المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

 
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 12/01/2003, 03:49 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 11/10/2001
المكان: الامارات - دبي - ديره
مشاركات: 277
لا يقــــال فـــــلان شــــهيد.. للشيخ سعد الحصين حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ اَلْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتٍ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اَللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ, وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إِلا اَللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, أما بعد:

بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أُحي إليه من ربه: أن الله يقبض العلم - في آخر الزمان - بقبض العلماء " حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأفضلوا " [متفق عليه].

وقد وصل المسلمون - بعد القرون المفضلة - إلى حال قريبة من هذا المآل المظلم منذ ظهور دولة القرامطة، ثم الفاطميين، ثم العثمانيين، ولكن الله " يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها " بالعودة إلى أصله فضلاً منه وإحساناً.

وفي هذا العصر احتل بعض طلاب العلم والفكر - ممن لا يملكون من العلم أكثر من شهرتهم بين العوام وأشباههم بحفظ الشعر، وغرائب الروايات، والأخبار، والأمثال، ولحن القول - مجلس العالم بشرع الله، والداعي على سبيله على بصيرة من كتابه وسنة رسوله وفقه أئمة الدين.

وقبل أيام قدمت لنا جريدة (الحياة) في عددها (14268) بتاريخ 30/1/1423 هـ نوعاً جديداً من الرءوس المنتحلة لمجالس العلم والفتوى لم ينتظروا اتخاذ الناس إياهم رؤوساً ولا سؤالهم، فأفتوا بغير علم، بل ونقضوا فتوى كبار العلماء إذ لم توافق أهواءهم.

قال شاعر بعنوان (الشهداء) يخاطب من يقوم بالعمليات القتالية (الفدائية):

يشهد الله أنكم شهداء = يشهد الأنبياء والأولياء

والله يعلم أن هذا افتراء عليه وعلى أنبيائه وهم خير أوليائه.

ويخاطب كبار العلماء وعلى رأسهم الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله:

قل لمن دبجوا الفتاوي رويداً = رب فتوى تضج منها السماء

دون أن يأتي بكتاب، ولا أثارة من علم ينقض ما جاءوا به من محكم الكتاب، وصحيح السنة، وفقه أئمة القرون المفضلة في نصوصهما، بل دعا بدعوى الجاهلية: ارفعوا أقلام العلم الشرعي، واطووا صحفه، وكموا أفواه المستفتين والمفتين والفقهاء، ودعوا الحكم للهوى وحده:

حين يدعوا الجهاد يصمت حبر = ويراع والكتب والفقهاء
حين يدعوا الجهاد لا استفتاء = الفتاوي يوم الجهاد الدماء

والعلم بشرع الله يحمله من كل خلف عدوله، وليس منهم شعراء الظنون والعواطف، فقد قال الله تعالى: (( والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون * وانهم يقولون ما لا يفعلون )) [الشعراء: 224-226]، ومن الواضح أن الشعراء يتبعون الغاوين - أيضاً-، فهم في الغواية يعمهون، فلا يصلحون مفتين، ولا ناقدين لفتاوي العلماء، شرعاً ولا عقلاً.

وهذا الشاعر نفسه - هدانا الله وإياه - حكم على من وصفهم بالعلماء في (صوت الكويت) 10/5/1410:

" أن يبقوا في مجالات تخصصهم، وألا يزجوا بأنفسهم في بحار السياسة حتى لا يفرقوا ويفرقوا شبابنا الحائر معهم "، فما له لا يقبل فتواه لغيره، فيبقى في تخصصه، مع أن السياسة تقوم على الظن، فلكلٍ أن يرى فيها رأيه، وإذا كان من العلم بالسياسة تشجيع التفجير الذي لا يميز بين صغير وكبير، ولا بين بريء ومذنب، فلن يكون الجهل بها أسوأ.

أما شرع الله، فنجد اليقين عنه في كتاب الله تعالى: (( ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )) [المائدة:2] (( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )) [ المائدة: 8]، وفي صحيح البخاري: باب 77 من كتاب الجهاد56: لا يقال فلان شهيد، وحديث:

" الله أعلم بمن يجاهد في سبيله، والله أعلم بمن يُكلم في سبيله "، وحديث: الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفي عسكره لا يترك للمشركين شاذه ولا فاذه إلا اتبعها يضربها بسيفه، حتى قال بعض الصحابة: ما أجرأ منا اليوم أحد كما جرأ فلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما إنه من أهل النار "، لأنه قتل نفسه.

وفي صحيح مسلم: ذكر غلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي قُتل يوم خيبر، فقال بعض الصحابة: هنيئاً له الشهادة يا رسول الله، فقال: " كلا والذي نفس محمد بيده، إن الشملة لتلتهب عليه ناراً أخذها من الغنائم يوم خيبر لم تصبها المقاسم لتكون كلمة الله هي العليا "، فكيف بالقتال للأرض والهوية والحزبية؟!

والله الموفق (1)

إقتباس
وأكثر آفات الناس من الألفاظ، ولا سيما في هذه المواضع التي يعز فيها تصور الحق على ما هو عليه، والتعبير المطابق، فيتولد من ضعف التصور، وقصور التعبير نوع تخبيط، ويتزايد على ألسنة السامعين له وقلوبهم بحسب قصورهم وبعدهم من العلم، فتفاقهم الخطب، وعظم الأمر، والتبس طريق أولياء الله الصادقين بطرائق الزنادقة الملحدين، وعز المفرق بينهما، فدخل على الدين من الفساد من ذلك ما لا يعلمه إلا الله [ مدراج السالكين: 3/78].


--------------------------------------------------------------------------------
1) نقلا من مجلة الأصالة - العدد 37، السنة السابعة 15/ صفر/1423هـ - ص 16-18 .
اضافة رد مع اقتباس
   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 07:39 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube