اثارت بعض القنوات الاعلامية مؤخرا لغطا كبيرا حول فتوى فضيلة الشيخ : صالح اللحيدان بعدم جواز التجمعات البشرية ( المظاهرات ) المنددة بعمل ما او المطالبه بحق ما والتي يعدها فضيلته من الاعمال الغير مشروعة .. وكانت هذه الفتوى قد صرح بها فضيلته في وقت سابق نحو التظاهرات في البلدان العربية والاسلامية والتي نددت جماهيرها قبل عدة اعوام بالعدوان الصهيوني على غزة .. وكرر مرة أخرى فتواه مع رياح التغيير التي عصفت ببعض الانظمة العربية مؤخرا .

فضيلة الشيخ : صالح اللحيدان يعد من الشخصيات العلمية البارزة واحد ابرز رجالات المدرسة السلفية والتي تحظى بقبول لدى شريحة واسعة من مجتمعات العالمين العربي والاسلامي وبالتالي كان من الطبيعي ان يسلط الاعلام الضوء على هكذا فتوى قد يراها الاعلاميين من الناحية المهنية فرصة لإلقاء مزيد من الحجارة على المياه الراكدة خاصة وان هذه الفتوى اتت متعارضة مع تطلعات عشرات الملايين من المسلمين في بعض الاقطار العربيه الباحثين عن حقهم في حياة كريمة كما أتت متعارضة ايضا مع رموز علمية محترمة لا يقلون قدرا ومكانة عن فضيلة الشيخ لدى المجتمعات العربية والاسلامية والذين ساندوا صراحة حق تلك الجماهير في البحث عن مستقبل آخر يوفر لهم الحد الأدنى من الحقوق الشرعية والحياة الكريمة ،،،

اعتقد ان فضيلة الشيخ من خلال فتواه كان قد رأى المسألة من جانب وسقط منه سهوا جانبين آخرين .. فهو من خلال فتواه نظر من جانب حماية المسلمين مما قد تنتج عنه هكذا مظاهرات من مفاسد قد تستهدف ارواحهم وممتلكاتهم وفي ذلك وجهة نظر سليمة وحريصة كما انها تتوافق مع المدرسة السلفية التي ترى عدم الخروج على السلطان مهما بلغ جوره وفسقه الا في حال اعلان الكفر الصريح .. الا ان فضيلته ايضا قد سقط منه تبعات جانببن آخرين .. وهما :


من جانب آخر لفت نظري في تداعيات هذه الفتوى هي تلك الهجمة التي اصفها بالغير اخلاقية من قبل البعض والذين صبوا جام غضبهم نحو شخص فضيلة الشيخ حينا ونحو الشريعة الاسلامية حينا آخر .. ولست هنا في صدد الدفاع على هامة علمية محترمة في مكانة فضيلة الشيخ بغض النظر ان وافقناه فيما ذهب اليه او كانت لدى احدنا وجهة نظر أخرى كما كان الحال مع علماء ومفكرين خالفوا وجهة نظر الشيخ دون ان يقللوا من كفاءته العلمية او يشككوا في امانته ونزاهته كمفتي .. كما لست هنا بصدد الدفاع عن الشريعة الاسلامية ومن يحاول النيل من عدم قدرتها على مواكبة احتياجات الناس وتطلعاتهم ورعاية مصالحهم فقد ظهر الاسلام ليحرر جباه العباد من السجود إلا لله وبالتالي كانت النصوص القرآنية والتعليمات النبوية التي تكفلت بواجب الرعاية والعناية والعداله للمسلمين وايضا لغيرهم والحديث يطول في هذا الجانب .. ولكن ما اريد قوله إنه لا يليق من قبل هؤلاء ان ينشدوا لأنفسهم ومجتمعاتهم حقوق التفكير والرأي والتعبير بينما يمارسون في ذات الوقت سلب هذه الحقوق لكل وجهة نظر أو رأي لا يوافق اهوائهم ! .. حقا ان في ذلك حماقة كبرى توافق ما قاله العرب سابقا : فاقد الشئ لا يعطيه ،،،


ودمتـم في خيـر