الحصول مكتسبات جديدة .. كل هذه العوامل لا قدر الله ان اشتعل فتيل احداها فالعواقب حتما سوف تكون كارثية ،،،

نسأل الله ان يوفق البلدة الطيبة لما يحب ويرضى .. ودمتـم في خيـر ،،،